الخليل – بعد التداعيات الواسعة التي تركها قرار الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي باعتبار “الحرم الإبراهيمي” و”مسجد بلال بن رباح” مواقع يهودية أثرية، حاولت إسرائيل عبر الرئيس شمعون بيريز “لملمة” الوضع عبر اعتبار أن ردود الفعل الغاضبة ناجمة عن “سوء فهم”
ورأى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، خلال لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، روبرت سيري، أن “إسرائيل ليست معنية بمواجهة مصطنعة”، مشيراً إلى أن تل أبيب تحترم أي مكان مقدس لأبناء الديانات. وأقرّ بأن هدف قرار الحكومة الإسرائيلية الخاص بالحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، الذي يسميه الإسرائيليون “قبر راحيل”، “تربية أبنائنا على أن الحديث يدور عن أماكن مقدسة تابعة لهم”.
وقد أدى القرار الإسرائيلي الى اندلاع مواجهات بين مواطنين فلسطينيين ومستوطنين يهود قرب الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة. ومن جهته دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إلى انتفاضة في الضفة الغربية ردا على القرار أما الرئيس الفلسطيني فقد حذر من حرب دينية.
ورد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وصف عباس القرار الإسرائيلي بأنه “استفزاز خطير ويهدد بحرب دينية”، بالقول إن “هذه حملة كاذبة ومنافقة”، مدّعياً بأن “دولة إسرائيل ملتزمة بحرية العبادة لأبناء جميع الديانات وفي جميع الأماكن المقدسة، وهذا ما تنفذه على أرض الواقع”.
وحاول سكرتير الحكومة تسيفي هاوزر التخفيف من حدة القرار الإسرائيلي بالقول إنه “ليس قراراً سياسياً”. واتهم الفلسطينيين بأنهم يتخذون من القرار الإسرائيلي مجرد ذريعة للاستفزاز وأنه يمكنهم “إيجاد أي ذريعة أخرى”.
وعلى الرغم من الأجواء التي أحدثها قرار الحكومة، طالب مستوطنو الخليل رئيس الحكومة بضم المزيد من المواقع في المدينة ضمن قرار الحكومة بترميم المواقع التاريخية اليهودية وصيانتها.
بدوره، قال أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه، في مؤتمر صحافي مشترك مع عضو اللجنة التنفيذية حنان عشراوي، “إن ما يجري الآن يستهدف تسميم الأجواء من قبل حكومة اليمين المتطرفة، التي لا تريد سلاماً ولا مفاوضات جادة”. وأكد أنه “سيكون من الصعوبة، إن لم يكن مستحيلاً، انطلاق مفاوضات جادة، سواء مباشرة أو غير مباشرة، في ظل هذه الأجواء”.
من جهتها، قالت عشراوي إن “ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية، هو فضح لطبيعة النظام الإسرائيلي ومحتواه، الذي فقط يريد استغلال المفاوضات لتنفيذ سياساته
Leave a Reply