السبلاني: لن نربح أنفسنا إذا خسرنا ثقافتنا
تلقى شهادات تقدير من الجالية ومن رسميين أميركيين في حفل “الحركة الثقافية في لبنان”
شرارة: الثقافة استثمار وأدعوكم للاستثمار في هذا المشروع
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أقام نادي “بنت جبيل الثقافي الاجتماعي” في ديربورن، مساء الجمعة الماضي، حفل عشاء لجمع تبرعات لمشروع “مركز الحركة الثقافية في بنت جبيل” بحضور راعي المشروع، مسؤول العلاقات الخارجية في مجلس النواب اللبناني، ورئيس الحركة الثقافية بلال شرارة، وسط حضور من أبناء الجالية اللبنانية، إضافة إلى عدد من الناشطين والضيوف تقدمهم النائب الأميركي جون كونيورز.
وألقيت في المناسبة عدة كلمات، أشادت بالمشروع، وأهميته، ورمزيته. ورحبت بـ بلال شرارة، صاحب الفكرة والقائم على أعمال المشروع، فقال عريف الحفل الدكتور حسن بزي: “إن نادي بنت جبيل يستقبل اليوم رائدا من رواد الحركة الثقافية في لبنان.. بحضور ممثلين من المؤسسات الثقافية والاجتماعية والتربوية والسياسية والإعلامية والاقتصادية.. الأمر الذي يدل على أهمية المشروع، وعلى أهمية مدينة بنت جبيل التي تختصر الوطن في غرس الحركة الثقافية في ترابها”.
وتكلم الحاج محمد طرفة، مؤسس النادي ورئيس مجلس الأمناء، عن منافع المشروع، نافيا ما يتررد على ألسنة البعض، فقال: “هذا المشروع ليس مشروع بلال شرارة، إنه مشروع لصالح بنت جبيل وجوارها بدون تمييز، ولكن شرارة هو صاحب الفكرة والمخطط والمنظر، ولكنه لا يملك من المشروع شيئا، فالناس تأتي وتذهب والمؤسسات تبقى”.
ورحب علي حمود، رئيس نادي بنت جبيل بصاحب المشروع بلال شرارة، ووصفه “إنك رمز من رموزنا، وعلم من أعلامنا.. ونحن إذ نستضيفك فنحن نستضيف النجاح والعمل والمثابرة”، وتمنى حمود لشرارة كامل التوفيق في مهمته.
وأشاد الحاج موسى قدوح، عضو المجمع الاسلامي الثقافي في أميركا، بمساهمات أبناء جبيل في رفد الحركة الثقافية في لبنان “بالرغم من الإهمال والظروف الصعبة”. ووصف قدوح مدينة بنت جبيل بأنها “مدينة غنية برجالاتها وعلمائها، وكانت ملتقى فكريا ودينيا وتجاريا، وكان لها دور رائد في تحرير جنوب لبنان من خلال صمود أهلها وتضحياتهم وشهدائهم”. وختم قدوح بالقول: “نبارك لبلال شرارة جهوده الطيبة وعمله لإنشاء المركز الثقافي.. الذي سيكون بلا شك إضافة لمدينة بنت جبيل”.
كما ألقى محمد حكمت بزي كلمة وجدانية استذكر فيها المعاني الوطنية التي تتحلى بها بنت جبيل ورمزيتها وخصوصيتها في النسيج الوطني، وهي المعاني ذاتها التي حضرت في قصيد الشاعر عبدالنبي بزي، الذي رأى في بنت جبيل قامة شامخة من الصمود والمقاومة والشغف بنهل المعارف والعلوم.
وحيّا نعيم بزي الضيف بلال شرارة، وأثنى على جهوده المبذولة في سبيل تحقيق المشروع الذي اعتبره “مشروعا لكل لبنان، وهو سيمكن بنت جبيل من أن تكون عاصمة ثقافية تطل على الجنوب، وعلى كامل لبنان”. وقال: “إننا نقصد كامل الوطن حين نشير إلى اي جزء من أجزائه”.
ودعا الزميل أسامة السبلاني، ناشر صحيفة “صدى الوطن” إلى “الاهتمام بالثقافة والتراث” وعقد المقارنة بين علاقة الناس بالأنشطة الثقافية والنشاطات الأخرى، فقال: “قبل بضعة أيام تابع ملايين الناس مباراة مصر والجزائر، وصرفوا ملايين الدولارات وملأوا الدنيا ضجيجا بتبعاتها… فلماذا لا يكون هو الحال نفسه مع الثقافة”. وأضاف السبلاني: “الأمة التي لا تحترم ثقافتها فسوف تسحق، ونحن لن نربح أنفسنا إذا خسرنا ثقافتنا”.
ووصف السبلاني مشروع الحركة الثقافية بأنه “حركة ثقافية لكامل لبنان والمشرق، وليس فقط لبنت جبيل التي هي عاصمة المقاومة، ومصدر فخرنا.. ومركز الحركة يفتح ابوابه لجميع المبدعين من كافة أنحاء العالم”.
