غالاوي يتعهد بمواصلة القوافل الإنسانية.. وتشافيز سيرأس القادمة
غزة – بعد “معركة” على الحدود بين غزة ومصر تمكنت قافلة “شريان الحياة 3” من دخول القطاع المحاصر بعد رحلة تم الإعداد لها منذ عدة شهور، وفور وصولهم الخميس الماضي بدأ أعضاء القافلة الإنسانية نشاطهم في غزة، بينما عقد رئيس القافلة والنائب البريطاني جورج غالاوي مؤتمرا صحفيا تعهد فيه بتنظيم مزيد من قوافل المساعدات لأهالي غزة إلى أن يتم رفع الحصار الإسرائيلي.
ووقعت الموجهات في العريش بعد ان اصرت مصر على أن تمر القافلة عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، وهو ما رفضه المنظمون، الذين تظاهروا في العريـش احتجاجاً على هذه الاجراءات حيث وقعت لمصادمات التي ادت الى مقتل رجل أمن مصري وجرح عشرات المشاركين في الحملة.
وقال غالاوي “إذا أمد الله في أعمارنا فسنعود إليكم بمزيد من المساعدات إلى أن يفك هذا الحصار الإسرائيلي”.
وكان النائب البريطاني قد كشف قبل دخوله غزة أن قوافل شريان الحياة ستستمر من ماليزيا وفنزويلا وجنوب أفريقيا، وأن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز قد يقود “قافلة شريان الحياة 4”، وأن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما ورئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد سيدعمان القافلتين اللتين ستنطلقان من بلديهما.
وغادرت قافلة “شريان الحياة 3” ميناء العريش بعدما توصل منظموها إلى اتفاق -بوساطة تركية- مع السلطات المصرية إثر خلافات حول عدد السيارات المسموح بدخولها، ادت الى اشتباكات بين المشاركين في القافلة وقوات الأمن المصري.
وقد منعت السلطات المصرية مرور 48 سيارة عن طريق معبر رفح بدعوى أنها سيارات خاصة ولا تندرج في إطار الحافلات المخصصة للمساعدات الإنسانية، ولم تكن ضمن التفاهمات المتفق عليها مع المنظمين من الجانب التركي.
كما نقل عن مصادر مصرية قولها إن دخول تلك السيارات إلى القطاع وارد ولكن ليس عبر معبر رفح المخصص لدخول الأفراد والمساعدات الطبية، في إشارة إلى المعابر الإسرائيلية.
غير أن غالاوي اتهم في برنامج “بلا حدود” على شاشة “الجزيرة” الأربعاء الماضي السلطات المصرية بأنها “خدعت” المسؤولين عن القافلة ونقضت اتفاقاً مكتوباً توصل إليه الطرفان برعاية تركية ينص على تسهيل إجراءات دخول المساعدات إلى غزة.
واعتبر أنه “آن الأوان لتغيير وزراء مصر وسياسات حكومتهم إذا كانت هذه هي نوعية الخدمة التي يقدمونها لشعب مصر العظيم”، مضيفا “لا أعتقد أن الشعب المصري يستحق هذه الحكومة”.
كما انتقد غالاوي الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على طول حدودها مع القطاع، وقال إنها تساعد به على “خنق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لأنه صوت في انتخابات حرة ونزيهة” لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اعتبرها “حزبا لا تحبه مصر ولا إسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا بريطانيا”.
وكانت القافلة قد دخلت إلى قطاع غزة بعد ساعات من تظاهر بعض من أهالي غزة على الحدود مع مصر مما أسفر عن مقتل شرطي مصري.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن تسعة من أفراد الشرطة المصرية أصيبوا خلال احتجاجات الأربعاء الماضي، بينما تقول مصادر طبية في القطاع إن 35 فلسطينيا -بينهم خمسة في حالة خطرة- أصيبوا بجروح أثناء الاحتجاجات.
وبدأت “حماس” باتصالات مع الجانب المصري لتطويق تداعيات المصادمات وتوضيح ملابسات ما جرى عند طرفي الحدود في رفح. وقد اعترف عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” محمود الزهار في بيان له بوجود حالة من التوتر في العلاقات بين الطرفين، وأن هناك جهودا مبذولة لاحتوائه بغية إنهاء الأزمة وتهدئة الأجواء، مشدداً على أن “حماس” حريصة على العلاقة مع القاهرة وحل جميع الإشكاليات ذات الصلة.
وكان المتحدث الرسمي باسم “حماس” سامي أبو زهري قال في تصريحات صحفية “إن انفلات الأوضاع على الحدود المصرية الفلسطينية وحوادث إطلاق النار كانت بسبب حالة الغليان التي يمر بها سكان قطاع غزة بعد عزم مصر بناء الجدار الفولاذي”.
ومن ناحيتها، عبرت وزارة الخارجية المصرية عن استيائها للأحداث التي شهدتها الحدود مع غزة وحذرت من أن أي محاولة جديدة لـ”استفزاز” الأمن المصري سيكون لها عواقبها، كما اتهمت غالاوي بإثارة المشاكل.
Leave a Reply