المثيل: مسيرة الراحل الكبير ليست للإشادة والإفتخار فقط.. بل للتمثل والاقتداء
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
بدعوة من أنصار أحزاب اللقاء المشترك والمستقلين، أقامت الجالية اليمنية في ديترويت، في المركز الثقافي الأميركي اليمني في منطقة ديكس جنوب ديربورن، عصر الأحد الماضي، احتفالاً تأبينياً بمناسبة أربعينية المرشح الرئاسي اليمني للعام 2006، الفقيد فيصل بن شملان، في وقت اعتبر فيه الداعون إلى حفل التأبين رحيل ابن شملان “خسارة كبيرة للشعب اليمني الذي خسر أحد أبرز الشخصيات الوطنية في تاريخ اليمن المعاصر”.
وافتتح الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها كلمات تأبينية أشادت بدوره السياسي ونزاهته الشخصية، إضافة إلى قصائد من الشعر الشعبي اليمني.
ووصف رئيس اللجنة المنظمة الزميل عبدالملك المثيل مسيرة الفقيد الكبير بالمسيرة الحافلة التي تحتاج إلى “مئات الفعاليات للوقوف على سيرته الرائعة” مؤكداً أن أبناء الشعب اليمني “يحفظون عن ظهر قلب المسيرة الناصعة والمشرقة لابن شملان”. وأشار المثيل إلى أن الفقيد كان “أثناء توليه المناصب العليا مثالاً للأمانة والنزاهة وقد فرض نفسه بمبادئه العظيمة كأبرز شخصية في تاريخ اليمن المعاصر.. وهو الأمر الذي بدا واضحاً خلال الانتخابات الرئاسية في العام 2006 التي أداها كفارس أصيل ترفع بأخلاقياته العالية في الرد على تهم السلطة المفلسة”.
ودعا المثيل أبناء الجالية اليمنية إلى تمثل أخلاقيات فقيد الوطن الكبير “عبر تحمل مسؤولياتهم جماعات وأفراداً للمساهمة فيما يمكن تقديمه من أجل الوطن، لأن تاريخ ابن شملان ليس للإشادة والافتخار فقط، وإنما للتمثل والاقتداء أيضاً”، مذكراً بالمساعي الحثيثة التي بذلها ابن شملان لإنقاذ اليمن من الواقع المرير والقاتم الذي تنتجه ممارسات السلطة الحاكمة.
وتحدث الزميل عدنان بيضون، مدير تحرير صحيفة “صدى الوطن”، فقدم التعازي الحارة إلى أبناء الجالية اليمنية والشعب اليمني مشيدا بصفات النزاهة والاستقامة ونظافة الكف للراحل ابن شملان، وبدوره كسياسي يمني مخضرم في التحولات السياسية والاقتصادية التي شهدها اليمن على مدى عقود.
وعقد بيضون مقارنة بين الراحل وبين رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق د. سليم الحص. وقال بيضون: إنني إذ أربأ بنفسي عن الوعظ أمامكم في أمور اليمن الشقيق أقول باختصار إن محنتكم تؤلمنا وتؤلم كل عربي غيور على بلدكم العريق حضارة وعلى شعبكم الرائد طيبة ونبلا وشهامة. أضاف: أن ما يشهده اليمن في هذه الأيام من أحداث مؤلمة تباعد بين اليمنيين وتتهدد وحدتهم تستحق أن تحكّم فيها كل الضمائر وأن توظف لعلاجها كل الطاقات من السلطة ومعارضيها على حد سواء.
ونبه بيضون إلى أن “أخطر ما يخشى، أيها الأخوة، على وحدة بلدكم وهو أن يسمح المنخرطون في هذا الصراع غير المبرر بكل المقاييس الوطنية والإنسانية بتحويل اليمن ساحة للعبة الأمم الإقليمية أو الدولية. ونحن في لبنان ذقنا وعلمنا ومررنا بحرب أهلية مريرة ومديدة ولا زلنا نعاني من آثارها ونكافح لأجل الخروج من تلك اللعبة التي استرهنتنا لمصالح الأقوياء”.
وألقى الناشط أحمد ناجي الطويل كلمة أنصار أحزاب اللقاء المشترك والمستقلين الذي شكر الحاضرين على تلبية الدعوة معتبراً أن “ابن شملان نجح في خلق ثقافة جديدة تمثلت في ضرورة التفاف الشعب حول الشخصيات الوطنية النظيفة والشريفة”. وأضاف الطويل في كلمته “أن اللقاء المشترك عندما قرر التغيير والتنافس الصادق في انتخابات 2006م حرص على تقديم مرشح يحمل صفات قيادية نادرة تؤهله لمنصب الرجل الأول في الوطن وبرغم صعوبة المهمة إلا أن ابن شملان كان رجل المرحلة بامتياز ولولا التزوير واستخدام مقدرات الوطن والعوامل الخارجية لوصل ابن شملان لكرسي الرئاسة”.
وأشار الطويل إلى صعوبة الوضع القائم اليوم في أرض الوطن، داعيا القوى السياسية في البلاد وعلى رأسها اللقاء المشترك العمل بسرعة وقوة لإخراج اليمن من أوضاعها المتردية في مختلف النواحي والاتجاهات.
وفي شهادة أراد لها صاحبها أن تكون “شهادة لله والتاريخ” صمم المواطن علي أحمد على سرد تجربته الشخصية لـ”تبرئة ذمته” عندما كان مراقبا في دائرة انتخابية أثناء الانتخابات الرئاسية في العام 2006 التي شهدت خروقات وتهديدات من رجال الأمن والجيش. وقال أحمد “.. وبعد انتهاء الإقتراع وتشميع الصناديق ثم البدء في فرز الأصوات تفاجأ الجميع في الدائرة بسماع أصوات الرصاص وزغاريد النساء (تعبيراً عن فرحتها) بفوز مرشح السلطة رغم أنهم لم يفرزوا ولا حتى ربع البطاقات”. وتوقفت عمليات الفرز حين دخل رئيس اللجنة الأمنية في الدائرة معلناً فوز الرئيس علي عبدالله صالح.
وقد لاقت شهادة المواطن علي أحمد استسحان الحاضرين الذين صفقوا له بحرارة فيما يدل بمعرفتهم بكيفية تسيير الانتخابات وزيفها.
وقد ألقيت في الاحتفال قصيدتان من الشعر الشعبي اليمني أشادتا بمناقب الفقيد الراحل، وقدمتا التعازي للشعب اليمني، كما تطرقتا لبعض الأوضاع والظواهر الداخلية.
وتخلل الحفل التأبيني إلقاء قصيدتين الأولى للناشط علي بلعيد المكلاني والثانية الناشط سالم السوجري.
وجاء في مطلع قصيدة المكلاني الأبيات التالية:
يقول أبو ظافر عيوني والسبل
ما غمضت وأمسيت ساهر ع السرير
ونا على شامخ وثابت كالجبل
ما همني لو تعصر الدنيا عصير
وعلم جانا زاد في قلبي والزعل
وقلت يا ليت معي جنحين أطير
بالأمس بن شملان قالوا قد رحل
من مسكن الدنيا الى البيت الأخير
أثر علينا مثل ما طعن النصل
والحزن خيم في كبيره والصغير
زهر الحدائق في بساتينه ذبل
من حوف لما الجوف حتى لـ عسير
Leave a Reply