ريتشموند – أكد بحث أميركي حديث أن مضار النرجيلة لا تقل عن تدخين السجائر من حيث التأثير على صحة المدخن. ووجد البحث الذي قامت به “جامعة فيرجينيا كومنويلث”، ونشرت في عدد كانون الأول (ديسمبر) من “الدورية الأميركية للطب الوقائي” أن مدخني النرجيلة (الشيشة) يستنشقون أكسيد الكربون والنيكوتين، مما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض القلب وإدمان النيكوتين. وشملت الدراسة على 31 متطوعاً، تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 50 عاماً، دخنوا التبغ باستخدام النرجيلة وسيجارة واحدة. بعد كل دورة عن التدخين، وقاس الباحثون مستويات النيكوتين وأول أكسيد الكربون في دم المشاركين ومعدل ضربات القلب، بالإضافة إلى عدد النفخات وحجمها.
وفي المتوسط، ارتفعت معدلات أول ثاني أكسيد الكربون بعد تدخين النرجيلة وليس السجائر، كما وجد القائمون على الدراسة ان معدل استنشاق الدخان، كان أكثر بنحو 48 مرة عند تدخين الشيشة مقارنة بالسجائر، علما أنه مع اختلاف شكل التدخين إلا أنهما يؤديا إلى نتيجة واحدة وهي إمداد الجسم بالنيكوتين.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت للنرجيلة شعبية متزايدة في الولايات المتحدة، لا سيما بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، إذ أنه يعتقد على نطاق واسع أن هذا الأسلوب لتدخين التبغ أقل ضرراً وأكثر أمنًا من السجائر.
وقال كبير الباحثين، بروفيسور توماس أيزنبيرغ، “إن نتائج (هذه الدراسة) مهمة لأنها توفر أدلة ملموسة وعلمية تتناقض مع الخرافة المتكررة من أن تدخين النرجيلة لا يؤدي لاستنشاق المدخن نفس كمية المواد الكيمائية الضارة كما عند تدخين السجائر”. وتابع: “نأمل أن يستخدم الأطباء والسلطات الصحية هذه النتائج لتنبيه مدخني النرجيلة بأنهم عرضة لذات مخاطر التدخين وتشمل إدمان النيكوتين وأمراض القلب والشرايين”.
وتأتي الدراسة في أعقاب إعلان عن لقاح أميركي لمكافحة التدخين في مرحلة الاختبارات ما قبل النهائية وسط تفاؤل بنتائج واعدة للعقار الذي يعمل على تحفيز نظام المناعة الطبيعي لمنع النيكوتين من دخول المخ والإقلاع نهائياً عن التدخين.
Leave a Reply