ديربورن – عرضت وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) أول إعلانين لها موجهين للعرب في النادي اللبناني الأميركي في ديربورن الأربعاء الماضي، شارك فيهما ممثلون عرب أميركيون وإيراني.
وقالت مديرة برنامج “سي آي أي” للتواصل مع الشرق الأوسط زهرا روبرتس ان انتاج الإعلانين استغرق عاما كاملا وكان نتاج جهود بذلتها “مجموعات من المهتمين” وتم تصويره في استوديو في هوليوود.
وفي أحد الإعلانين، تتزايد حمى النشاط داخل مطبخ رحب عصري، مع اتخاذ الترتيبات النهائية لإعداد الطعام. ويحاول رجل متقدم في العمر الحصول على إحدى قطع الفلافل خلسة، لكن تمنعه ضربة خفيفة من يد امرأة ودودة. يتحرك الضيوف بملابسهم الأنيقة والذين بدت عليهم أمارات السعادة باتجاه الطاولة العامرة بالطعام داخل غرفة طعام تزدان جدرانها بمقتنيات تنتمي للشرق الأوسط.
ويعد هذا المشهد المثير واحدا من المشاهد التقليدية في حفل عشاء بأي منزل عربي-أميركي، أو على الأقل هذا ما تحاول وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ترسيخه في الأذهان. وتأمل الوكالة في أن تلقى رسالتها قبولا لدى العرب داخل الولايات المتحدة. أثناء الإعلان، ينطلق صوت رجل يتحدث بلكنة شرق أوسطية قائلا “أمتك هي عالمك”، مع تحرك الكاميرا نحو الخارج وإظهارها مشهد الحفل من الخارج عبر نافذة في مبنى شاهق. وفي غضون ثوان، يتسع المشهد لينقل صورة الولايات المتحدة من الفضاء وتحمل الشاشة عبارة “إنهم جديرون بالحماية”.
ويمثل الإعلان، الذي عرضته الوكالة للتشاور مع نشطاء في الجالية حول فحواه وجدواه، قفزة فنية وإذاعية للوكالة. والإعلان الذي تنوي الوكالة بثه على قنوات التلفزيون الرئيسية ومحطات التلفزيون الإثنية ومواقع على شبكة الإنترنت بمختلف أرجاء البلاد في غضون الشهور القليلة القادمة، هو الأول من نوعه حتى الآن. وقد ركزت الوكالة إعلاناتها سابقا عبر الوسائل المطبوعة والمسموعة وعبر شبكة الإنترنت، لكنها لم تلجأ إلى أسلوب سرد القصص للترويج لرسالتها. ويعد هذا جزءا من جهود طموحة للتواصل مع مجتمعات تعتبرها وكالة الاستخبارات المركزية جوهرية بالنسبة لمساعي التقليص من تهديد الإرهاب داخل الولايات المتحدة.
وقد أقرت الوكالة خطة تمتد لخمس سنوات لتعزيز قدرة عامليها على تحدث العربية ولغات أخرى بطلاقة. وحسب وكالة “أسوشيتد برس”، التي أوردت هذه المعلومات، فإن هذا الأمر قد يواجه مقاومة من جانب العرب الأميركيين الذين يشعرون بتحولهم إلى محط لمشاعر الريبة والتشكك منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية. يذكر أن الكثير من العرب والمسلمين تساورهم الشكوك حيال جهود جمع الاستخبارات ويعتقدون أن جهود تجسس تجري داخل المساجد وأماكن أخرى.
وقدمت الوكالة إعلانا آخر يرمي لتجنيد أميركيين من أصول إيرانية. وقد أثار كلا الإعلانين إشادة من المجموعة التي يبلغ عدد أفرادها قرابة 40 شخصا تجمعوا لمشاهدتهما في ديربورن.
Leave a Reply