وخاطب السبلاني شرارة قائلا: “أنت لست متسولا، أنت قائد، وما تقوم به هو لبناء مستقبلنا، ونحن نشكرك ليس فقط من أجل المبنى، بل من أجل كل الأشياء التي تقوم بها”.
وفي نهاية الكلمة قدم السبلاني شهادة تقدير لرئيس الحركة الثقافية باسم كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن، كما تلقى شرارة درعا من محافظة وين قدمها روبرت فيكانو، وشهادة تقدير أخرى قدمها عضو الكونغرس الأميركي جون كونيورز، الذي ألقى كلمة مقتضبة رحب فيها بـ شرارة وأشاد بجهوده، كما استلم شرارة شهادة تقدير من عميد الكونغرس الأميركي النائب الديمقراطي عن ولاية ميشيغن جون دينغل.
وبعدها ألقى رئيس الحركة الثقافية كلمة شكر فيها جميع القائمين على إعداد الحفل الخيري، وجميع المتكلمين والمتبرعين، والاعلاميين، وأبناء الجالية اللبنانية في ميشيغن.
وأكد شرارة بأنه سيقوم “بنقل الشكاوى والملاحظات التي تتصل بشؤون الجالية إلى الرئيس نبيه بري، رئيس مجلس النواب”،وطالب النشطاء السياسيين باسم الرئيس بري “بضرورة العمل والتصدي لكل ما يشوه سمعة العرب والمسلمين ومحاولة وصمهم بالإرهاب، ومؤكدا على ضرورة أن تكون الجالية طليعة في التقيد والالتزام في كل البلدان المضيفة للمغتربين”.
ونوّه شرارة أنه “باسم حركة أمل، فإن مكتب العلاقات الخارجية وامتداداته في الاغتراب وخصوصا في أميركا الشمالية وفي ديترويت تحديدا، سيكون مكتبا للخدمات، ونحن في لبنان سنكون حاضرين مع أي مطلب من خلال المكاتب الحركية في الانتشار”.
ونقل شرارة تحيات الرئيس بري لأبناء الجالية اللبنانية، ودعاهم إلى “عدم التردد في الاستثمار في لبنان الذي قاوم رياح الأزمة المالية العالمية” مؤكدا “أن الفرصة، بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، باتت ممكنة لاطلاق دينامية اقتصادية وتنموية وإدارية إضافة إلى ورشة تشريعية تنتظر البيان الوزاري”.
وعرض شرارة لبعض الإنجازات والمشاريع التمنوية التي تحققت في بنت جبيل، لاسيما بدء التدريس في شعبة كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، والاستعداد لافتتاح مستشفى بنت جبيل الحكومي المجهز بأحدث المعدات (الممول من دولة قطر)، واستكمال أعمال البناء في السرايا الحكومي الذي ينتظر أعمال التشطيب، والذي سيفتتح قريبا، إضافة إلى استمرار العمل من أجل إنجاز سوق بنت جبيل قبل نهاية العام الحالي، وإنجاز البلدية لمشروع الحديقة العامة، وبدء الأعمال في الأوتوستراد الدائري لبنت جبيل، والاستعداد لافتتاح الطابق الأول من القسم (أ) في مركز الحركة الثقافية..
وأكد شرارة أن التبرعات ستذهب لصالح استكمال أعمال البناء والإعداد والتجهيز لمركز الحركة، “كأعمال تشييد السور والمداخل، وإعداد الطابق الثاني الذي يضم مكتبة سمعية بصرية.. وديوانا للشعراء، وصالة لعرض الفن التشكيلي، ومعهدا للتدريب على الكمبيوتر والانترنت، وصفا لتعليم اللغات الحية، ومكتبة عصرية”.
وقال شرارة “ما نطمح إليه وما جئنا إليكم بصدده هو إعمار قاعة كبرى متعددة الأغراض تصلح للعروض السينمائية والمسرحية والاحتفالالات الوطنية والفكرية والأدبية”. وأضاف شرارة: “الثقافة استثمار وأدعوكم لاستثمار بعض المال في هذا المشروع”، وشدد شرارة إن إشعاع ذلك المشروع “يمتد من قضاء بنت جبيل إلى المنطقة الحدودية عامة، وسيمتد إلى كل لبنان وكل الشرق، خصوصا وأن الحركة الثقافية دخلت العالمية على مسرح بنت جبيل عبر مهرجان الشعر العربي والشاعرة اليابانية كيكو كوما التي أنشدت قصيدة لبنت جبيل”.
وأنهى شرارة كلمة بمقاطع شعرية من مجموعته الجديدة، التي ستصدر قريبا، وبدعوة عضو الكونغرس جون كونيور إلى زيارة لبنان، الذي تقبلها بكامل الود والعرفان.
Leave a Reply