جاء في تعليق لصحيفة “يديعوت احرونوت” الاسرائيلية واسعة الانتشار، ان 300 من كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير في الضفة الغربية، كانوا يتمتعون حتى اللحظة ببطاقات “في آي بي” للشخصيات الهامة، تتيح لهم بين ميزات اخرى، عبور حواجز الجيش الاسرائيلي المنتشرة في الاراضي المحتلة، بسياراتهم المرسيدس السوداء المكيفة، دون تفتيش امام نظر الفلسطينيين المتوقفين على تلك الحواجز، ما يثير في نفوسهم الضغينة والاحقاد.
لكن مئة من هذه البطاقات، وفق الصحيفة، سحبت في الآونة الاخيرة على خلفية مشاركة حامليها في تظاهرة جرت في بلعين (غرب رام الله)، احتجاجا على جدار الفصل العنصري المقام على اراضي البلدة والذي شطرها الى نصفين وأدى الى خسارة الفلاحين لآلاف الدونمات من مزارعهم واراضيهم.
وتقول الصحيفة ان مشاركة هؤلاء في التظاهرة لم تأت بمحض الصدفة، وإنما كانت جزءا من مناورة تكتيكية صممها محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض، الهدف منها التقرب من الشارع الفلسطيني وكسب ود الناخبين قبيل انتخابات للمجالس البلدية في الضفة الغربية ينتظر اجراؤها في تموز (يوليو) المقبل، تشكل مقدمة لانتخابات نيابية ورئاسية تجري لاحقا,يود الرجلان فيها حصد نصف الاصوات على الاقل لصالح “فتح”، وان لا تتكرر تجربة انتخابات جرت في 2005 حصدت فيها “حماس” سبعين بالمئة من اصوات الفلسطينيين.
يرى عباس ان نسبة 50 بالمئة تؤهله للدخول في مفاوضات سلام تدعمها اسرائيل والولايات المتحدة واوروبا والعالم العربي، وإلا سوف يكون دوره محدودا بل ومشكوكا فيه حتى من القيادة الاسرائيلية، لهذا فقد اتخذ عباس وساعده الأيمن فياض في الاسابيع والشهور الماضية جملة مبادرات من شأنها تلميع صورتيهما، بضمن ذلك استعدادهما الاعلان عن ميلاد دولة فلسطينية من جانب واحد، والتشدد بخصوص ملف المستوطنات، واقامة مشاريع زراعية على اراض في الاغوار مصنفة على انها “ج” تحت السيادة الاسرائيلية، اضافة الى اغراق الضفة الغربية بالاموال والاستثمارات.
هذا الاسبوع زار نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اسرائيل والاراضي المحتلة ايذانا ببدء مفاوضات غير مباشرة، كانت جامعة الدول العربية اعطت بشأنها ضوءا اخضر للفلسطينيين. حددت مدتها باربعة شهور، ستجري برعاية مبعوث الرئيس الاميركي جورج ميتشل، اهداف الاطراف المشاركة فيها تسير في خطوط متوازية، فالأميركيون يبغون منها دفع اسرائيل لارجاء ضربة جوية يهدد الكيان بتسديدها للمفاعل النووي الايراني، والاسرائيليون ينشدون من وراء هذه المفاوضات تلبية جزء من رغبات باراك أوباما ليقال انه حقق انجازا في اطار ما يواجهه من ازمات داخلية وعالمية، في حين ان السلطة تود توظيف هكذا مباحثات في احراز تقدم على الارض يكفل لها تقدما في العملية الانتخابية المنتظرة، ويرى البعض ان السلطة ستناضل للتوصل لإعلان حدود للدولة الفلسطينية العتيدة.
عليه، ترى “يديعوت أحرونوت” أن سحب بطاقات الشخصيات الهامة، وإعلان هؤلاء تمردا محدودا على اسرائيل لتحقيق غايات انتخابية، ما هو سوى انتفاضة بيضاء يقوم بها عملاء متعاونون مع اجهزة الأمن الاسرائيلية.
Leave a Reply