احتفل العالم قبل أسبوعين بتبادل أكثر الأكاذيب صدقا في يوم عيد الحب. كانت تقتضي طقوس عيد المحبين تبادل رسائل الحب على الطريقة التقليدية القديمة، أي الكتابة على بطاقات بريدية تلونها القلوب الحمرأء، لا بواسطة الحيل التكنولوجية الحديثة.
لكن روح العصر، روح سنة ألفين وعشرة، دفعت أحد مواقع الانترنت الظريفة إلى إجراء مسابقة لأجمل رسالة حب أو بطاقة في عيد “الكذب” السنوي. عيد الحب، حيث القلوب في الغرب أو في الشرق تنبض بالطريقة ذاتها، لكن يبقى الأسلوب والتعبير لهما مذاق خاص.
وبما أني واحدة من أحفاد ليلى وقيس بن الملوح، وعزة وكثيّر، وعبلة وعاشقها عنتر، تابعت تلك الرسائل على الانترنت بفضول، وأحببت أن أشارك القراء طرافة ولطافة كلماتهم، رغم أن أغلبها رسائل مليئة برموز الحب العصري المثلج وليس فيها إشارة من قريب أو بعيد إلى كازانوفا وفالنتينو ودون جوان ونزار قباني، أي الحب الرومانسي.
وهذه بعض النماذج الطريفة:
– لو كنت أتقاضى سنتاً واحدا عن كل لحظة أفكر بك، لأصبحت غنيا بما يكفي لشراء بطاقة سفر من واشنطن إلى روما لأحضر وأراك، أما الآن فأقول: تشاو..
– بعد شهر سنتزوج ويصبح اسمك مسز نيلسون، ما رأيك بقضاء شهر العسل في لاس فيغاس مادام الزواج مقامرة؟!
– أحبك حبا بعيد النظر. أحبك بلا نظارات!
– إلى أكثر المهندسين وسامة في الكون، عندي مخططات وخرائط لحياتنا معا!
– رغم أن كذبك عابر للقارات والبحار، حبي لك لا يعرف الانهيار.
– أحبيني على الموجة القصيرة كشعرك، لا على التردد الطويل كلسانك!
– أن أترككِ ممكن. أن تتركيني.. مستحيل. أحبيني.
أما بعض الرسائل ففاضت شوقا وألما:
– رغم شجارنا وعراكنا وفراقنا.. تظل حبيبي.
– لسوء الحظ، التقينا في المكان الصحيح ولكن في الوقت الغلط.. أحبك.
– حبك جعل قلبي يغني رغم البرد.
– أحبك. واجهيني!!
– أنت غامضة وساذجة وممثلة. عقلي يرفضك. قلبي يحبك.
البعض الآخر من الرسائل، حمل نغمات رومانسية تقليدية متجهمة. مثلا:
– أنت الزمن الجميل داخل إطار زمني الرديء.
– حبك عندي اتفاق سري لا يحل رموزه المتخصصون في فك الطلاسم.
– أرسلت لي طناً من الشوكولاته. أمنحكِ قبلة شكر علنية!
– حاولي قتل رغبة الطمع فيما أملك. كثرة مطالبك تقهر عندي الرغبة بالعطاء. ساعديني لأبقى أحبك!!
– أحبك كونك وضعتني في أجمل مدار كوني: بين قلبي وعقلي.
– في عيد الحب أجد متعة في قراءة رسائلك القديمة لأنها لا تحتاج إلى رد.
– إلى أروع دب في العالم شكري لك لإهدائي عطري المفضل!
– رسالة “أس أم أس”: ربحت الجائزة. لقد ربحتك!
أما الرسالة الفائزة والتي أجمع القراء على التصويت عليها فكانت كالآتي:
جمعتني الصدفة قبل قليل بمليونير حقيقي. شخصيته باهتة وطلته بشعة. أنت فقير ومديون للكرديت كارد. هو غني لديه “كاش ماني” (Cash Money). سأرسل السائق بسيارته ليحضر لي ثيابي وأشيائي الخاصة من شقتك. أتمنى لك عيد فالنتاين سعيد!
موقع الانترنت الطريف، منح جائزة الحب إلى حب الصدق. منحها للخيانة الصادقة الواقعية بدلا من رومانسية وعلاقة مزورة برباط نفسي آخر مع حب المال والخوف على الذات من الدخول في غيبوبة الكذب وخداع المحبين.
فوز تلك الرسالة يعبر عن نهاية زمن الأقنعة الجميلة المزيفة، زمن التكاذب اللطيف المتبادل في يوم الحب!!
Leave a Reply