صنعاء – قالت وكالة الأنباء اليمنية إن السلطات اليمنية ألغت منح تأشيرة الدخول للأجانب في المطارات لمنع تسلل من وصفتهم بالإرهابيين. وقال مسؤول حكومي إن هذا القرار سيؤثر على السياح الأجانب في المقام الأول، بما في ذلك السياح من الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأوروبا الذين كانوا يحصلون على التأشيرات عند الوصول إلى المطار.
وتخضع صنعاء لضغوط دولية كبيرة للقضاء على مسلحي تنظيم “القاعدة” عقب إعلان فرع التنظيم في جزيرة العرب ومقره اليمن مسؤوليته عن محاولة لتفجير طائرة أميركية الشهر الماضي.
ويقصد اليمن سنويا آلاف الاجانب بينهم غربيون، لدراسة اللغة العربية او الشريعة الاسلامية في معاهد وكليات دينية يجنح فيها بعضهم نحو التشدد بعيدا عن اي رقابة من جانب السلطات، كما تؤكد مصادر غربية في صنعاء.
وكشف تقرير للجنة في مجلس الشيوخ الاميركي الثلاثاء الماضي ان 36 سجينا اميركيا سابقا، اعتنقوا الاسلام في السجن توجهوا في 2009 الى اليمن، والسبب المعلن لذهابهم الى هذا البلد هو دراسة اللغة العربية. واضاف التقرير “بحسب اجهزة استخباراتنا بعض هؤلاء الاميركيين فقد اثرهم ويشتبه بانهم التحقوا بمعسكرات تدريب تابعة لتنظيم القاعدة في مناطق لا تخضع لسيطرة الحكومة”.
لكن ابقاء الطلاب الاجانب في اليمن تحت اعين الرقابة لرصد القلة القليلة منهم التي تجنح الى الفكر الجهادي والعنف امر غير ممكن، كما يقول دبلوماسي غربي.
ويوضح الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته “اولا، ليست لدينا اي فكرة على الاطلاق عن عدد هؤلاء. ليس هناك اي رقم يعتد به”، مؤكدا “مبدئيا هم مسجلون، ولكن في الواقع لا احد يعرف كم هو عدد مدارس اللغة او الشريعة تحديدا في البلاد اذ يمكن لاي مسجد ان يفتتح مدرسة من هذا النوع”.
وعلى احد طرق العاصمة اليمنية صنعاء تنتشر حوالي عشر مدارس صغيرة للغة العربية.
وحالة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي تغيب لشهرين ونصف عن مدرسته حيث كان يدرس اللغة العربية قبل ان يظهر على متن طائرة الركاب الاميركية التي حاول تفجيرها اثناء رحلة بين امستردام وديترويت يوم عيد الميلاد، ابلغ دليل على سهولة الاختفاء في اليمن من دون لفت الانظار.
واذا كان نظام منح التأشيرات للطلاب يفرض تسجيل هؤلاء في مدارس وابلاغ السلطات عن مكان وجودهم، فان هذا النظام ليس معقدا ومن السهولة بمكان الالتفاف عليه في بلد يستشري فيه الفساد، بحسب المصادر عينها.
ويقول الدبلوماسي “بمجرد وصولكم الى المطار تشترون فيزا سياحية لثلاثين يوما، ومن ثم يلزمكم دفع حوالي 400 دولار من البقشيش للحصول على فيزا لمدة سنة”. وهو ما دفع السلطات اليمنية بضغط من شركائها الغربيين، وقف العمل بنظام منح التأشيرات السياحية لمدة شهر في المطارات اليمنية.
وقال احد الخبراء اليمنيين طلب عدم الكشف عن هويته ان “اليمن يفرض فعلا تأشيرات طلاب او تأشيرات اقامة، ولكن عندما يصل الناس الى هنا من الصعب ترصدهم وتعقبهم ويمكنهم الاختفاء في البلاد”.
وكان جون والكر ليند الملقب بـ”الطالباني الاميركي” والذي اعتقل في افغانستان في تشرين الثاني (نوفمبر) 2001 قصد اليمن في 1998 لدراسة اللغة العربية في صنعاء.
وتشدد السلطات اليمنية باستمرار شروط حيازة تأشيرة الدخول الى البلاد وكذلك الضوابط التي تحكم دراسة الاجانب في المعاهد والكليات اليمنية. الا انها لا تمارس رقابة يومية على المدارس والمناطق الخارجة كليا عن سيطرتها.
ففي شمال اليمن هناك تمرد مسلح وفي الجنوب حراك اجتماعي سياسي وبين الاثنين هناك تنظيم القاعدة الذي يتخذ معاقل له في اماكن عدة نائية.
وامام هذه التحديات لم تضع الشرطة والاستخبارات اليمنية يوما الطلاب الاجانب على رأس اولوياتها، كما تؤكد مصادر في سفارات غربية.
لكن هذا الامر لا ينطبق على اجهزة الاستخبارات الغربية التي وضعت تحت المجهر عددا من مدارس الشريعة، منها مركز “دار الحديث” في الدماج في شمال غرب البلاد وجامعة “الايمان” الشهيرة التي اسسها في صنعاء رجل الدين المتشدد عبد المجيد الزنداني. والاخير مدرج اسمه منذ 2004 على اللائحة الاميركية للاشخاص المشتبه بدعمهم الارهاب.
وكان الزنداني دعا الاسبوع قبل الفائت اليمنيين الى “الجهاد” دفاعا عن بلادهم في حال تعرضها لتدخل عسكري اجنبي، مؤكدا ان الجهاد “حكم شرعي امر به الله”.
Leave a Reply