الدوحة – في إحدى حلقات الصحافي محمد حسنين هيكل من برنامج “تجربة حياة” وعنوانها: الطريق إلى أكتوبر. والتي عرضت مؤخراً على قناة “الجزيرة”. فجر هيكل عدداً من المفاجآت حيث أكد من خلال أوراق مكتوبة بخط جمال عبد الناصر، أن الرئيس عبد الناصر استمع بنفسه لخطة اغتياله بالسم. كما قيلت في السفارة الأميركية. وكتب بخط يده ما استمع إليه قبل تنفيذها بحوالي عشرة أشهر.
وأصل القصة أن المخابرات المصرية كانت قد نجحت سنة 1969 في زرع ميكروفونات في مقر السفير الأميركي في القاهرة بعد إذن شخصي من الرئيس عبد الناصر. وسميت العملية بـ”الدكتور عصفور”. ولم يكن أحد يعرف عنها أي شيء سوي حوالي عشرة في مصر كلها. وكان أمين هويدي، رئيس المخابرات العامة، يذهب إلى مكتب عبد الناصر ليبلغه شفوياً نتيجة التسجيلات علي مدى أسبوع كامل.
لكن أمين هويدي في اليوم الذي وجد فيه من خلال حوار بين السفير الأميركي في القاهرة ومسؤول المخابرات المركزية في القاهرة والقائم بالأعمال الأميركي في إسرائيل، أكد أن هذا الحوار قد تركز في ضرورة التخلص من جمال عبد الناصر، لأن جمال عبد الناصر هو العقبة الرئيسية في قيام علاقات طبيعية بين المصريين والإسرائيليين. وأن هناك حالة من الالتفاف حول عبد الناصر تجعل ذلك مستحيلاً. وإن مصر التي كانت من المفترض أنها مهزومة تبدو منتصرة. في حين أن إسرائيل التي كان من المفترض أن تبدو منتصرة. كانت مهزومة.
ولذلك لم يكن هناك مفر من تصفية عبد الناصر وإزاحته عن الطريق بأي شكل. بالتحديد من خلال المرض أو السم. ولذلك فضلّ أمين هويدي أن يستمع عبد الناصر بنفسه للتسجيل. وهذه الجلسة لم يحضرها سوى أمين هويدي والضابط المسئول عن العملية في الأمن القومي المصري. وأن عبد الناصر كان يستمع بأذنيه ويكتب بيده ما يستمع إليه. وعلى الأوراق التي كتبها عبد الناصر بخط يده وهو يستمع بنفسه لتسجيل ما جرى في السفارة الأميركية. أشر عبد الناصر بكلمة مهم. أو عاجل.
Leave a Reply