خلصت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استمد من الأزمة الأخيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة جرأة جعلته يتمسك بموقفه الذي يشترط وقفا كاملا للأنشطة الاستيطانية قبل استئناف مفاوضات السلام. وقالت الصحيفة إن محمود عباس عاد بتلك التصريحات إلى شرط مسبق كان قد أسقطه قبل أسبوع لإعطاء فرصة لمبادرة أميركية تقضي بإجراء مباحثات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) قد نقلت عن عباس قوله خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دي سيلفا في رام الله الأسبوع الماضي مطالبته الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ التزاماتها الدولية وفي مقدمتها وقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ورأت الصحيفة أن لغة المسؤولين الأميركيين الصريحة والرسائل الغاضبة بشأن بناء مستوطنات جديدة في أجزاء من مدينة القدس ثبت أنها لم تكن سوى “مكسب آني” لعباس. ويقول رجل الأعمال والمعلق السياسي الفلسطيني سام بحور إن القيادة الفلسطينية ربما تشعر بأنها في موقف أخلاق عال في هذه اللحظة. غير أن الصحيفة ترى أنه بدون إضفاء زخم على المفاوضات فإن رئيس السلطة الفلسطينية يقف فوق أرض غير مستقرة. وقد عكست الصدامات التي وقعت حول القدس الثلاثاء الماضي، بعدما نادت حركة “حماس” باعتباره “يوم الغضب”، حالة الإحباط الفلسطيني من العجز عن وقف التوسع الإسرائيلي في “القدس الشرقية المحتلة”. من جهته قال أستاذ علوم الاتصال في جامعة بيرزيت نشأت أقطش إن السلطة الفلسطينية تحاول أن تُبقي الوضع هادئا قدر المستطاع على أمل أن تحظى بدعم المجتمع الدولي. غير أنه يستدرك قائلا إن على السلطة التي تجد نفسها تحت وطأة ضغط شعبي هائل أن تتخذ خطوات بهذا الشأن. ويضيف: “إنه وضع معقّد حيث إنك تريد تحسين الظروف الاقتصادية والتعبير عن الغضب في ذات الوقت”. ويمضي متسائلا: “كيف لك أن تحصل على دعم دولي إذا عبِّرت عن غضبك؟ وكيف لك أن تلوذ بالصمت؟
Leave a Reply