القنصل طوق: تشكيل الحكومة الجديدة سيعزز الشعور الوطني ويقود إلى الاستقرار السياسي
“صدى الوطن” تستطلع آراء نشطاء وحزبيين لبنانيين حول “حكومة الوحدة”
ساوثفيلد – خاص “صدى الوطن”
لبى حشد من أبناء الجالية اللبنانية والعربية في منطقة ديترويت مساء الثلاثاء الماضي، دعوة قنصلية لبنان العامة في ديترويت للاحتفال بالعيد السنوي السادس والستين لاستقلال لبنان. وتحدث في الاحتفال معرفا الزميل عدنان بيضون الذي قدم للكلمة الرئيسية التي ألقاها القنصل اللبناني العام بالوكالة في ديترويت بشير طوق.
وحضر الاحتفال الذي أقيم في فندق “وستين” في مدينة ساوثفيلد إلى جانب المدعوين وفد من الدبلوماسيين الأميركيين المعتمدين لدى عدد من البلدان العربية، ومن ضمنها لبنان، وأعضاء السلك القنصلي الأجنبي في ديترويت ومدير الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني ورئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة الذي يقوم حاليا بزيارة إلى الجالية في منطقة ديترويت.
استهل الاحتفال بالنشيدين الوطنيين الأميركي واللبناني، ثم تحدث الزميل عدنان بيضون مرحبا بالحضور ومن وحي المناسبة وقال: “إن لبنان كان يعرف دائما بجناحيه المقيم والمغترب وعندما نتحدث عن المغتربين فإننا نشير إلى ملايين المنحدرين من أصل لبناني في أرجاء المعمورة”. أضاف الزميل بيضون “إن لبنان لا يملك ثروة طبيعية من الغاز والنفط، لكنه يمتلك ثروة أثمن هي ثروته البشرية والتي يمثلها التنوع اللبناني في لبنان وفي المغتربات، واصفا الحضور بأنهم شهادة على هذه الثروة”.
ودعا بيضون الزعماء اللبنانيين إلى مواصلة العمل على تعزيز الوفاق الوطني، منوها بإنجاز تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وقال “إننا ندرك بأن لبنان في قلب كل لبناني ولبنانية بصرف النظر عن الانتماء السياسي أو الديني، ونأمل بأن يكون لبنان في ايد أمينة وبأن يعمل المسؤولون على حماية بلدهم من الأخطار الماثلة في منطقة شديدة التوتر وسريعة الالتهاب”.
وختم بيضون بإبداء الأمل بأن تكون حكومة الوحدة الوطنية خطوةعلى طريق نقل لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية إلى مرحلة جديدة من الاستقرار يسودها التعاون والتسامح بين كل اللبنانيين”.
القنصل طوق
وقدم الزميل بيضون القنصل اللبناني العام بالوكالة بشير طوق الذي ألقى كلمة تناول فيها عددا من الجوانب السياسية الاقتصادية والمالية للوضع اللبناني، على ضوء تشكيل الحكومةالجديدة.
وبعد الترحيب بالحضور والشكر على المشاركة في هذه الذكرى قال القنصل طوق: إن من دواعي فخري أن أستضيف هذه المناسبة الوطنية، مناسبة الذكرى الـ 66 للاستقلال للسنة الثانية التوالي.
وتطرق طوق إلى الأوضاع اللبنانية من مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والمالية راسما صورة تفاؤلية لمستقبل الوضع اللبناني. وقال: في الصيف الماضي شهدنا إجراء انتخابات برلمانية هي الخامسة منذ انتهاء الحرب الأهلية وباستطاعتي القول باعتزاز إن انتخابات هذا العام الحرة والنزيهة قد تمت في يوم واحد وفي كل الأقضية، وبلا أية مشاكل تذكر، وهذا ما لا يحصل إلا نادرا في المنطقة التي نعيش في وسطها.
واستشهد القنصل طوق بقول رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان “بأن الديمقراطية هي نعمة يجب أن نحافظ عليها، لأنها نعمة يتميز بها لبنان في منطقة الشرق الأوسط”.
وتناول القنصل التأثير الإيجابي لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة على الوضعين المالي والاقتصادي مستشهدا بقول الفيلسوف الفرنسي بليز باسكال “بأن التعددية غير القابلة للتحول إلى وحدة هي مرادف الفوضى والتشوش بينما الوحدة التي لا تعتمد على التعددية تقرب من الاستبداد”.
