بَطَلَ – بَطْلاً وبُطولاً: ذهب خُسراً وضياعاً فهو باطل.
بَطَلَ – بَطالة الفاعل من العمل: تعطَّل وتفرَّغ فهو بطّال. البِطالة: التعطّل والتفرّغ من العمل.
بَطَلَ – بُطْلاً وبُطُولاً وبُطْلاناً: فسد. أو سقط حكمه.
بَطَلَ – بَطالة في كلامه: هزل. أبْطل الرجل: هزل
بَطُل – بَطالة وبُطولة: صار شجاعاً فهو بطل ج أبطال م بطلة ج بطلات. تبطًل: تشجًع.
أبْطل: أتى بالباطل.. كذب فهو مُبطِل. تبطًل القوم بينهم: تداولوا الباطل. البُطْل: الكذب. الباطل ج أباطيل: ضد الحق. الباطل: الشيطان، الساحر.
والبحث عن “المعاني” في القواميس العربية عمل شاق ومضنٍ ومتعب، على العكس من البحث من البحث عن معاني الكلمات في اللغات الأخرى. والأكثر صعوبة.. هو البحث عن “المعاني” في الحياة العربية وما يتصل بها من سياسة وثقافة واجتماع وعادات وتقاليد.
في نكتة (صارت قديمة، ولا بأس بإيرادها هنا لأن الهدف هذه المرة ليس الإضحاك، بل البحث عن المعنى): سألوا حمصياً عن حجم البطالة في حمص، فأجاب الحمصي بافتخار وحماسة: نحن في حمص.. كلنا أبطال!
الأبطال العاطلون عن العمل!
لقد تغًير العالم.. ومضى الزمن الذي كان فيه البعض يصنعون التاريخ، ويمنحون العالم معناه، أبطال اليوم.. هم أبطال مسلسلات وأبطال أفلام وأبطال مناهج دراسية يتم تكريسها وتمريرها في قلوب الناس ووجدانهم بمناسبة وبغيرها.
البطولة.. التي قد تعني المرجلة. و”الهريبة”.. هي تلتين المراجل، كما تعلمون. والثلث الأخير من المرجلة.. هو السكوت والانصياع، أو هو قابل للتأويل الشخصي، إذا شئتم.
في الفيلم الأميركي “فورست غامب” (بطولة: توم هانكس) نحن أمام “بطل” جبان وغبيّ وخائف ومذعور. بطل في الهريبة والركض.. شخص يركض هارباً طوال حياته منذ طفولته وطوال خدمته العسكرية. وينتهي المطاف به إلى أن يتقلد وساماً رفيعاً تقديراً على شجاعته والخدمات التي قدمها لبلاده، وقد قام رئيس الجمهورية بنفسه بتقليده ذلك الوسام.
تغيرت المعاني.. فلقد مضى إلى غير رجعة الزمن الذي كانت فيه البطولة تعني المواجهة والتضحية والفداء.. وصارت تعني كيف تنجو بجلدك، وكيف تتدبر أمورك.
واتصالاً بالموضوع، نحن العرب من الشعوب التي تؤمن بأن “الأبطال” يخلقون، مع أن معظم الشعوب الأخرى تعتقد أنه بالإمكان صناعة الأبطال، وتنتشر في معظم جامعات ومعاهد العالم صفوف ومناهج تعلّم الطلاب وتؤهّل الراغبين في القيادة والعمل العام. نحن بأنفسنا نقوم بـ”تصنيع الأبطال” دون أن نعترف بهذا الأمر.. لأن هذا يعني إنتقاصاً من قيمة “أبطالنا”. ونقوم بالتوازي بصناعة “الجمهور” و”المريدين” و”المحازبين” و”الوطنيين”.
ومن يتابع الصحافة اللبنانية، يلاحظ كيف تقوم بعض الصحف بتكريس الصورة البطولية للنظام الشقيق المميز القريب، والذي تصفه بأنه النظام الذي “يمهل ولا يهمل” تماثلاً مع الله، وعملاً بقول الشاعر ابن هانئ الذي مدح “البطل” المعز لدين الله الفاطمي، بالقول:
ما شئتَ، لا ما شاءت الأقدارُ
فاحكم.. فأنتَ الواحدُ القهّارُ
وهو نفسه الذي قال في مكان آخر:
ولكَ الجواري المنشآتُ مواخراً
تجري بأمركَ.. والرياح رخاء
في النهاية، ماذا نقول؟ هل نقول: باطل! كما اعتاد “أبو عنتر” أن يقول. أم نقول “إننا ما نزال نقدّس القوة والبدلة العسكرية، لأننا في أعماقنا عبيد” على رأي نوال السعداوي.
باختصار.. ما أكثر الأبطال، وما أقل البطولة، هنا وهناك!
Leave a Reply