استعرضت مجلة “تايم” الأميركية قصة القائد الميداني جميل الذي كان مسؤولا عن عدد من المقاتلين في حركة طالبان في ولاية وردك بأفغانستان، وقالت إنه تمكن من إقناع رجاله بالاستسلام للحكومة في مقابل العفو والعودة إلى حياة الزراعة والتجارة، لكنه لقي مصرعه هو وعدد من أفراد عائلته وسط ظروف غامضة. وتساءلت تايم عن جدوى التفاوض مع طالبان للخروج من مأزق الحرب على أفغانستان، رغم أنها قالت إنه من غير المعروف ما إذا كانت طالبان نفسها وراء مقتل القائد الميداني أم إن أحد منافسيه القدامى كان ينتظر لينتقم من جميل بعد أسابيع من مراجعته الجهات الحكومية لإتمام الصفقة؟. ومضت المجلة إلى أن قصة مقتل القائد جميل وعدد من أفراد عائلته -التي انتشرت كالنار في الهشيم في شتى أنحاء الولاية الأفغانية- تشكل رادعا قويا للآخرين ممن يخبئون نوايا للتصالح مع الحكومة، وتضيف مزيدا من التعقيد إلى محاولات التفاوض مع حركة طالبان نفسها. وبينما يحاول الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وهو يبدأ فترته الرئاسية الثانية مد يده للتفاوض مع من سماهم “الإخوة في حركة طالبان”، يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما ضغوطا متلاحقة لدفعه لإيجاد إستراتيجية واضحة للخروج من المستنقع الأفغاني، وهو الخروج الذي كان التفكير فيه يعد من المحرمات إلى وقت قريب مضى. وأضافت المجلة أنه صار من المسموح به للإدارة الأميركية الحديث والتفاوض مع العدو الذي أطاحت بحكمه عام 2001، والذي يحتضن شبكة زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وأن احتمال التفاوض مع طالبان بات يلقى القبول على الساحة السياسية لإدراك الجنرالات أن الخطط العسكرية وحدها غير كافية ولا هي قادرة على إنهاء الحرب في أفغانستان. ويعتقد دبلوماسيون أوروبيون وآخرون تابعون للأمم المتحدة بالإضافة إلى مسؤولين أفغان أن التفاوض مع طالبان هو الطريق الأسرع وربما هو الوحيد للخروج من ما سمته “تايم” “الورطة”. وتساءلت تايم عما إذا كانت المفاوضات مع حركة طالبان هي الحل؟ أم إن الحوار مع طالبان يؤدي هو أيضا إلى طريق مسدود؟ في ظل قصة مقتل القائد جميل وعدد من أفراد عائلته. وفي المقابل، نسبت المجلة إلى أحد قادة طالبان قوله إنه لا مجال لانتهاء الحرب في أفغانستان إلا بخروج الغزاة الأجانب، وتشكيل حكومة إسلامية تلبي إرادة الشعب الأفغاني على أرضه.
Leave a Reply