وأشار القنصل طوق إلى تقرير لمؤسسة ميريل لانش جاء فيه “أن تشكيل الحكومة اللبنانية بعد طول انتظار هو خطوة إيجابية لأنها تربط الأداء الاقتصادي في خلال العامين المنصرمين بصورة كبيرة مع الاستقرار السياسي الذي حصل بعد اتفاق الدوحة في العام 2008”.
أضاف القنصل طوق: “كما نعرف جميعا، فإن تشكيل الحكومة الجديدة سوف يعزز الشعور الوطني ويحسن البيئة الاقتصادية ويقود الى الاستقرار السياسي الذي يعتبر عنصرا أساسيا في نمو الناتج القومي والثقة بالقطاع المصرفي، واستثمارات اللبنانيين المغتربين والسياحة هي أكبر العناصر المساهمة في الدخل الوطني”.
واستشهد القنصل طوق أيضا بتقرير للـ”بي بي سي” البريطانية جاء فيه: “إنه في الوقت الذي يشهد العالم أزمة اقتصادية خطيرة وغير مسبوقة، تبدو بيروت في حالة نهوض وبأن لبنان لم ينج فقط من الأزمة المالية العالمية، لكنه يبدو مستفيدا منها”.
ونوه القنصل طوق بالموقع السياحي الذي يحتله لبنان مشيرا إلى اختيار صحيفة “نيويورك تايمز” للعاصمة اللبنانية بيروت كمقصد رقم واحد للسياح من بين 44 بلدا في العام 2009 وبأن العاصمة اللبنانية على طريق استعادة لقبها “باريس الشرق”.
وحث القنصل طوق في ختام كلمته المغتربين اللبنانيين من حملة الجنسية اللبنانية على تسجيل أطفالهم في القنصليات اللبنانية في أماكن أقامتهم. وقال “حاليا هنالك لبنانيون في مختلف بلدان العالم أكثر ممن يعيشون على الأرض اللبنانية.. لكن الكثيرين من هؤلاء لا يمتلكون الجنسية اللبنانية، لذا أشجعكم وأحثكم على منح أطفالكم الفوائد والحقوق القانونية التي تقدمها لهم الجنسية اللبنانية”. ونوه القنصل طوق “أن لا حدود عمرية لتسجيل أطفالكم والعملية برمتها خالية من أية تكاليف، داعيا اللبنانيين في عالم الاغتراب إلى الاستمرار في الحفاظ على جذورهم اللبنانية وتقويتها”.
واختتم الحفل بعرض شيق للرقص الفولكلوري اللبناني قدمته فرقة “ليالينا” بقيادة الفنان يحيى نصرالله، على أنغام بعض الأغنيات اللبنانية.
ردود فعل حول “حكومة الوحدة”
على هامش المناسبة
والتقت “صدى الوطن” على هامش الاحتفال عدداً من النشطاء والمسؤولين من مختلف الأحزاب والتيارات اللبنانية، لاستطلاع آرائهم وردود أفعالهم على تشكيل الحكومة اللبنانية الأخيرة، والتي ماتزال حتى الآن (لحظة إعداد التقرير) بصدد العمل على تأليف البيان الوزاري.
وأبدى حنا أبو زيد، الناشط في “التيار الوطني الحر”، سعادته بتشكيل الحكومة اللبنانية، منوهاً بالدور الإيجابي الذي لعبه الجنرال عون. وأكد أن مطالب “التيار” لم تكن السبب في تأخير ولادة الحكومة، كما يشيع البعض، كما أنها لم تكن تحدياً لأحد. وشدّد أبو زيد أن التيار الوطني الحر سيتعاون مع حكومة الرئيس سعد الحريري، بما فيه مصلحة البلد، وتحديداً لناحية تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي باتت تشكل عبئاً كبيراً على حياة اللبنانيين اليومية. وتوقع الناشط أبو زيد أن يواجه القيمون على إعداد البيان الوزاري بعض الصعوبات والمناقشات الحادة، خاصة وأن الكثير من القضايا ما تزال عالقة، ومنها على وجه التحديد “سلاح المقاومة”، وأكد أن الحوار بين جميع الأفرقاء للخروج من نفق الأزمة، وضرورة الالتفات إلى حاجات الناس الأساسية واليومية الضاغطة.
