بغداد – مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية تسير التطورات في بلاد الرافدين على خطين متوازين، أمني وسياسي، فعلى المسار الثاني شهد الأسبوع الماضي تطوراً إيجابياً حيث نزعت “هيئة تمييز قضائية”، شكّلها البرلمان العراقي، مؤقتا، فتيل أزمة سياسية، كادت تؤدي إلى زيادة التوترات الطائفية، عندما رفضت، قرار منع مرشحين من المشاركة في الانتخابات في 7 آذار (مارس) المقبل، لكنها علقت “نيابتهم” للنظر في حقيقة اتهامهم بالانتماء إلى البعث أو الترويج له.
أما على المسار الأمني فلا تزال وتيرة التصاعد مستمرة ولكن الأسبوع الماضي شهد تطوراً جديداً مع وقوع أكثر من هجوم كبير من نوعه على المواكب الشعبية الشيعية خلال سيرها في اتجاه كربلاء للمشاركة في إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين، وسط مخاوف وتحذيرات من تجدد الفتنة المذهبية في العراق، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية الشهر المقبل.
سياسياً، اصدرت هيئة تمييزية اقرها البرلمان العراقي للنظر في طعون مئات المرشحين الممنوعين من خوض الانتخابات قرارا يسمح لهم بالمشاركة فيها الامر الذي ينزع مؤقتا فتيل الازمة في ظل توتر يهدد العملية السياسية برمتها. واعلنت حمدية الحسيني المسؤولة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان الهيئة التمييزية قررت السماح للمرشحين الذين منعتهم “هيئة المساءلة والعدالة” المشاركة في الانتخابات على ان تنظر في ملفاتهم بعد انتهاء عملية الاقتراع. وكانت “هيئة المساءلة والعدالة” التي حلت مكان اجتثاث البعث قد قررت منع 517 مرشحا بتهمة الانتماء او الترويج لحزب البعث المنحل والمحظور دستوريا، لكنها عادت ووافقت على قبول 59 منهم.
الأميركيون واجتثاث “البعث”
وفي إطار “تمسك” واشنطن بإجراء انتخابات شفافة التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن الاثنين الماضي نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وبحثا معه أهمية اجراء الانتخابات.
وبعد ثمانية ايام على زيارة بايدن الى العراق وهو المكلف من قبل اوباما متابعة الملف العراقي، كانت هذه الزيارة مناسبة للقادة كي “يبحثوا تطورات سياسية واقتصادية في العراق واهمية اجراء انتخابات شفافة مع مشاركة واسعة وكذلك بحث وضع اللاجئين العراقيين”، حسب المصدر نفسه.
ومن ناحيته، انتقد السفير الأميركي لدى بغداد كريستوفر هيل الأسبوع الماضي “أخطاء” ارتكبت بعد الغزو في العام 2003، معتبراً أن قرار “اجتثاث البعث” لم يكن مدروساً بشكل كامل، مشيراً إلى انه “غير مقتنع” بان لدى “هيئة العدالة والمساءلة” آليات منفتحة وشفافة للتعامل مع مسألة منع المئات من المشاركة في الانتخابات بتهمة العلاقة مع حزب البعث أو الترويج له.
إلى ذلك، قال هيل، في مقابلة مع “فرانس برس”، إنه تمّت إساءة استخدام عملية اجتثاث البعث، الأمر الذي يلقي بظلاله على الانتخابات. وأوضح “لا اعتقد أن هناك شخصاً على قيد الحياة قد يقول إنه لم تقع أخطاء في بداية العملية” في إشارة إلى القرارات التي اتخذها “الحاكم الأميركي” للعراق بول بريمر بعد الغزو.
وأعلن هيل أن قرار “اجتثاث البعث”، الذي طُرد بموجبه عشرات الآلاف ومنعوا من ممارسة الحياة السياسية بعد الغزو، لم يكن مدروساً بشكل كامل. وانتقد هيل تسليم هيئة “الاجتثاث” إلى أحمد الجلبي، السياسي الشيعي الذي زوّد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وحلفاءه معلومات استخباراتية لتبرير الاجتياح.
Leave a Reply