ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تناول رئيس بلدية ديربورن جاك اورايلي في خطاب “حال المدينة” السنوي الذي القاه الاربعاء ١٠ الجاري، جملة انجازات حققتها البلدية مؤخرا، لكنه ركز في كلمته على التحديات التي ستواجهها المدينة في الشهور والسنوات القادمة.
وقال اورايلي “الخطوة الاولى امامنا هي التعامل مع واقعنا الجديد، وهو ان المدينة لايمكنها الاستمرار بتقديم برامج ومرافق وخدمات كالتي تعودنا عليها”. وقال اورايلي امام جمهور المحتشدين في “مركز فورد للفنون” ان ديربورن فقدت جزءاّ من عائداتها على مدى اعوام مع تراجع كبير في اسعار العقارات بجميع صنوفها، إضافة الى البيوت المصادرة.
واضاف “لقد خسرنا 5 بالمئة من عائدات العقارات الضريبية خلال العامين السابقين، ونقدر تراجعا بين 15-10 بالمئة في العامين المقبلين، ليصل المجموع الى 25 بالمئة في حال لم نتخذ اجراءات وقرارات صعبة في الوقت الراهن، فنحن في مواجهة عجز في الميزانية للعام المقبل وحده يصل الى 20 مليون دولار”.
واشار اورايلي الى ان هذه ليست المرة الاولى التي تواجه فيها ديربورن تحديات اقتصادية صعبة، ففي عام 1983 واجه رئيس البلدية الاسبق وهو والد الرئيس الحالي جون اورايلي اوضاعا اقتصادية قاسية مرت بها ميشيغن تمثلت في تراجع العائدات وبنايات تجارية مهجورة وارتفاع في الفاتورة الطبية للموظفين والمعاشات التقاعدية، اضافة الى تقادم البنية التحتية ونقص في الاموال اللازمة لرفدها في القطاع الخاص.
وقال اورايلي “كانت الحلول التي طرحها والده مشابهة لتلك المطروحة الآن،ومنها دمج الادارات في مبنى البلدية، وتحديد القوى العاملة اللازمة لتنفيذ المهمات واستخدام التكنولجيا لتقليل التكاليف، والخصخصة اينما كان ذلك مفيدا مثل جمع القمامة وتقليص البرامج الترفيهية الاضافية، وتقييم الكلفة الحقيقية للخدمات وفرض رسوم بمقادير معقولة والسعي لإيجاد مصادر للعائدات اضافية.
وأضاف رئيس بلدية ديربورن ان لديه إرادة سياسية لمعالجة المشاكل المالية بقوة حتى لو أدى ذلك الى اتخاذ قرارات غير شعبية على المدى القصير، لكنها ستكون في صالح المجتمع على المدى البعيد.
ونوه اورايلي الى ضرورة اشراك المواطنين ورجال الاعمال في التصدي لما تمر به المدينة من مصاعب مالية مشيرا بذلك الى “وحدة المهمات” التي كانت البلدية شكلتها في وقت سابق، والتي من مهامها رفع توصيات الى البلدية بشأن القرارات الصعبة، وتتكون هذه الوحدة (من ضمنها ثمانية عرب أميركيين) من 28 شخصا يمثلون الاعمال والاحياء والنوادي الخدمية والهيئات والاتحادات والمدارس، حيث ستقوم هذه الوحدة برفع توصياتها في ايار (مايو) القادم، تهدف الى رسم خطوط عريضة بشأن مستقبل المدينة في السنوات الخمسة القادمة.
وقال اورايلي “طلبنا من وحدة المهمات وضع استراتيجيات بعيدة المدى تهدف الى رفد المجتمع بالحيوية حتى لو كانت تتضمن تغييرات جذرية في الاساليب التي تدار بها المدينة”. وقال “خلال السنوات الثمانية الماضية قلصنا عدد الموظفين بواقع 143 موظفا بدوام كامل وهو رقم يشكل ربع عدد موظفينا الدائمين، وأعدنا هيكلة المزايا الوظيفية، وخفضنا تكاليف العناية الصحية للمتقاعدين واعدنا جدولة ديوننا وسخرنا التكنولوجيا بكفاءة، وسعينا لبيع ابراج ديربورن في فلوريدا، وطوعنا دستور المدينة ليتلائم مع تنميتنا الاقتصادية”. وبرغم ذلك قال أورايلي ان الازمة الاقتصادية الراهنة أرغمت المدينة على فعل المزيد، تمكنا من العمل سويا مع “فورد لاند” لجذب رجال الاعمال للاستثمار في ديربورن، وليس مجرد العمل التقليدي الذي كنا نقوم به في هذا النوع من النشاط، مضيفا انه من اجل ازدهار ديربورن علينا ان نجلب اليها صناعات متجددة ومبتكرة، وأن نطور أنواعا جديدة من المهن ونرحب باصحاب الافكار العبقرية، ترافق ذلك مع دعم مركز المشاريع في كلية “هنري فورد”.
وقال أورايلي ان البلدية ستواصل جهودها للحصول على اموال فدرالية لمشاريع البنية التحتية، مشيرا الى تلقي سبعة ملايين دولار مؤخرا لدعم شبكات المياه والصرف الصحي والطرق وتحسين منازل كبار السن ومشاريع الحفاظ على الطاقة، اضافة الى 2,4 مليون دولار لدعم برنامج استقرار الجوار اضافة الى مبلغ مماثل منحة من الحكومة الفدرالية وهي الاضخم بين مثيلاتها لمدينة اميركية.
وكانت شرطة ديربورن تلقت معونة لمكافحة الجريمة على حدودها مع ديترويت، كما ان ديربورن خصص لها 28 مليون دولار لاقامة محطة قطارات سريعة فيها، وهي ستقيم مشروعا طبيا كبيرا في شرق المدينة على تقاطع شارعي شايفر وميشيغن برعاية “ريديكو-ميدويست” و”مستشفى اكوود”. وقال أورايلي ان المدينة تسعى الى عقد شراكات اخرى، واضاف أن البلدية تبذل جهودا لاقامة مشاريع اقليمية ذات امكانيات هائلة تسخر لاستغلال مرافق في ديربورن وفق أسس تجارية تغطي من خلالها تكاليف تشغيلها مثل مركز التزلج ومركز الفنون وملعب الغولف.
وختم اورايلي بالقول “الاسئلة الحقيقية هي: كيف نريد مستقبل مدينتنا ان يكون؟ ما هي ديربورن التي نريدها لاطفالنا واحفادنا؟ وقال: هذه اسئلة لا استطيع الاجابة عنها بمفردي، هذه اسئلة تخصنا جميعا”.
Leave a Reply