ديترويت – خاص “صدى الوطن”
استدعى قاضي محكمة المقاطعة الاميركية جوليان ابيلي كوك كبار المسؤولين في شرطة ديترويت للمثول أمامه في قاعة المحكمة يوم الاثنين القادم، بهدف شرح الاسباب وراء تراكم عدد كبير من شكاوى المواطنين لم يجر البت فيها، وصلت الى 1100 شكوى، البعض منها طال انتظار اصحابها سنوات عدة.
ويعتبر هذا الاجراء من جانب كوك الأول من نوعه منذ العام 2003، حين امر القاضي مراقبا فدراليا بمتابعة اعادة هيكلة واجبات المسؤولين في الدائرة بعد ان تأكد حدوث تقصير من جانب المسؤولين في القيام بالواجبات المناطة بهم. وينتظر ان تشهد جلسة الاثنين اسلوبا من كوك اكثر قسوة في ظل تعيين مراقب جديد هو روبرت وارشو والذي خلف شيريل روبنسون وود في هذا المنصب اعتبارا من تشرين اول (اكتوبر) الماضي، وذلك في اعقاب كشف مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) عن رسائل خلوية اظهرت علاقات شخصية واجتماعات غير لائقة بين وود ورئيس بلدية ديترويت السابق كوامي كيلباتريك.
وجاء في حيثيات الامر الذي اصدره القاضي الاسبوع الماضي “ان مواطني مدينة ديترويت من حقهم على دائرة الشرطة ان تلتزم بمواعيد منتظمة للرد على اهتماماتهم”، وقال “ان وجود 1100 شكوى غير مردود عليها، مضى على بعضها حوالي 7 سنوات، لهو امر عدواني وغير مقبول”.
وكانت بلدية ديترويت وافقت على اوامر صادرة من المحكمة بانهاء قضايا رفعتها وزارة العدل الاميركية بشأن ادعاءات بارتكاب اعمال عنف بوليسية وسوء معاملة للسجناء.
مسألة تراكم شكاوى المواطنين كان جاء عليها وارشو تفصيلا في تقريره ربع السنوي الاول في كانون ثاني (يناير) الماضي، تضمن التقرير شكاوى من النوع غير الاجرامي كالسلوك وسوء المعاملة والازعاجات، وهذه رفعت الى مكتب رئيس المحققين، في حين ان الشكاوى المتعلقة بالسلوك الجرمي المرتكب من ضباط الشرطة يتم البت فيها ضمن قسم خاص بالشؤون الداخلية في الدائرة.
الى ذلك قال مساعد قائد شرطة ديترويت رالف غودبي ان مكتب رئيس المحققين يتم فيه البت في شكاوى المواطنين، وهو اداة مستقلة تتبع هيئة مفوضي الشرطة، وان دائرة الشرطة ليس لها دور في تسريع او ابطاء مسألة البت في الشكاوى.
من ناحيته قال رئيس هيئة مفوضي الشرطة رونالد غريفين انه سيبلغ القاضي كوك يوم الاثنين، كيف ان مشكلة تراكم الشكاوى تفاقمت الى هذا الحد، وكيف ستتصرف هيئة المفوضين ازاءها. مضيفا “ساكون مستعدا تماماً، سنشرع في تحديد مواعيد نكون قادرين على تنفيذها”. ولا ينتظر من غريفين ان يشير في جلسة الاثنين، ما اذا كان مكتب رئيس التحقيق بحاجة الى مزيد من الموظفين للتعامل مع الكم المتراكم من الشكاوى، لكنه اعرب عن رغبته في اطلاع القاضي كوك على الخطوط الرئيسية لخطته، قبل ان يعلن تفاصيلها لوسائل الاعلام.
وكان تقرير وارشو في الماضي تمت فيه مراجعة 232 شكوى من المواطنين رفعت عام 2009، ووجد ان لم يتم البت بأي منها في غضون 90 يوما من تاريخ رفعها، وان 54 منها لم يتم فيها عمل شيء باستثناء تلقيها من اصحابها. وجاء في التقرير ان الناس يعتقدون مخطئين ان دائرة شرطة ديترويت هي المسؤولة عن تراكم الشكاوى، مع انها في الواقع غير مسؤولة عن ذلك.
تجدر الاشارة الى ان مكتب رئيس المحققين يتسلم ما معدله 150 شكوى ضد الشرطة من المواطنين شهريا.
Leave a Reply