زارت الاردن في الآونة الاخيرة مفوضة وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) كارين أبو زيد، ضمن جولة “استجداء” لها في عدد من عواصم الشرق الاوسط، بحثا عن أموال تنفقها الوكالة على الاطفال الفلسطينيين المشتتين في عشرات المخيمات في الاراضي المحتلة والاردن وسوريا ولبنان، بعد أن قطعت دول عديدة من بينها دول عربية المساعدات المقدمة لهذه الوكالة، لدرجة أن أبو زيد اعلنت العام 2010 الأسوأ في تاريخ “الأونروا”، والذي يمتد ستين عاما الى الوراء.
كارين أبو زيد الاميركية تسعى لتوفر للفلسطينيين رغيف خبز أو شربة ماء أو زجاجة دواء، أو قلم رصاص، وأباطرة المال العرب يهدرون مليارات الدولارات على الملذات والقصور والغواني وموائد القمار، فإلى أي منقلب يا ترى هؤلاء سينقلبون؟ السيدة تجهد لتوفير مبلغ 17 مليون دولار يفي باحتياجات السنة القادمة للميزانية المخصصة للتعليم في 700 مدرسة في مخيمات اللاجئين تضم اكثر من نصف مليون طالب، وهي تستجدي زعماء العرب وقادتهم لجمع مئة مليون اخرى تفي حاجة الغذاء والصحة وتشغيل اللاجئين، والا ستعلن عشرة مخيمات في الاردن تضم زهاء 350 الف لاجىء مسجل في “الأونروا”، من ضمن مليوني لاجىء، و27 مخيما في الضفة الغربية وغزة تضم اكثر من 650 الف لاجىء مسجل من ضمن عدد اللاجئين الاجمالي هناك البالغ 1،8 مليونا، اضافة الى مخيمات في سوريا ولبنان، ستعلنها جميعا منطقة كوارث، اذا ما حجب عنها الغذاء والدواء والتعليم ووسائل الحياة.
كل ذلك يجري وعواصم عربية تعيش في نعيم مقيم، وملوك وامراء هذه العواصم ما أن يزوروا مدينة اوروبية او اميركية الا ويستلّوا دفاتر شيكاتهم المترعة باموال النفط، ويتبرعوا بهبات لهذه الجامعة وذلك المتحف وتلك الدار لرعاية حيوانات اليفة، وكأنهم بذلك يجسدون معان ثقافية وانسانية. مفوضة “الاونروا” التقت في زيارتها للعاصمة الاردنية بالملك عبدالله الثاني وقرينته الملكة رانيا، التي يبدو أنها تحنّ لاصلها الفلسطيني، وتشفق على شعبها، القت كلمة في محفل دولي عقد مؤخرا على شاطىء البحر الميت، عكست فيها صورة الوضع المأساوي الذي ينتظر المخيمات الفلسطينية ودعت دول العالم والدول العربية الى مد “الاونروا” بالمساعدات.
كارين زارت العديد من دول المنطقة واثنت على تعامل الاردنيين مع ملف اللاجئين على اراضيها، مثلما اثنت على الخطوة التي اتخذها لبنان مؤخرا تجاه السماح لللاجئين فيه بالعمل في القطاع الخاص اللبناني، بعد ان كانوا محرومين الاشتغال بسبعين وظيفة محددة. ثم أشارت الى مخيم نهر البارد الذي دمره الجيش اللبناني في حربه مع عصابة “فتح الاسلام” الارهابية، وكيف انه سوّي بالارض، ولا زال اهله مشتتين بلا مأوى دون أن يلتفت أحد الى محنتهم.
كان الأجدى ان يتذكر هؤلاء الفلسطينيون أنفسهم في سلطة رام الله، ام ان عباس زكي سفير فوق العادة في بيروت ام هو مندوب سامٍ، مهمته الاشتباك مع قادة “حماس” من على شاشات الفضائيات، وكان الأجدى ان يبني المخيم من هدّمه وجعله أثرا بعد عين، الرئيس اللبناني الذي كان حينها قائدا للجيش، أو الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، التي أمدت بالذخائر والاسلحة.
Leave a Reply