ديترويت – خاص “صدى الوطن”
بعث تحالف تشكل من مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)-ميشيغن وإتحاد الحقوق والحريات المدنية الأميركي ومجلس الأديان للسلام والعدالة رسالة لوزارة العدل الأميركية لإجراء تحقيق مستقل في مقتل الإمام لقمان أمين عبدالله أواخر الشهر الماضي في ديربورن على يد مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، وذلك في ظل استمرار تفاعل القضية في أوساط المسلمين الاميركيين.
ولم يتبين حتى صدور هذا العدد فيما إذا كانت وزارة العدل تقوم بإجراء تحقيق في القضية إلا ان وزير العدل أريك هولدر أكد خلال الحفل السنوي الأول لمنظمة مدافعون وقيادات من أجل الثقة بين السلطات الأمنية والمجتمع (ألباكت) في ديترويت الخميس الماضي أن الوزارة بدأت تحقيقا في ذلك لكن بعيدا عن الأضواء.
وقد وصل عدد المتهمين في القضية 11 شخصا، ويقول مكتب التحقيقات الفدرالي ان لقمان كان إنفصاليا متشددا، دعا الى اقامة إمارة اسلامية في أميركا، وأنه كان يتاجر وآخرين في مجموعته بالبضائع المسروقة، وأنه ساعة شنّ عناصر “أف بي آي” غارة على مكان وجوده في ديربورن في 28 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي لاعتقاله، بادر باطلاق النار من مسدسه الشخصي، فعاجلوه بزخات من الرصاص، تقول مؤسسات إسلامية ومدنية ان 18 رصاصة أصابت جسده الأمر الذي يعتبر “مبالغة في القتل”.
لكن صورة لقمان مختلفة عند من كانوا مقربين منه، فقد تجمعّ حوالي ثمانين من مؤيديه ونظموا مسيرة عند بوابة مكتب التحقيقات الفدرالي في ديترويت بداية هذا الشهر، وكانوا يحملون يافطات كتب عليها “أوقفوا إرهاب أف بي آي” و”أوقفوا مضايقة المسلمين وقتلهم”. وقال أحد المنظمين للمسيرة وهو أبايومي أزيكوي “نحن هنا للدعوة الى اجراء تحقيق مستقل في اغتيال الإمام لقمان أمين عبدالله، فنحن لا نعتقد أن الامام كان متورطا في نشاطات ارهابية أو جنائية تدعو لقتله من قبل “اف بي آي” وبثمانية عشرة رصاصة. يشار الى أنه لم يتأكد رسميا بعد عدد الرصاصات التي اصابت الامام لقمان، لكن مؤيديه ارادوا إبراز البطش الذي استخدم ضد إمامهم.
إدعاءات “أف بي آي” ضد لقمان من انه كان يدعو الى العنف وضالع مع اتباعه في نشاطات إجرامية، اعتبرها قادة مسلمون وعائلته محض إفتراء، فيما يتذكروه عن الامام لقمان، فقد قالوا انه كان رجلا مسالما، يساعد في تقديم المواد الغذائية والمأوى للفقراء في منطقته. يقول واحد من ابناء لقمان وهو عمر ريغان “كان محبا للناس ويعتني بهم في الجوار، كان هذا هو مجال تركيزه الاساسي”، مضيفا ان والده كان يهتم بالفقراء الذين نسيتهم الطبقة المتوسطة والثرية في المجتمع.
وقال عنه الامام عبدالله الأمين وهو رئيس المركز الاسلامي في ديترويت، إن لقمان كان غالبا ما ينتقد الحكومة، ساخرا من الفكرة القائلة بمحاولة الإطاحة بها، أضاف “انهم مجرد فقراء في جزء هو الافقر في المدينة، في مسجد فقير لا يملك حتى تدبير أمور المياه والتدفئة فيه”.
هذا التصور دفع بعض قيادات المسلمين باتجاه توجيه الاتهامات لـ”أف بي آي” بفبركة قضية جنائية ضد الامام لقمان واتباعه، وذلك من خلال دفع عناصر سرية تابعة لهم لأختراق المسجد وتوفير سبل من شأنها تعزيز الادعاءات بتورط الامام لقمان ومؤيديه في نشاطات اجرامية.
لا أحد من هؤلاء المؤيدين وجهت اليه تهم أرهابية، واقتصرت الشكاوي الموجهة ضدهم على الضلوع في الاتجار ببضائع مسروقة وحيازة اسلحة غير مرخصة. لكن “اف بي آي” يحتفظون بتفاصيل عديدة في مناسبات مختلفة يدينون بها الامام لقمان وبأنه في احد المرات اشاد بالارهاب واعتبره ضربا من البطولة. كما ان الامام وبعض الذين تم احتجازهم لديهم سجلات جنائية تتراوح بين اختراق قوانين حيازة السلاح والسطو المسلح.
مدير الدراسات الاسلامية في جامعة ديلوير مقتدر خان، والذي سبق له العمل في ميشيغن عدة سنوات وبرغم عدم معرفته بالامام لقمان، إلا انه دهش حين سمع عن افعاله ونشاطاته، وقال “ردّ فعلي الأولي كان، لماذا كان يحمل سلاحا؟ خاصة في مثل بيئة وظروف كهذه، كان عليه أن لايحمل سلاحا في مسجد مخصص للعبادة، وحين جاء اليه عناصر “اف بي آي” كان عليه ان يجرّد نفسه من السلاح، ماذا حاول أن يفعل ان يدخل في معركة؟” لكن خان يفهم معنى الصيحة التي تطلقها المنظمات الاسلامية، قال انهم منزعجون بشأن قضايا أخرى، تتعلق بمحاولة زرع عملاء سريين تابعين لـ”اف بي آي” في الاوساط المسلمة بهدف اغواء البعض لارتكاب أعمال غير قانونية، لكنه مازال يعتقد بضرورة قيام قادة المسلمن بتثقيف ابناء الجالية بشأن الاخطار الناجمة عن التصريح بآراء متشددة.
من جانبه حاول “اف بي آي” تحسين علاقته بالمسلمين في المنطقة، لكن لينا مصري من مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية (كير) قالت إن قضية الامام لقمان اجهضت هذه المحاولات.
أضافت “لقد اصبحنا متعودين للأسف على رؤية المسلمين وهم يؤخذون من قلب المساجد، وهم يحتجزون، وأفراد عائلاتهم يرحلون، وقد أطلقت النار علينا كما حدث هنا، نحن منزعجون تماما”.
Leave a Reply