وعلى الرغم من السعادة التي يشعر بها “الكتائبيون” نتيجة نجاح الرئيس الحريري الابن بتشكيل الحكومة، إلا أنها سعادة ممزوجة بالخيبة ومشاعر الإحباط، بحسب ما أدلى الرئيس السابق لـ”حزب الكتائب” اللبنانية في ميشيغن شوقي جميّل، الذي قال: “إن تشكيلة الحكوومة جاءت مجحفة بحق البعض، وبحق “الكتائب” على وجه الخصوص”. وذكّر الجميل بتضحيات ونضالات “حزب الكتائب” في “ثورة الأرز”.. مستشهداً باستشهاد الشيخ بيار الجميّل الذي جاء في السياق نفسه التضحيات التي قدمتها “ثورة الأرز”. ويضيف بمرارة: “كحزب لدينا نكسة بالتشكيلة الجديدة، وقد كنا موعودين بأكثر من ذلك حتى اللحظة الأخيرة، ولكن ذلك لم يمنعنا من التعاون مع الحكومة الجديدة التي هي أول حكومة لبنانية بعد 30 سنة لم يتم تأليفها من الخارج”. وتمنى الجميّل أن يعبر البيان الوزاري عن توجهات معظم اللبنانيين، وأن يتطرق لمسائل تخص المواطن اللبناني وفي مقدمتها سلاح المقاومة، الذي يجب أن يكون تحت إشراف الدولة اللبنانية، مثله كذلك قرارا الحرب والسلم”.
وأنهى الجميل حديثه: “لقد ارتحنا في لبنان من السوري والاسرائيلي.. وعقبال الإيراني واليونيفيل”.
الناطقة باسم حزب “القوات اللبنانية” سمر معلوف تبدو سعيدة بتشكيل الحكومة، حيث رأت “أن التمثيل المسيحي للقوات اللبنانية يعكس حجمها في الشارع المسيحي”. ولكنها في الوقت نفسه ترى أنه “مايزال في البلد أزمة لا نقدر أن نهرب منها، ولكن الوصول إلى شيء أفضل من لاشيء.. لقد كان تشكيل الحكومة بصيغتها الحالية أفضل الممكن”. وتمنت معلوف ألا يتجاهل البيان الوزاري تطلعات الشعب اللبناني وحقهم بوجود دولة لبنانية قوية سيدة ومستقلة، وألا يكون هناك سلاح خارج سلطتها. وقالت “إن الفرقاء المختلفون سياسيا هم لبنانيون جميعهم، وعلىهم أن يجدوا الحلول من خلال الحوار، فالحوار هو الأساس وهو المنطلق، وشددت على أن “الحكيم” (رئيس اللجنة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع) يعمل في هذا الاتجاه”. وقالت “نحن في القوات اللبنانية نعمل على إعادة هيكيلية القوات لتخريج كوادر سياسية تعمل على تكريس قيم الحرية والديمقراطية، وتكون مسؤولة وقادرة على أخذ دورها عبر عدة مستويات، كمحاربة الفساد وغيرها”.
ومن ناحيته، رأى المسؤول التنظيمي لحركة “أمل” – فرع أميركا الشمالية، حسن بزي “أن تشكيل الحكومة يشكل خطوة أولى وهامة لإنهاء التشاحنات، وتكريس المصالحات والتفاهمات التي بدأت تظهر نتائجها مباشرة من خلال اللقاءات والمصالحات بين السياسيين من مختلف التيارات، مثل اللقاء الذي حصل مؤخرا بين الزعيمين وليد جنبلاط وسليمان وفرنجية”، وأشاد بزي بدور الرئيس نبيه بري في إضفاء أجواء المصالحة والحوار بين مختلف الأفرقاء. ونوه بزي إلى أن: “من أولويات حكومة الوحدة الوطنية العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية، وإطلاق عمليات الإنماء المتوازن، والمشاريع الإنمائية، والاصلاح السياسي، وطموحنا أن يكون لبنان دائرة انتخابية واحدة مع اعتماد النسبية”. وأمل بزي “أن يتعافى لبنان من أزماته لما فيه الخير لجميع اللبنانيين”.
الناشط السياسي ميلاد زعرب، رأى أن الشعب اللبناني “مل وزهق” وهو يتطلع لوجود حكومة تتولى الأمور العامة وتسهل حياة الناس المعيشية. ورأى زعرب أن “الشيخ سعد الحريري انفتح على جميع الأفرقاء اللبنانيين وقدم العديد من التنازلات من أجل إنهاء الأزمة، ونجح أخيرا بتشكيل الحكومة لكن الأزمة السياسية لم تنته باعتقادي، وهي مستمرة.. هنلك فرق كبير بين فريقي الموالاة والمعارضة”.
