أدريان – خاص “صدى الوطن”
شنت قوات فدرالية ومحلية مطلع الأسبوع الماضي عملية مداهمة واسعة في مقاطعة ليناوي في جنوب شرق ميشيغن حيث ألقى عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) القبض على أعضاء مليشيا كانت تعد العدة لمواجهة الحكومة الفدرالية التي تعتبر انها تعمل لصالح حكم “المسيح الدجال” وقيام “نظام عالم واحد” تحت إمرته.
مليشيا “هتاري” التي استهدفتها السلطات الفدرالية هي واحدة من عدة مليشيات صنفها “المركز القانوني الجنوبي لدراسات الفقر” على انها “منظمات وطنية متطرفة” وقد ارتفع عدد هذه التنظيمات من 173 منظمة في 2008 إلى 309 العام الماضي، وتدعو هذه التنظيمات المسلحة الى مواجهة الحكومة الفدرالية والحفاظ على الدستور الأميركي.
وقد شاركت في عمليات الدهم مدرعات وطائرات هليكوبتر واستمرت العمليات يومين حتى تم القبض على تسعة أشخاص بينهم زعيم المليشيا في ميشيغن التي تضم أيضا عناصر من ولايتي أنديانا وأوهايو.
ونقلت وسائل الإعلام عن “أف بي آي” إن هذه المليشيا أقامت مؤخرا معسكرات تدريب على إطلاق النار وأساليب تحمّل ظروف الحياة القاسية. وتنشر هذه المليشيا واسمها “هتاري” على موقعها على الإنترنت اقتباسات ومقاطع من الكتاب المقدس وتنص على أنه “نحن نعتقد أنه يوم واحد، كما تقول النبوءة، وسوف يكون هناك المسيح الدجال، يسوع يريد منا أن نكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا باستخدام السيف والبقاء على قيد الحياة”.
ولم تحدد السلطات كيفية تمكنها “منذ أشهر” اختراق هذا التنظيم وتحديد أهدافه وآلياته.
وقد وجهت محكمة فدرالية تهماً لتسعة من اعضاء الميليشيا الاثنين الماضي بالشروع في التخطيط لقتل ضباط من الشرطة المحلية والفدرالية، وذلك بقتل احدهم ومن ثم مهاجمة موكب جنازته وقتل عدد آخر من الضباط.
وقال مسؤولون في مكتب وزير العدل الاميركي ومكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، ان من بين ستة مهتمين في ولاية ميشيغن زوج وزوجته وابنان لهما، اضافة الى اثنين من ولاية اوهايو وواحد من انديانا، متهمين بالتخطيط لتنفيذ مؤامرة من شأنها اثارة الفتنة، ومحاولة استخدام اسلحة دمار شامل، والتدرب على استخدام مواد تفجيرية، وحيازة أسلحة يراد منها ارتكاب جرائم عنفية. وقال مدير مكتب الـ”أف بي آي” في منطقة الغرب الأوسط الأميركي، التي مركزها ديترويت، أندرو أرينا، أن تلك التهم وجهت للمتهمين لأنهم حاولوا القيام بتلك الأعمال لمقاومة “حكومة المسيح الدجال”.
وجاء في بيان الاتهام ان المتهمين التالية اسماءهم كانوا منذ العام 2008 ضمن خلية مقاطعة ليناوي التابعة لميليشيا “هتاري” المسيحية في ميشيغن، وهم:ديفيد براين ستون (45 عاما) وزوجته تينا (44) وابنهما جوشوا ماثيو ستون (21) وابنهما الثاني ديفيد براين ستون جونيور (19)، اضافة الى جوشوا كلوف (28)، مايكل ميكس (40)، توماس بياتيك (46) من مدينة سانداسكي في ولاية اوهايو، وجاكوب ويرد (33) من مدينة هيورون في اوهايو. واذا ما ثبتت التهم الموجهة الى هؤلاء فانهم قد يقضون حوالي 20 عاما داخل السجن.
من جانبها قالت الحكومة الفدرالية ان المجموعة “خططت لمواجهة الحكومة الاميركية بالقوة. وبحسب التهم الموجهة، وصفت ميليشيا “هتاري” اجهزة تنفيذ القانون المحلية والفدرالية بـ”الأخوة الأعداء” وكانوا يستعدون لاشتباك مسلح معهم”.
وجاء في بيان الاتهام ان “هتاري خططت لقتل ضابط محلي في ميشيغن لم تحدد هويته، وبعد ذلك مهاجمة ضباط آخرين كانوا سيحضرون الجنازة. وبحسب الخطة يقوم اعضاء “هتاري” بمهاجمة سيارات الشرطة المشاركة في الموكب الجنائزي، وذلك باستخدام عبوات ناسفة متطورة، تحوي مواد متفجرة ذات دمار شامل”.
وقال محققون ان ديفيد ستون وهو قائد “هتاري”، حصل على معلومات بشأن اسلحة الدمار الشامل عن طريق الانترنت، وانه قام بارسال الرسوم البيانية لها الى شخص اعتقد بقدرته على تصنيع عبوات ناسفة، بعد ذلك قام ابنه جوشوا وآخرون بتجميع مواد ضرورية لصنع هذه القنابل.
في حزيران (يونيو) 2009 قام ستون وابنه الآخر بتعليم اعضاء آخرين في ميليشيا “هتاري” كيفية صنع واستخدام المتفجرات، بهدف تنفيذ عمليات اجرامية.
وبحسب المدعي العام الفيدرالي في جنوب شرق ميشيغن باربرا ماكويد فقد تم القاء القبض على افراد “هتاري”، بعد تأكد السلطات من ان المجموعة تخطط لتنفيذ عمليتها الاجرامية باستهداف ضابط شرطة في نيسان.
يذكر أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة أميركية متخصصة في قياس الرأي العام الأسبوع الماضي وجد أن ربع المنتمين للحزب الجمهوري يعتقدون أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هو المسيح الدجال. وحسب نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “هاريس إنتر أكتيف” الأميركية، فإن هناك الكثير من الآراء السلبية التي ما زالت شائعة بين الأميركيين تجاه أوباما.
Leave a Reply