دبي – يبدو ان أزمة ديون دبي تتفاقم أمام تضارب التصريحات بشأن إعادة تاهيل الديون وسدادها لتخرج من الخطر. فقد نقل تقرير لمجلة “التايمز”، عن وزير شؤون الأعمال في الحكومة البريطانية، اللورد بيتر ماندلسون، تحذيره لقادة دبي ومدراء شركة “دبي العالمية”، التي تواجه عجزا كبيرا في سداد ديونها، أن يعلنوا عن تفاصيل خططهم وبرامجهم للخروج من الأزمة المالية التي تثقل كاهل الشركة ومعها الإمارة الخليجية وتثير هواجس المستثمرين فيها.
ويبرز التقرير قول ماندلسون: “إن الوقت ينفد. فعدم اليقين الراهن، وغياب الاتفاق لا يمكن أن يبقيا هكذا إلى أجل غير مسمى”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في وقت سابق حول ازمة ديون دبي “رؤيتي الخاصة هي أن النظام المالي العالمي بات أشد قوة الان وقادر على التعامل مع المشكلات التي تظهر في حين أنها تعد انتكاسة أعتقد أننا سنجد أنها ليست بنفس حجم المشكلات السابقة التي واجهناها أعتقد أن الانتعاش العالمي يعتمد على الاجراءات النقدية والتحفيز المالي”.
وقال خبراء السوق إن ما تم الكشف عنه من ديون دبي لن يعيد الاقتصاد العالمي إلى الركود، لكنه سيلحق ضرراً بالغاً بمكانة الإمارة كأحد المراكز المالية الرائدة في العالم.
وقال ستيفن بوب، كبير خبراء الأسهم والسندات الاستراتيجيين في مؤسسة “كانتور فيتزجيرالد” لشبكة “سي ان ان” “إنه في غاية السهولة أن يقفز المرء إلى عربة الكآبة وركوب موجة الشؤم هذه”. وأضاف بوب “ربما يؤدي إعلان دبي هذا إلى تباطؤ وتيرة الانتعاش لفترة من الزمن، غير أنني لا أعتقد أنها ستكون واحدة من هذه اللحظات الكارثية التي تقع فجأة وتودي بالأسهم إلى الهاوية أو تعني أن مؤشر الاقتصاد سيتجه نزولاً مرة أخرى”.
وقال بوب إن توقيت صدور إعلان دبي يلقي الضوء على انعدام الشفافية في المعاملات المالية للإمارة. وأضاف بوب: “إذا كان بإمكانك الالتفات والنظر إلى التقدم الذي أنجزته دبي، فإن الدرس الذي يمكنك أن تتعلمه هنا أشبه بمنحك حصناً كهدية، إذ ينبغي عليك أن تلقي نظرة فاحصة على فم هذا الحصان الهدية لتعرف جيداً قيمته”.
وأوضح أن هذا ما بالضبط ما كان على وكالات التصنيف الرائدة أن تفعله، وأضاف متسائلاً: “أين كانت وكالات التصنيف؟ ولماذا تتصرف بعد وقوع الحدث؟ وهي لم تفعل ذلك من قبل مع قضية القروض، وهاهي تفعل ذلك مرة أخرى الآن”.
وقال “طوال الوقت كنا نجد رجال السياسة والحكماء يوجهون أصابع الاتهام إلى المصرفيين ويقولون إنهم الأشرار، ريما بات لزاماً علينا الآن أن نستدير ونتفحص وكالات التصنيف ونوجه إصابع الاتهام إليها ونسألها ماذا تفعلون”؟
في المقابل قالت متحدثة باسم حكومة دبي ان أي اقتراح حول اعادة هيكلة ديون “دبي العالمية” لم يتخذ بعد بالنسبة للجهات المقرضة.
وردت حكومة دبي بذلك على معلومات أفادت ان الشركة تدرس خيارين حاليا لتقديمهما الى الدائنين الكبار.
وقالت “داوجونز” أن هناك نوعين من العروض، الأول يقضي بتسديد 60 سنتا لكل دولار، أي 60 بالمئة من الديون بعد 7 سنوات، وذلك بضمان من حكومة دبي، ولم تذكر الوكالة مصير النسبة المتبقية.
أما العرض الثاني فيتضمن تسديد 60 بالمئة من الديون نقدا، و40 بالمئة على شكل أصول في شركة “نخيل” للتطوير العقاري وذلك بعد 7 سنوات أيضا.
وبلغت مديونية “دبي العالمية” المجموعة التي قادت نمو الامارة 59 مليار دولار في آب (أغسطس) الماضي وهو ما يمثل نسبة كبيرة من اجمالي ديون دبي البالغة 80 مليار دولار ونخيل هي الشركة التي أقامت ثلاث جزر صناعية على شكل نخيل قبالة دبي.
وهزت هذه الانباء الاسواق التي مازالت تحاول التعافي من انهيار سوق الاسكان الاميركية وامتداد أثره الذي هدد بانهيار النظام المالي العالمي العام الماضي.
وقال فرانسيس لون مدير عام “فولبرايت سكيوريتيز” “صفارات الانذار أطلقت من جديد”.
Leave a Reply