ديترويت – خاص “صدى الوطن”
يحشد رئيس بلدية ديترويت ديف بينغ الدعم لدى ادارة الرئيس باراك اوباما، لجلب مبلغ يتراوح بين 500 مليون ومليار دولار، وذلك لتمويل برامج لخلق الوظائف ومكافحة الفساد والتصدي للأمية ومعالجة جيوب الفقر المنتشرة في ارجاء المدينة.
وكان بينغ الذي انتخب في أيار (مايو) وفاز في الحملة الانتخابية في تشرين ثاني (نوفمبر) رئيسا لبلدية ديترويت فترة اربع سنوات، زار البيت الابيض ثلاث مرات في غضون الشهور القليلة الماضية والتقى عددا من اركان الادارة الاميركية بينهم وزراء المالية والتجارة والعمل والمواصلات والاسكان.
بينغ قال في حديث لصحيفة محلية “هذه المدينة لن تستطيع الصمود بدون دعم فدرالي ضخم، يترواح بين نصف مليار الى مليار دولار”.
بينغ لم يتح له حتى اللحظة لقاء الرئيس أوباما لكنه قال ان الرئيس يعرفه وان المسألة بحاجة الى شيء من الصبر. وقال بينغ والذي تعاني مدينته من صعاب اقتصادية حادة تفاقمت مع أزمة صناعة السيارات ومصادرة المنازل ومعدلات البطالة التي تصل بين سكانها الى 30 بالمئة، ان ديترويت ربما تكون الاكثر تأثرا بالازمة الاقتصادية على مستوى البلاد، وهو لذلك يسعى لتنويع مصادر العائدات لمدينته، القديم منها والجديد بما في ذلك اموال التحفيز الفدرالية.
وكان بينغ قد تعهد حال تسلمه منصبه كرئيس لبلدية ديترويت بجلب أضخم هبات مالية فدرالية لمدينته، ولغاية هذه اللحظة تم تقديم طلبات لهبات تصل في مجموعها الى 300 مليون دولار، وقد منحت 187 مليونا لم يصل منها سوى 10-12 بالمئة حتى الآن، بحسب مسؤولين في البلدية، الذين قالوا انهم بصدد تقديم طلبات اعانة خلال الاسابيع القادمة بـ300 مليونا لتمويل الشرطة والمواصلات وهدم مبان مهجورة.
ولم يذكر المسؤولون كم تتلقى عادة ديترويت من الاموال الفدرالية لكنها مبالغ طفيفة على اي حال.
ويقول الداعمون لخطوة رئيس البلدية ان ديترويت تمثل نموذجا صارخا للعجز، فديترويت ليس بامكانها حل مشاكلها بنفسها، فليس هناك عدد كاف من السكان فيها ليقوموا بذلك، وليس هناك فيها من موارد تساعد في ذلك.
ويقول مسؤولون في البلدية ان على الحكومة الفدرالية ان تكون اكثر مرونة في تسليم الهبات لمدينة ديترويت، فمعظم هذا النوع من الهبات يمنح على شكل تعويضات، في حين ان ديترويت بحاجة لتلقي الاموال نقدا، حيث انها تعاني من عجز في موازنتها يصل الى 300 مليون دولار.
“خطة مارشال” لـ ديترويت!
تأتي جهود بينغ هذه في أعقاب دعوة اطلقتها عضوة المجلس البلدي جوان واطسون وآخرون، طالبت فيها بـ”خطة مارشال” اقتصادية لانتشال ديترويت من ركام المشاكل والازمات التي تعصف بها، مقدرة تكاليف تمويل تلك الخطة بـ1 – 10 مليارات دولار ، (خطة مارشال كانت لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية).
بينغ قال الخميس الماضي في ندوة عامة “سيكون صعبا علينا العودة دون مساعدات فدرالية طائلة”، فيما اعتبر عضو المجلس البلدي اندريه سبايفي ان حصول بينغ على ما يبغيه من المال سيكون شيئا عظيما، لكنه لن يسد حاجات المدينة للأبد، وأضاف “علينا ايجاد أدوات ترفد من خلالها خزينتنا بالعائدات، ومن اجل ذلك علينا اعادة الناس لمنازلهم لنحصل على ضرائب عقارية”.
Leave a Reply