الآن وقد اختتم الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارته للصين بدأ سؤال يلوح في الأفق: هل تمكن أول رئيس أسود للولايات المتحدة من تحقيق ما عجز عنه نظراؤه السابقون في استمالة بكين إلى جانب واشنطن في القضايا العالمية الرئيسية؟ والإجابة على هذا السؤال جاءت سريعة من صحيفة “نيويورك تايمز” حيث كتبت فيها الصحفية هيلين كوبر تحليلا للزيارة، أشارت فيه إلى أن الصين ظلت طوال الزيارة على تمسكها الصارم بمواقفها من القضايا الكبرى. وقالت إن أوباما واجه في أول زيارة له للصين دولة “ناهضة” تبدو ميالة لأن تقول لا للولايات المتحدة. ففي قضايا إيران وعملة الصين وحقوق الإنسان بقيت الصين ثابتة في رفضها لمعظم المطالب الأميركية، إذ لم يبحث الرئيس الصيني هو جينتاو علانية إمكانية فرض عقوبات على إيران كما لم يبد موافقته على تغيير سعر عملة بلاده. وفيما يتعلق بحقوق الإنسان، اعترف بيان مشترك بوجود خلافات بين البلدين بشأنها. ويرى محللون أن الزيارة أظهرت بوضوح قدرة الصين على درء الضغوط الخارجية أكثر مما أفرزت تقدما في القضايا الرئيسية المدرجة في جدول أعمال أوباما. وقال إيسوار براساد –المختص بالشؤون الصينية بجامعة “كورنيل”- إن الصين رتبت بفعالية لقاءات الرئيس أوباما العلنية، وجعلته يطلق تصريحات تقر بمواقف الصين ذات الأهمية السياسية بالنسبة لبكين، ونجحت في الحيلولة دون بحث القضايا المثيرة للخلاف مثل حقوق الإنسان وسياسة الصين بخصوص عملتها الوطنية. وأضاف أن الصين و”بضربة معلم” استطاعت أن تحول الحوار العلني من المخاطر الدولية لسياستها حول العملة إلى الأخطار التي تنطوي عليها السياسة النقدية الفضفاضة والنزعات الحمائية في الولايات المتحدة. من جانبهم، قال مسؤولو البيت الأبيض إنهم حققوا ما جاؤوا من أجله إلى الصين ألا وهو بدء نوع من التعامل المنشود القائم على الأخذ والعطاء مع “عملاق اقتصادي ناهض”. ورأوا أن سياسة المواجهة العدائية مع بكين التي تعيد إلى الذاكرة أسلوب الرئيس السابق جورج بوش ستؤدي إلى نتائج عكسية وربما أدت إلى نفور الصين بكل ما لها من حضارة ضاربة في القدم.
Leave a Reply