دبي، غزة – فتح اغتيال اغتيال القيادي في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” محمود المبحوح في فندق في دبي الاسبوع الماضي، الصراع “النائم” بين “حماس” وإسرائيل على احتمالات شتى، خاصة وأن العملية التي يتهم الفلسطينيون تل أبيب بتنفيذها أجريت خارج الأراضي المحتلة.
وقد كشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن الحركة ستجري تحقيقاً دقيقاً على خلفية الاغتيال متهماً جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (موساد) بالوقوف وراء الحادث. وأوضح ان حركة المبحوح لم تكن سرية، وكانت شخصيته معروفة من كثير من القوى الفلسطينية الموجودة في دمشق، معتبرا أن الاختراق أمر متوقع وليس غريباً خصوصاً في الجماعات السياسية الفلسطينية لأنها مستهدفة.
أما الصحافة الإسرائيلية فقد أوردت تقارير تفيد بأن فتاة أجنبية ساعدت المجهولين الذين اغتالوا المبحوح. فقد بثت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي تقريرا خاصا لمراسلها العسكري آلون بن دافيد من فندق “البستان روتانا” في دبي الذي شهد عملية اغتيال محمود المبحوح.
وتحدث بن دافيد من باحة الفندق بلهجة تنم عن تباه بأن رئيس الموساد مئير دغان قد تمكن في فترة رئاسته الممتدة منذ سبع سنوات من “استعادة هيبة” الموساد بفضل نجاحات عمليات سرية داخل بلدان عربية وأجنبية، وذلك رغم أن إسرائيل لم تعترف رسميا لغاية الآن بوقوفها وراء اغتيال المبحوح.
وقال المراسل العسكري في تقريره إن القتلة حققوا مع المبحوح عن مسارات تهريب السلاح، وقاموا بعد اغتياله بتثبيت ورقة على باب غرفته، كتب عليها “الرجاء عدم الإزعاج”.
وزعم تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ونقله موقع الإذاعة الإسرائيلية، أن الفتاة الأجنبية خدعته حتى يفتح باب غرفته الذي اعتاد إغلاقه بإحكام خشية اقتحامه ممن يسعون لاغتياله. وقد أعلنت شرطة الإمارة عن تعرفها على المشتبه بهم في الجريمة، مشيرة إلى أنهم يحملون جوازات سفر أوروبية. وأعلن المكتب الاعلامي لحكومة دبي نقلا عن شرطة دبي ان “التحقيقات الاولية ترجح ان الجريمة قد ارتكبت على يد عصابة إجرامية متمرسة كانت تتبع تحركات المجني عليه قبل قدومه الى دولة الامارات”.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن المبحوح كان يلتزم جانب الحيطة والحذر في تنقلاته بأنحاء العالم، وكان من عادته سدّ أبواب الغرف التي يقيم فيها بقطع الأثاث الثقيلة لمنع اقتحام المكان، إلا أن امرأة، وفيما يبدو، أقنعت القيادي الحمساوي بارتكاب الخطأ الجسيم الذي أفضى إلى موته.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المبحوح كان يعرف تمام المعرفة ضرورة أن يكون شديد الحذر كونه مستهدفا من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية التي تتهمه بالمسؤولية عن خطف ومقتل جنديين إسرائيليين عام 1988، إضافة إلى اعتباره قناة الاتصال في شراء الأسلحة من إيران، وجهات أخرى وتهريبها إلى قطاع غزة.
وحسب التقرير، تشير التحقيقات إلى أن المبحوح فتح باب غرفته، كما يبدو بمحض إرادته، أمام احد أفراد فريق الاغتيال، الذي ربما كان من أفراده امرأة أجنبية كانت دخلت دبي مثل شركائها بواسطة جواز سفر أوروبي. وأنه في الوقت الذي فتح فيه المبحوح باب غرفته، دخل فريق الاغتيال للغرفة عبر النافذة، لتجنب اجتياز ردهة الفندق.
وحمل قادة “حماس” إسرائيل مسؤولية نقل ساحة المواجهة إلى الخارج، عبر اغتيال أحد قيادييها العسكري البارز في دبي، وتوعدوا إسرائيل برد مناسب.
وأكد أبوعبيدة، الناطق الإعلامي لكتائب “الشهيد عز الدين القسام”، في بيان نقله المركز الفلسطيني للإعلام: “منذ تبيَّن أن العدو الصهيوني هو الذي يقف وراء اغتيال القائد محمود المبحوح؛ فإن “كتائب القسام” وعدت بأنها ستردُّ، وأن دم الشهيد محمود المبحوح لن يذهب هدرًا”.
وأضاف: “طبيعة هذا العقاب نحن نحدِّدها في الوقت المناسب والمكان المناسب وبالطريقة التي نراها مناسبةً”.
وأقال أبو عبيدة إن “العدو الصهيوني يريد أن يقول بأنه يستطيع أن ينفِّذ اغتيالات أينما يريد، وهذه بالدرجة الأولى رسالة ينبغي أن يلتقطها العرب والمسلمون الذين يستبيح الموساد الصهيوني أراضيهم في كل مكان، وهذه الرسالة يجب أن يكون الرد عليها على حجم هذه الجريمة وهذا الاختراق وهذا العبث بالأمن القومي العربي”. وأكد أن إسرائيل تقف وراء عملية تصفية المبحوح عبر جهاز الموساد، مضيفاً: “هناك أدلة وبراهين قاطعة على هذا الأمر..، نحن أعلنَّا عن بعضها وما زلنا نتحفَّظ عن بعض المعلومات والتفاصيل، سنعلنها في الوقت”.
وكان المبحوح قد دخل إلى دولة الإمارات في حوالي الساعة الثالثة والربع من بعد ظهر الثلاثاء (19 كانون الثاني 2010) قادماً من سوريا التي عاش فيها لنحو 20 عاماً، ثم غادر إلى دبي في 19 كانون الثاني الجاري، وتوفي في اليوم التالي، حيث عثر على جثته ظهر اليوم التالي، في الفندق الذي كان يقيم فيه بدبي. ورفضت إسرائيل التعقيب على اتهامات “حماس” التي لم تنفها أو تؤكدها.
Leave a Reply