دبي – كشفت سلطات دبي أن عدد المتورطين في عملية اغتيال القيادي في حركة “حماس”، محمود المبحوح، بلغ حتى الآن 28 شخصاً، حيث كشفت الأربعاء الماضي عن تورط 15 آخرين، غير أولئك الأحد عشر الذين أعلن عنهم سابقاً وأصدرت الشرطة الدولية أسماءهم ضمن القائمة الحمراء للمطلوبين.
وأوضحت القيادة العامة لشرطة دبي أن قائمة الاتهام الجديدة تضم 6 متهمين بينهم سيدة يحملون جوازات سفر بريطانية، إلى جانب رجل وسيدتين يحملون جوازات سفر أيرلندية، 3 متهمين بينهم سيدة لديهم جوازات سفر فرنسية، و3 آخرين بينهم سيدة أيضا يحملون جوازات سفر استرالية، بإجمالي 15 متهماً، ليصل إجمالي المتهمين في القضية – وحتى صدور البيان- إلى 26 شخصاً، باستثناء الفلسطينيين المحتجزين في دبي حالياً.
وكانت شرطة دبي قد كشفت منتصف الشهر الجاري عن أسماء 11 متهماً أظهرت التحقيقات، التي بدأت فور اكتشاف جثة المبحوح، ضلوعهم في جريمة مقتله، وتحفظت آنذاك على بعض المعلومات حفاظاً على سير التحقيق.
وأوضحت شرطة دبي أن مهام الأشخاص الـ١٥ الذين حملوا تلك الجوازات توزعت ما بين المساعدة في الأعمال المُجهِزة والمسهلة للجريمة خلال فترات زمنية مختلفة قبل تنفيذ الجريمة وبين القيام بأدوار رئيسية في ارتكابها.
البطاقات الائتمانية
وجاء في بيان شرطة دبي أن التحريات أفضت عن الكشف عن البطاقات الائتمانية التي استخدمها 14 متهماً وحددت جهة إصدارها وهي بنك “ميتا بنك”، ومقره الولايات المتحدة الأميركية، وقالت شرطة دبي إن تلك البطاقات استخدمها المتهمون لحجز غرف الفنادق وبطاقات السفر.
ولم تستبعد شرطة دبي إمكانية زيادة عدد المتهمين في المستقبل القريب مع مواصلة أجهزة الأمن للتحقيقات والتحريات المكثفة التي لا تزال تجري على قدم وساق، وقالت إن كافة الأسماء المُعلن عنها تقع تحت طائلة القانون في ضوء ما أظهرته التحقيقات من تورطهم في مقتل المبحوح، وذلك على اختلاف أدوارهم وإسهاماتهم سواء ضمن فريق الرصد من بين المتهمين الذي تولى مراقبة تحركات المبحوح أو التمهيد لعملية القتل أو الضلوع في تنفيذ الجريمة والمشاركة في فعل القتل ذاته.
وأكدت شرطة دبي حرصها على نشر المعلومات المتعلقة بهذه القضية الحساسة في الوقت المناسب وبعد التأكد من صحتها، في ظل التزامها الكامل بمبدأ الشفافية في تقديم المعلومات حول مختلف القضايا بأسلوب يتسم بالدقة المتناهية وبصورة لا تؤثر على مجريات التحقيق ولا تعرقل سير عمليات البحث والتحري ضمن مساراتها المختلفة.
وشددت القيادة العامة لشرطة دبي مجددا على أن أمن دولة الإمارات العربية المتحدة وسلامة كل من يقيم على أرضها، سواء من مواطني الدولة أو المقيمين فيها وكذلك زوارها، يعتبر بمثابة خط أحمر لا يمكن المساس به أو تجاوزه بأي حال من الأحوال.
رصد وصول وتحركات الشبكة الإجرامية
وجاء في بيان شرطة دبي أن أجهزة الأمن تمكنت من رصد المدن التي وصل المتهمون منها إلى دبي قبل وقوع جريمة اغتيال المبحوح وكذلك المدن التي غادروا إليها سواء تلك التي توجه إليها بعض عناصر المجموعة قبيل ارتكاب الجريمة بوقت قصير، أو الذين غادر إليها زملائهم عقب إتمام الجريمة والتأكد من مقتل المبحوح.
وأظهرت التحقيقات أن أفراد المجموعة وعددهم 26 شخصا وصلوا إلى دبي من 6 مدن أوروبية هي: زيورخ وروما وميلانو الإيطاليتين والعاصمة الفرنسية باريس وفرانكفورت ودوسلدورف الألمانيتين إضافة إلى مدينة هونغ كونغ، وذلك إمعاناً في التمويه والتضليل وضمانا للإفلات من أي رقابة أمنية أو رصد لتحركاتهم.
ووفقا لنتائج التحريات، فقد وصل المتهمون إلى دبي من دوسلدورف، هونغ كونغ، ميلانو، زيورخ، روما، باريس، وفرانكفورت.
وأظهرت التحقيقات أن المتهمين البالغ عددهم 26 شخصاً غادروا إلى عدد من المدن المتفرقة حول العالم هي هونغ كونغ، زيورخ (توقف في الدوحة)، روما، فرانكفورت، أمستردام، ميلانو، باريس، ودوسلدورف.
يُذكر أن شرطة دبي كانت قد كشفت منتصف شهر شباط (فبراير) الحالي عن نتائج التحقيقات الأولية كاشفة عن قائمة ضمت أسماء 11 متهماً خلال مؤتمر صحافي حضره ممثلو وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المحلية والعربية والعالمية قدمت شرطة دبي من خلاله شريطاً مصوراً أظهر كافة تحركات المتهمين الذين شملتهم القائمة الأولى منذ لحظة وصولهم إلى مطار دبي الدولي حتى مغادرتهم البلاد.
وقدمت شرطة دبي عرضا كاملا حول ملابسات الجريمة ونتائج التحقيقات والتي جاءت كتتويج لجهود أجهزة الأمن في دبي التي أثبتت كفاءة نادرة في فك خيوط تلك الجريمة والتعرف على المتهمين بالاستعانة بتسجيلات كاميرات المراقبة الأمنية المنتشرة في مواقع مختلفة في دبي، بما في ذلك الفندق الذي جرت فيه وقائع الجريمة التي لم يستغرق الجناة أكثر من 20 دقيقة لتنفيذها.
Leave a Reply