أبدى الليبراليون من الحزب الديمقراطي سخطهم على رام إيمانويل كبير موظفي الرئيس باراك أوباما، ووصفوه بأنه “ديك تشيني أوباما” وأنه العقبة الوحيدة التي تقف أمام التغييرات التي اعتقدوا أن أوباما سيجريها عقب انتخابه. وقالت “وول ستريت جورنال” إن الليبراليين الذين يدعمون أوباما لديهم قائمة من المظالم، منها أن معتقل غوانتانامو ما زال مفتوحا، وأن نظام الرعاية الصحية لم يشهد تغييرا، كما أن مصارف “وول ستريت” ما زالت تدفع حوافز مالية ضخمة لكبار موظفيها. غير أن هؤلاء الليبراليين –حسب الصحيفة- لم يصبوا جام غضبهم على أوباما بل على كبير موظفيه إيمانويل باعتباره عقبة أمام تلك التغييرات. وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن هذا الخلاف الديمقراطي الداخلي طفا إلى السطح في آب (أغسطس) الماضي عندما وصف إيمانويل جماعات ليبرالية في جلسة إستراتيجية أسبوعية بأنها متخلفة، وأنه غير مستعد لإقصاء صناع قرار قد يسهمون في تشريع الرعاية الصحية وقضايا تشريعية أخرى. وقال بعض الحضور إنهم كانوا يخططون لبث إعلانات تهاجم الديمقراطيين المحافظين الذين يعرقلون مشروع إصلاح الرعاية الصحية. ويعكس هذا النزاع الاستياء العميق لليبراليين الديمقراطيين من أداء أوباما في السنة الأولى من ولايته، ويمثل تشرذم العلاقة بين الرئيس والقاعدة السياسية التي حشدت الرأي العام لانتخابه. كما أن سخط هؤلاء الليبراليين يظهر أن أوباما وجد نفسه في صراع داخلي على مساري إدارته والحزب الديمقراطي. العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي يرون –خاصة بعد خسارتهم لمقعد الشيوخ في ولاية ماساتشوستس لصالح الجمهوريين- أن على البيت الأبيض أن يرسم نهجا وسطيا في تركيزه على الاقتصاد. وتشير الصحيفة إلى أن الليبراليين حصلوا على بعض ما كانوا يصبون إليه مثل حظر التعذيب وتوسيع نطاق تغطية التأمين الصحي للأطفال وقانون المساواة في الأجور للنساء، غير أن الناشطين الليبراليين يقولون إن تلك الإنجازات والإجراءات الأخرى لم ترق إلى مستوى توقعاتهم. من جانبهم وصف مؤيدو إيمانويل بأنه واقعي وأن حلوله الوسطية مطلوبة لتمرير التشريعات، وذكّروا بأن أوباما أطلق حملته بوصفه براغماتيا يفضل الحزبية الثنائية على الأيديولوجية. ويصف مساعدون في البيت الأبيض إيمانويل بأنه منخرط في المفاوضات التشريعية أكثر من أي شخص شغل هذا المنصب.
Leave a Reply