المالكي: لدينا الغالبية لتمرير القانون في البرلمان
بغداد – دخل العراق الأسبوع الماضي مرحلة حاسمة، مع ظهور بوادر تشير إلى أن نائب الرئيس طارق الهاشمي سيستخدم حق النقض ضد قانون الانتخابات المعدل، بعد فشل جميع الاجتماعات في إيجاد حل لتلك المعضــلة، في وقت أعلــنت بعثة الأمم المتحدة في العراق أن إجراء الانتــخابات أمر “غير ممكن” قبل أواخر شباط (فبراير) المقبل، مع احتمال تأخيرها إلى آذار (مارس)، في حال نقض قانون الانتخابات مرة أخرى.
وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة نوري المالكي، “كانت الآراء متفقة مئة في المئة، خاصة حول ضرورة تمرير قانون الانتخابات، وكذلك الوقوف في وجه المؤامرات المعادية للمسيرة الديموقراطية والهادفة إلى إحياء الدكتاتورية”.
وقال المالكي، ردا على سؤال عما إذا كان سيتم تأجيل الانتخابات، إن “الانتخابات لن تؤجل إن شاء الله، لأن هذا يعني تدمير كل ما بنيناه، وضحينا من أجله في العملية السياسية”، مضيفاً أن “قضية الاتفاق على البنود التي يعمل عليها بعض الأخوة في مجلس النواب وكانت مورد نقاش مع الرئيس، قد تم الاتفاق عليها، أما القانون سيمضي، ولكن إذا لم يمض، فسيكون داخل مجلس النواب الغالبية المطلوبة لتمريره للمرة الثالثة”.
وكرر الهاشمي، خلال استقباله نائب رئيس الحكومة رافع العيساوي، تهديده باستخدام حق النقض إذا لم يتم الأخذ بملاحظاته، محذرا من أن “الوقت بدأ ينفد”.
وفي وقت لاحق، لم يسفر اجتماع عقد في منزل زعيم قائمة “العراقية” رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي وشارك فيه الهاشمي والعيساوي وعضو “الائتلاف العراقي الموحد” هادي العامري والنائب عن “الكتلة الصدرية” نصار الربيعي، عن أي اتفاق حول القانون.
وقال الربيعي، بعد خروجه من الاجتماع، إن “الجهود ما تزال مستمرة من اجل التوصل إلى اتفاق سياسي حول القانون ونحن نقترب من الحلول النهائية لنقاط الخلاف بين الكتل السياسية”. وأضاف أن الساعات الثماني والأربعين المقبلة “مهمة جدا وحرجة تفصل بين نقض القانون من قبل الهاشمي وما بين اعتبار مدة العيد غير داخلة ضمن المهلة القانونية وهذا الأمر متروك للمحكمة الاتحادية”. وتابع “إذا كان قرار المحكمة اعتبار عطلة العيد ليست ضمن المهلة سوف لن ينقض القانون حتى جلسة الثلاثاء، أما إذا كان قرارها سلبيا بهذا الخصوص، فان الهاشمي سينقض القانون الجمعة” (مع صدور هذا العدد).
وقالت مسؤولة فريق الأمم المتحدة المساند للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات ساندرا ميتشل، خلال لقائها رئيس مجلس النواب إياد السامرائي بحضور رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى العراق آد ملكيرت، انه “في ضوء الأوضاع الحالية لا يمكن إجراء الانتخابات قبل نهاية شباط، وقد تنتقل إلى آذار في حال النقض” مجددا. وأشارت إلى أن “معظم المقترحات المقدمة (لحل مأزق الانتخابات) ذات طابع سياسي وليس فنيا، الأمر الذي يجعل المفوضية مقيدة جدا في التعامل معها ما لم تأت عن طريق السلطة التشريعية”.
وذكر بيان عن مكتب السامرائي إن ملكيرت وميتشل قدما “تقريرا بالنتائج التي ستعتمدها المفوضية في ضوء قانون الانتخابات المعدل وآليات توزيع المقاعد على المحافظات وحجم الضرر الذي سيصيب بعضها من جراء النقض”.
إلى ذلك، قال رئيس هيئة العاملين في قوات الاحتلال الأميركي العميد بيتر باير “بالنسبة للبعض فانه من المثير للإحباط أن يتم تأجيل الانتخابات، لكن هذا يظهر الديموقراطية في التطبيق. بالطبع نشعر بالقلق بشأن احتمال حدوث تصــاعد في العنف”. ورجح عدم وجود تأثير لتأخير الانتخابات على خفض عديد قوات الاحتلال. ونــظمت وزارة الداخلية العراقية بمناسبة عيد الميلاد، للسنة الثانية على التوالي، احتفالا تضامنيا مع المسيحيين وسط بغداد، أطلق عليه “سيد الروح”، ورفعت خلاله صور كبيرة للمسيح، تم تعليقها على مناطيد كبيرة أطلقت في الهواء.
Leave a Reply