طالعتنا صحيفة “صدى الوطن” بعددها المزدوج 1246-1247 بتاريخ 26 كانون الأول (ديسمبر) 2009، وعلى صدر صفحتها الثالثة بتحقيق مطول أعده الأستاذ طارق عبدالواحد، تحت عنوان: شد حبال في عملية تشكيلها ينذر بانقسامات حادة/ “اللجنة التحضيرية” لجنتان: واحدة تدعو إلى انتخابات، وأخرى تقول إنها تمت.
بداية أود أن أشيد بالجهد الطيب الذي بذله طارق عبدالواحد في معالجته للموضوع وتعقبه للمحطات الرئيسية التي مرت بها عملية بناء اللجنة التحضيرية لهيئة الجالية اليمنية في ولاية ميشيغن بدءا بالاجتماع التأسيسي الذي دعا إليه ورعاه الأستاذ محمد الوصابي، ووصولا إلى المحطة الأخيرة التي وسمها الكاتب بميسم الضبابية بل والتشرذم والانقسامات. وإزاء هذا الوصف، وما يتصل به من مؤشرات ومؤثرات، فإنني بصفتي رئيساً للجنة التحضيرية معنيّ بتقديم بعض الملاحظات والإيضاحات الضرورية التي غابت عن السيد الكاتب، أو انطلت عليه. وسوف أحاول أن اختصر الإيضاحات من خلال النقاط التالية:
أولا: تتميز صحيفة “صدى الوطن” بمدى التزامها المبدئي والثابت في التعبير عن الوجود العربي وتمثيل هذا الوجود بطريقة إيجابية، من خلال العمل على استنهاض هذه الجاليات والبحث عن المقومات اللازمة للارتقاء بها إلى المستوى اللائق عبر تمتين العلاقات بين مكونات النسيج العربي في هذا المهجر وتجميع إمكاناته وقواه الخلاقة والمبدعة.
ثانيا: رغم تواضع خبرتنا في مجال الصحافة والإعلام، إلا أننا نعرف بأن الصحف تقوم بنشر الأخبار المتعلقة بجمهور قرائها وفقا لما يرد إليها من ذلك الجمهور بصورة محايدة، والعرف السائد في هذا المجال أن تحفظ الصحيفة لأي طرف آخر متضرر من هذا الخبر أو ذاك الحق في نشر أي إيضاح أو رد أو تعقيب أو تصويب، بما يتيح فرصا متكافئة لمختلف الأطراف في التعبير عن رؤاها ووجهات نظرها إزاء أية قضية من القضايا المثارة. وما أستغربه، واستغربه كثيرون، هو التجاهل الذي لقيه الخبر الذي قمنا بإيصاله إلى مكتب الصحيفة بعدم نشره، بل والتشكيك به وبوحدة الجالية اليمنية من خلال الموضوع المشار إليه سابقا.
ثالثا: التحقيق المشار إليه لم يقتصر أثره على مجافاة الحقيقة المتمثلة بإرادة الجالية اليمنية فحسب، ولكنه أثار قدرا من التشكيك بجهود أعضاء اللجنة التحضيرية وخياراتهم، بما في ذلك من استهانة واضحة بقدرة الجالية اليمنية على تجاوز عثراتها الطبيعية والمصطنعة، والدعوة غير المباشرة إلى اليأس والتسليم بالأمر الواقع كأنه قدر كتب على الجالية اليمنية الخضوع له والانصياع لأحكامه، وذلك بالإبقاء على حالة التفتيت المقيت الذي يستفيد منه البعض من المرضى إما للتكسب وإما للمماحكات البينية والتحريض فيما بين الدكاكين البائسة بالعقم وبالإفلاس، وإما بغرض الإبقاء على أطلالها كمبكاة لأحزاننا التي تبحث عن سبب لذرف الدموع وصب اللعنات، ونحن لم نكن ولن نكون لا من هذا ولا من ذاك ولا من ذلك. إننا لا نرى لـ”صدى الوطن” ولا للأستاذ طارق عبدالواحد أية مصلحة أو قصد في تلك الإثارات، ولكن الحرص يقتضي التنويه إلى ضرورة التثبت مما نقول في محاولة لتجنب الوقوع تحت طائلة البيانات والمعلومات المضللة والخاطئة التي قد ترد بحسن أو بسوء نية، ونسهم بفعالية في دعم الجهود الإيجابية التي تعزز من قدراتنا وتنمي مكتسباتنا، إن واجبنا كصحيفة وجالية أو جاليات أو نصوّب أخطاءنا وألا نغض الطرف عن الممارسات والسلوكيات المثبطة، لأننا فعلنا ذلك فإننا نكون قد أسهمنا “بسلبيتنا المحتملة.. والعياذ بالله” في السماح للطفيليات التي لا تخلو منها أية جماعة أو أمة تنخر في الهمم التي نعول عليها في بلوغ الغايات التي نطمح إليها.
رابعا: أود التأكيد على أنه لا وجود للانقسامات التي أشار إليها الأستاذ طارق، وإن وجد شيء فلا يتعدى مجرد الخلاف الشخصي في أضيق الحدود ومع عدد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وفوق ذلك فإن الجهود قائمة باستمرار على احتواء أي شكل من أشكال الخلاف، والأهم من كل ذلك أن اللجنة التحضيرية تمكنت خلال الأيام القليلة من استيعاب أعداد كبيرة من الكفاءات والخبرات الرفيعة التي يعول عليها حقيقة في إحداث نقلة نوعية في النهوض بمهام اللجنة التحضيرية والأعباء والمتطلبات اللازمة للارتقاء بمستوى الجالية اليمنية بشكل عام، وهو ما نراه مكسبا نوعيا يبشر بحدوث نقلة حقيقية في أوساط الجالية اليمنية، وقد تحقق هذا الالتفاف النوعي كنتيجة طبيعية لما عبر عنه البعض من هذه الكفاءات، بأن موقفهم ينسجم وقناعتهم بمصداقية ونزاهة اليد التي تقبض على دفة القيادة للجنة التحضيرية وأنهم من هذا المنطلق يعبرون عن تفاؤلهم وتفاعلهم الإيجابي في المساهمة في الجهود المبذولة على هذا الصعيد.
Leave a Reply