إسلام آباد – أكد مسؤولون أمنيون في باكستان أن الشرطة تمكنت من اعتقال خمسة أشخاص يحملون الجنسية الأميركية، بينهم اثنان من أصول يمنية وثالث من أصول مصرية، وذلك بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية والسعي للانتماء إلى تنظيمات مسلحة.
وأكد طاهر غوجار، القيادي في الشرطة الباكستانية أن الموقوفين كانوا قد سُجلوا في عداد المفقودين بالولايات المتحدة بعد اختفاء آثارهم، قبل أن يتضح أنهم على الأراضي الباكستانية، التي قصدوها في مسعى منهم للانضمام إلى جماعات مسلحة متشددة بينها “جيش محمد” و”جماعة الدعوة”. وأضاف غوجار أن الجماعات المسلحة التي قصدها الأميركيون الخمسة، وبينهما يمنيان وباكستانيان ومصري، رفضت طلبهم، وقد جرى اعتقالهم بعد مداهمة منزل كانوا فيه بمدينة سرغودا على بعد 120 ميلاً جنوبي العاصمة إسلام أباد.
ويقطن الخمسة ولاية فيرجينيا الأميركية، وقد قامت عائلاتهم قبل أشهر بإبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي بفقدانهم بعد مغادرتهم لأماكن سكنهم دون تحديد وجهتهم.
ولم تصدر تأكيدات أميركية للمعلومات التي قدمها الجانب الباكستاني، لكن مصادر في “أف بي آي” أكدت انطلاق التحقيقات الرامية للبحث في صلات محتملة بين المفقودين والمعتقلين. ولم يتخلف موقف وزارة الخارجية الأميركية كثيراً، إذ أشارت إلى أنها طلبت من السفارة الأميركية في باكستان التحقيق في هويات الموقوفين.
وأكد أيان كيلي، الناطق باسم الخارجية الأميركية، إن واشنطن ستطلب الاتصال بالمعتقلين إذا اتضح فعلاً أنهم يحملون الجنسية الأميركية. وأضاف: “إذا تأكدنا أنهم يحملون الجنسية الأميركية فسنتابع باهتمام التهم الموجهة إليهم وظروف اعتقالهم، وهذا أمر اعتيادي نقوم به في كل أنحاء العالم، ولذلك طلبنا من سفارتنا التحقيق بالموضوع”.
ولفت مصدر أمني أميركي لشبكة “سي أن أن” طلب عدم كشف اسمه إلى أن الاستخبارات الأميركية لم يكن لديها أي شبهات حول المعتقلين الخمسة قبل التبليغ عن اختفائهم، كما لم تربط بين نشاطاتهم وبين أي أعمال مشبوهة في السابق. وتابع المصدر أن المحللين الأمنيين يعتقدون بأن الخمسة كانوا يرغبون في القيام بأعمال “جهادية” ولكن خارج الأراضي الأميركية.
من جهته، قال إبراهيم هوبر، الناطق باسم مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، إن الرجال الخمسة يعرفون بعضهم البعض، مضيفاً أن واحداً منهم يدرس في جامعة “هاورد” المرموقة، مضيفاً أن أحد المفقودين ترك خلفه شريط فيديو “يثير محتواه القلق” على حد تعبيره. ولفت إلى أن الشريط يشبه “رسالة وداع” وفيه أحاديث عن “الصراع الدائر في العالم” مع الإشارة إلى آيات قرآنية.
يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد سجلت في السابق حالات “اختفاء غامض” لعشرات الشبان الذين ظهروا لاحقاً في ميادين القتال ضد قواتها، وخاصة في الصومال ضمن العناصر المتشددة التي تقاتل تحت لواء “حركة الشباب” فتحدثت عن عمليات تجنيد تتم على الأراضي الأميركية.
وبحسب الوثائق، فإن الأماكن الأبرز لجذب مقاتلين من بين المهاجرين الصوماليين في أميركا هي المساجد، والتي يتم من خلالها بناء صلات بينهم وبين “حركة الشباب” التي يعتقد أنها مرتبطة بتنظيم “القاعدة”، والتي تستخدمهم في عملياتها القتالية وفي تنفيذ هجمات انتحارية.
Leave a Reply