قالت مجلة “تايم” إن اليمن يواجه تهديدا متناميا لتنظيم “القاعدة” رغم المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة في الهجوم على التنظيم. وأوضحت أن الهجمات الجوية والبرية التي استهدفت اليمن الأسبوع الماضي -في وقت أصبح فيه اليمن يقترب من المركز الثاني في لائحة الدول الفاشلة- ربما كانت تحمل تطورا إيجابيا، غير أن هذا العمل الدرامي الذي أسقط العديد من الضحايا من المدنيين لم يجد نفعا. الخبير بالشؤون اليمنية غريغوري جونسون من جامعة “برينستون” قال “قلق الولايات المتحدة من القاعدة ازداد السنوات الأخيرة، غير أنها مع ذلك حضرت الحفل بعد فوات الأوان”. وأضاف أن الجهود اليمنية الأميركية المشتركة تمكنت بعد أحداث “11 سبتمبر” من تفكيك البنى التحتية للقاعدة باليمن، بيد أن التنظيم عاود بعد 2006 تجميع نفسه ليصبح أكثرة قوة في وقت تكافح فيه الحكومة اليمنية من أجل الحفاظ على أراضيها في ظل وجود “التمرد وتفاقم الفقر”. ورأى جونسون أن الهجمات لم تتمكن من زعيم “القاعدة” في اليمن قاسم الرايمي، بل على العكس أسفرت عن وقوع ضحايا أثارت احتجاجات الرأي العام وأججت المشاعر المناهضة لأميركا في البلاد. فمن خلال ردود الفعل التي تلتها، فإن الهجمات –حسب تعبير المجلة- صارت تبدو نعمة أكثر منها نقمة بالنسبة لإحياء “القاعدة” في اليمن، وكذلك لمعارضي الرئيس علي عبد الله صالح. محمد القحطان العضو في حزب الإصلاح الإسلامي المعارض قال “تهديد القاعدة حقيقي، ولكن بعد هذه العملية، أصبح أكثر خطورة”. وأوضح القحطان أن القاعدة “ستكون قادرة على تجنيد العديد من الشباب، لا سيما من القبائل التي تعرضت للهجوم، وستستند إلى حجج منطقية في استقطابهم من محافظة أبين –التي كانت هدفا للهجمات- بشكل خاص، ومن السكان اليمنيين بشكل عام”. والأكثر إزعاجا -من وجهة نظر “تايم”- أن هجمات الأسبوع الماضي لم تعكس بالضرورة الالتزام اليمني المتجدد بقتال القاعدة. فالمحللون يقولون إن اليمن يسير بخطى بطيئة في محاربة القاعدة لأن ملاحقة الجماعات الإسلامية لم تكن دائما في مصلحة الحكومة. عاصف حسن مدير نادي التطوير الدبلوماسي يقول “لو أن الحكومة تريد قتال القاعدة بشكل جاد لفعلت، ولكن الأمر يتعلق بقرار سياسي”. وتخلص المجلة إلى أنه إذا كان هناك من مؤشر لرد الفعل السلبي اليمني على الهجمات، فهو أن صواريخ كروز اليمنية هي آخر ما يحتاجه هذا البلد من دعم أميركي.
Leave a Reply