تساءل الكاتب الأميركي جيفري كوهنير عما إذا كانت الولايات المتحدة مقبلة على التفكك والانهيار؟ واتهم سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنها تؤدي إلى تفتيت وحدة البلاد أكثر فأكثر. وأوضح كوهنير وهو رئيس معهد “إدموند بيرك” للبحوث في واشنطن أنه رغم الانتصار الكبير الذي حققه ما وصفه بالحكم الليبرالي بشأن الإصلاحات الصحية في البلاد، فإن ذلك يجيء على حساب وحدة الولايات المتحدة وتماسكها ومستقبلها. ومضى إلى أن أوباما استطاع إنجاز ما لم يستطع أسلافه الليبراليون مثل فرانكلين روزفلت وليندون جونسون وبيل كلينتون أن يتصوروه في الأحلام، وهو مشروع الرعاية الصحية الوطنية أو ما بات يعرف بالاسم “أوباماكير” أو الإنجاز الذي يتوعد الجمهوريون بالانقلاب عليه. في المقابل حذر الكاتب من أن مشاريع أوباما تتسم بالاشتراكية التي من شأنها تدمير الاقتصاد وجره إلى الإفلاس المالي، إضافة إلى إفساد الديمقراطية وتهديد مستقبل العمل المؤسسي الجماهيري. وأضاف أن الحكومات ذات الصبغة الاشتراكية سرعان ما تنجر إلى الأوتوقراطية أو إلى نظام الإقطاع، بحيث تستغل الطبقة العاملة المنتجة ويرهق كاهلها بالضرائب لصالح طبقة متزايدة معتمدة على غيرها، وبحيث تبدأ علاقات التوافق الاقتصادي بالذوبان. وحذر كوهنير من أن الديمقراطية سرعان ما تتلاشى عند حرمان المتطلعين للعمل والعطاء لصالح المتكلين على غيرهم، مشيرا إلى تصاعد موجات الغضب والاستياء في البلاد إزاء سياسات أوباما. ويخشى الكاتب من أن يكون قانون الرعاية الصحية أو التأمين الصحي الإجباري تحت طائلة الغرامة أو السجن الشعرة التي قصمت ظهر البعير الأميركي، معتبرا “أوباماكير” بمنزلة انتهاك للعقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكومين. وقال إن ما وصفها بثورة أوباما من شأنها تفتيت وحدة البلاد، وأضاف “لم نعد أمة واحدة ولا شعبا واحدا”، بل هناك أميركيتان، واحدة محافطة وأخرى ليبرالية، ولم يعد الأميركيون يحسنون معايشة الاختلاف بالرأي، وبدلا من ذلك صاروا يحتقرون ويزدري بعضهم بعضا. وأضاف أن الخلافات الأميركية متفاقمة وأنها صارت تشمل كل شيء من السياسات إلى الأخلاق إلى الثقافة إلى التاريخ، وأن الأميركيين لم يعودوا يشتركون حتى بالفطرة السليمة أو يتفقون على شيء. وضرب الكاتب أمثلة على قضايا كثيرة يختلف الأميركيون بشأنها مثل الإجهاض وما وصفها بالأجندة الاشتراكية التي يتبناها أوباما وقال إن من شأنها تدمير الرأسمالية وتخريب الحكومة الدستورية في البلاد. ومضى إلى أن وحدة البلاد ليست بالضرورة تتمثل في الوحدة الجغرافية في نهاية المطاف، بل ينبغي للشعب أن يشترك بالقيم والمثل العليا والتاريخ واللغة والثقافة والمعتقدات. واختتم بالقول إن المحافظين لن يسكتوا إزاء ما وصفه بانقضاض أوباما على القيم الأميركية الموروثة عن الأجداد، وإن الميراث الذي تركه الرئيس الأميركي لا يتمثل سوى بمزيد من فرقة الأمة الأميركية وانقسامها.
Leave a Reply