وأمِل زعرب أن ينجح الأفرقاء في صياغة البيان الوزاري من دون تجاهل بعض المفاصل الأساسية ولا سيما مسالة السلاح. وأما ما يقال عن “الاستراتيجية الدفاعية” فهذه مسؤولية الدولة، ومن يؤمن بالاستراتيجية الدفاعية عليه الانخراط في صفوف الجيش اللبناني. الوضع اللبناني بحسب زعرب “مكانك راوح” ولا يوجد تغييرات حقيقية في التموضعات السياسية، وتجربة “7 أيار” قد تتكرر في أية لحظة. “على كل حال آمل أن أكون مخطئاً، نأمل أن تنجح الحكومة في حل مشاكلها وفي تحسين حياة المواطنين اللبنانيين” ختم زعرب.
وقال أحمد دبليز، سكرتير “تيار المستقبل في ميشيغن”، تعليقاً على التشكيل الحكومي: “نحن متفائلون بالحكومة الجديدة، التي نالت دعماً من جميع اللبنانيين، وهذا بحد ذاته خطوة إيجابية”. وأضاف “نأمل أن يستمر التعاون بين الجميع الإفرقاء وأن يعملوا معاً من أجل تثبيت الاستقرار السياسي والسلم الأهلي”. وتعليقاً عن بعض المشاكل التي رافقت تشكيل الحكومة، قال دبليز: “نحن لا ننظر إلى الوراء، لقد طوينا هذه الصفحة ونحن ننظر إلى الأمام.. وكل الأمل أن تعمل الحكومة على إجراء الاصلاحات الاقتصادية ودفع العجلة الاقتصادية إلى الأمام بما يحقق مصلحة المواطن اللبناني”. واعتبر دبليز أن تشكيل الحكومة هو الخطوة الأولى والأساسية في تحقيق الانفراج وتفريغ التشنج الذي سيطر على الشارع اللبناني طوال الفترة الماضية، متوقعاً أن تعمل الحكومة الحريري على تدعيم الاقتصاد واستحداث آليات مناسبة من خل سن القوانين الاقتصادية والعمل من أجل إطلاق عملية تنموية شاملة. وفي الشأن السياسي، ختم دبليز “أن التوافق السياسي على جميع الأمور هو أمر صعب، متمنيا على جميع الإفرقاء أن يعملوا على حلها بالطرق الحوارية”، منوهاً إلى “الاختلافات السياسية موجودة في كل بلد، ولكنها لا يجب أن تشكل عائقا أمام بناء الدولة وعمل مؤسساتها”.
وقال صافي طه، مسؤول العلاقات العامة في “نادي الجيل الجديد”: “لقد ولدت الحكومة الجديدة ولادة قيصرية، والمشكلة أن هذه الحكومة مثلها مثل الحكومات السابقة قامت على أساس المحاصصات الطائفية، وهذا ليس بمنطق للدول، بل هو منطق العشيرة”، وأضاف: “باعتقادي لن يكون هناك حل جذري للمشكلة السياسية في لبنان، ولذلك فإن تشكيل الحكومة لا يعني نهاية الأزمة السياسية، ولكننا على كل حال نأمل أن تكون هذه الحكومة “أحسن من غيرها” وأن تخطو خطوات حقيقية على طريق الإصلاح السياسي”.
وأبدى سالم سلامة، رئيس النادي اللبناني الأميركي، تفاؤله بتشكيل الحكومة، متمنياً عليها “أن تترفع على التشجنات والانقسامات السائدة في البلد في الفترة الأخيرة، وأن يكون مشروعها إنمائياً، فالوضع الاقتصادي متدهور ويؤثر في حياة اللبنانيين بشكل مباشر”. واعتبر سلامة تشكيل الحكومة فرصة أمام اللبنانيين، عليهم أن يستغلوها، آملاً أن تنجح الحكومة في تعديل قانون الانتخاب وإلغاء الطائفية السياسية، واعتماد الكفاءات وتكافؤ الفرص أمام جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم وأديانهم، وأبدى ثقته “بأن اللبنانيين قادرين على تجاوز جميع المصاعب والمشاكل”. وشدد سلامة على أن “النظام اللبناني قائم على ميثاق توافقي، وأي خلل بالميزان تختل الحكومة.. ولا سبيل للمعاصرة إلا بإلغاء الطائفة السياسية”.
Leave a Reply