آلاف النشطاء من مختلف أنحاء المعمورة يخططون للعبور الى غزة
للمطالبة بالعدالة وإنهاء الاحتلال والحصار
ديروبرن – خاص “صدى الوطن”
منذ أن أرغم يوسف بركات وعائلته على ترك منزلهم في مدينة حيفا في فلسطين عام 1٩47، وكان عمره آنذاك 12 سنة، لم يتسنّ له العودة الى الأرض التي شهدت مسقط رأسه سوى مرة واحدة في العام 1970. لكن بركات سيحظى بفرصة ثانية لزيارة فلسطين الآن، بعد القرار المصري بالتراجع عن اغلاق معبر رفح الحدودي بوجه المسيرة المقررة في 31 كانون أول (ديسمبر) الجاري والتي اطلق عليها اسم “مسيرة الحرية ٢٠٠٩” وتضم 1300 ناشطا من 42 بلدا مختلفا.
ويبرز في عداد هؤلاء النشطاء شخصيات ذات أوزان علمية وثقافية وسياسية عالمية، مثل الكاتبة آليس ووكر الحائزة على “جائزة بوليتزر”، والزعيم الافريقي المناهض للفصل العنصري روني كارسيلز والسناتور الفرنسية الجزائرية الأصل عليمة بومدين ثيري، الى جانب أكثر من 50000 فلسطيني يرتدون ثياب العمل اليومي من مزارعين وأطباء ومهنيين آخرين.
وتهدف هذه المسيرة الى “كسر الحصار” والدعوة الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي واعادة فتح المعابر الحدودية مع قطاع غزة وتوزيع المواد الضرورية للفقراء الذين يعيشون ظروفا ومعيشية وصحية بائسة خاصة مع حلول فصل الشتاء.
وعلى الرغم من الإغلاق الذي كان مقررا للحدود المصرية مع غزة فإن بركات الذي يقطن في مدينة هامبورغ تاونشيب في ميشيغن ظل مصمما مع زملائه على المضي قدما في المسيرة المقررة.
وطلب داعمون للمسيرة ومشاركون فيها، من بينهم مجموعات مثل “الشيفرة الزهرية” التي تستخدم شعار “النساء يقلن لا للحرب” و”فريق ميشيغن للسلام” الدعم لمسيرتهم عبر اجراء اتصالات وارسال رسائل الكترونية الى السفارات والبعثات المصرية حول العالم مع طلب واضح يقضي بأن تتم المسيرة كما هو مخطط لها.
وتأمل منسقة “فريق ميشيغن للسلام” كيم ريديغان بأن يتقدم عدد كان من الناس بمد يد المساعدة لإنجاز المسيرة وتعبر عن شكرها لسيل الاتصالات الداعمة للمسيرة الذي انهال عليه. وتقول ريديغان: “مما يثير السعادة أن ترى الارادات الخيرة من مختلف انحاء العالم، وهي تقف متضامنة مع الشعب الفلسطيني في غزة من خلال هذه المسيرة من أجل الحرية وحقوق الانسان والعدالة التي تجلب السلام”. وتضيف “إنه لأمر رائع أن ترى أصحاب الضمائر ينضمون الى مسيرة حرية غزة من خلال التنظيم نشهده مدن عديدة حول العالم، بما فيها مدينة ديترويت”.
بركات الى القاهرة
في الاثناء يتوقع أن يتصل يوسف بركات الى القاهرة (الخميس) في 24 كانون الأول (ديسمبر) الجاري وحيث يتوقع أن يعقد المشاركون في المسيرة جلسات توجيه في العاصمة المصرية في 28 الجاري.
وقال بركات، الذي يبلغ 74 عاما “بأن الحياة كانت صعبة” بالنسبة لطفل في الثانية عشرة من بيئة فلاحية لم يكن يتقن كلمة واحدة بالإنكليزية عندما وطئت قدماه جزيرة آليس (نيويورك) قبل نحو 62 عاما.
لكن على رغم الصعوبات والتحديات التي واجهها مع عائلته المهاجرة الى أميركا فقد استطاع النجاح في حياته العملية كمفوض لمقاطعة أوكلاند، ترشح لمجلسي النواب والشيوخ الأميركيين ويعمل حاليا كمعالج نفسي.
يقول بركات “إن أكثر ما أثاره وهو ينظر الى تمثال الحرية وناطحات السحاب لحظة وصوله هو التفكير بأنه سوف يمضي بقية عمره مكافحا من أجل العدالة والسلام”. ويمضي بركات معلقاً: “لكنني لا أزال أحمل راية السلام منذ تلك اللحظة”، ويقول بركات إنه تلقى جواز سفره الأميركي في أواخر سيتينات القرن الماضي وعليه مكان الولادة “حيفا-إسرائيل” لكنه قاتل من أجل تصحيحها الى “حيفا –فلسطين” وكان له ما أراد.
ومسألة جواز السفر هي مجرد مثل واحد حول ما يشعر بركات بأنه جهد مركز لمحو التاريخ المظلم لتشريد عشرات ألوف الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم نتيجة انشاء “إسرائيل”.
الآن يأمل بركات أن يتمكن من العودة للمرة الثانية منذ ان أرغم على النزوح ويخطط بأن يجلب معه رسالة أمل ودعم وإلهام مع زملائه من نشطاء السلام من كل أنحاء المعمورة.
مسيرة تضامن في ديربورن
بالتزامن مع مسيرة غزة، ستشهد مدينة ديربورن واحدة من العديد من مسيرات التضامن حول العالم في 29 ديسمبر الجاري. وتبدأ المسيرة بإضاءة الشموع عند الخامسة والنصف مساء على درج المبنى البلدي على شارع ميشيغن ثم تتحرك باتجاه مبنى النادي اللبناني الأميركي المجاور حيث تلقى كلمات تضامن لنشطاء وداعمين للقضية الفلسطينية هم آدم شابيرو وهويدا عراف وباربارة هارفي من “منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام”.
وينتظر أن يجري نقل مباشر لوقائع “مسيرة حرية غزة” في 31 كانون الأول (ديسمبر) الجاري على الموقع الإلكتروني: www.gazafreedommarch.org
Leave a Reply