أخبرني كيف تريد لحبنا أن ينمو، وأنت لا تسمع إلا كلامك، ولا ترى إلا شخصك، ولا يوجد لديك وقت إلا لتراشق الكلمات، وليس لتبادل الأحاسيس والمشاعر؟ إنك بكل برودة أعصاب تسحق بقية الاحترام المتبقية في رصيدك، ولكني أود أن أقول لك بإن انفعالاتك التي تملك وتحكمك جعلتني عاجزة على أن اجعلك تحترم مشاعري وتصون آدميتي، فقتلت بداخلي العطاء.
مأساتي تبدأ يوم رفضت أن أبيع حبك، وصممت على أن اعلّمك كيف تتعامل مع انفعالاتك وتختار ألفاظك لأني كنت مؤمنة بأن الحب يخفي العيوب ويقلب الأوضاع ويبرر الأخطاء. تصورت أنني أستطيع أن أغرس نبتة المحبة في قلبك المتجلد لعلها تنمو وتثمر فيه، وتكسر مرآة الأنانية واللامبالاة في روحك. أعترف إني فشلت. لن أعاتبك ولن أهمس بعد اليوم بالكلمات، بل سأطلقها في وجهك بعد أن عودتني بأسوبك السلبي، اللامبالي على كبت مشاعري.
إني امرأة أحب القوة والرجولة في شخصية الرجل، ولكني أحب أكثر منها الرقة والاحترام. مع الأسف إن الاحترام أصبح يعيش خارج علاقتنا، ألم تسأل نفسك ما الذي يجبرني على تحمل تصرفاتك؟
وما كل هذا الصبر مني؟ إن كل مأساتك تكمن في اعتقادك بأنك القمة في حياتي وتوهمك بأني لن أستطيع مهما فعلت أن أتنازل عنك أو أتركك. إنك مخطئ يا عزيزي فأنا أرفض أن استعطفك لتفهمني، كيف لي أن أواصل حياتي معك وأنا أصبحت أخافها بعد أن بدأت تهدر كرامتي، وأصبحت مصدر قلقي؟ كانت النتيجة إني ندمت على كل إحساس جميل حاولت أن أزرعه بداخلك، وعلى كل لحظة حب سرقتها من الزمن لأسعدك وتحسرت على كل ثانية عذاب تحملت فيها برودك ولامبالاتك.
لقد كنت المحرك الأساسي لأفعالي، والسبب لما أعاني، وها أنا أحصد ما زرعته أنت بعد أن طرحت أشجارك التي غرستها في أعماقي ثمارا شديدة المرارة.
عندما ينهار الاحترام يكون الصمت، وأرجوك دعني أعود بصمت، بصمت إلى الدنيا التي حاولت أن أهرب منها إليك.
Leave a Reply