إحياء الفلسطينيين للذكرى 34 ليوم الارض والذي صادف الثلاثاء الماضي 30 آذار (مارس) جاء متزامنا هذه السنة مع أحداث مفصلية تمر بها القضية الفلسطينية، لعل أبرزها الجنوح الاسرائيلي الحثيث والمتسارع لتهويد المدينة المقدسة وتعزيز الاستيطان فيها، وتدشين كنيس للخراب يكون مقدمة لهدم الأقصى وجعله خرابا تنعق فيه الغربان.
قبل ذلك بأيام شهدت مدينة سرت الليبية التئام قمة عربية تعهدت الأنظمة فيها بتقديم نصف مليار دولار دعما للمؤسسات المقدسية وصمود الأهالي في المدينة، في ظل صدور تقرير عن دائرة الاحصاء الفلسطينية أظهر ان عدد المستوطنين اليهود في القدس الشرقية ارتفع لـ198 الفا يشكلون 43 بالمئة من مجموع سكانها، وان عدد الصهاينة في محافظة القدس كاملة وصل الى زهاء نصف مليون من أصل 600 الف مستوطن يقيمون في الضفة الغربية مايعني ان 85 بالمئة من المستوطنين في اراضي 1967 يعيشون في المدينة المقدسة.
يوم الارض والذي يتم الاحتفال به منذ عام 1976 تخليدا لذكرى شهداء سقطوا داخل الخط الاخضر، في تظاهرة احتجاجية على مصادرة الاسرائيليين لاراضيهم، أحتفي به هذا العام في بلدات في النقب والجليل الأعلى والضفة الغربية وقطاع غزة، رفعت فيه الأعلام الفلسطينية واعلام “حماس” الخضراء داخل مدن وبلدات في أراضي 1948، ورفعت يافطات تقول: “باقون هنا باقون، ما بقي الزعتر والزيتون”، شعار لعله كان وراء قرار وزير الزراعة في رام الله الى اعتبار يوم الارض مناسبة لحث كل فلسطيني على زراعة شجرة زيتون في هذا اليوم، أو قد يكون ما دفعه الى ذلك قراءته للتقرير الاحصائي والذي جاء فيه ان اسرائيل صادرت على جانبي جدار الفصل العنصري اكثر من نصف مليون دونم من أراضي الضفة الغربية، وانها تسيطر على 440 موقعا استيطانيا وعسكريا على هذه الاراضي.
مناسبات كيوم الارض وأحداث مفصلية كأحداث القدس وتقارير احصائية كالتقرير الصادر مؤخرا عن السلطة في رام الله، شكلت خلفية المشادة الكلامية التي وقعت بين محمود عباس وبشار الاسد في قمة سرت، احدهما يصر على الاستمرار في مفاوضات عبثية لم تثمر على مدى 30 عاما، والآخر يتمسك بنهج المقاومة، نهج أثبت نجاعته مع عدو متغطرس كإسرائيل حرر غزة والجنوب اللبناني وهدم مستوطنات وفك أسر مناضلين وحقق توازن رعب استراتيجيا لسوريا ولبنان، وهو نهج حقق نجاحا على مستويات اقليمية ودولية، أدى الى انسحاب الجيوش الاميركية من العراق، وأنهك جيوشا متعددة الجنسيات في افغانستان، سقطت كابول في ليلة وضحاها عام 2001، ولازالت جيوش الحلفاء تخوض معارك ضاربة ضد رجال المقاومة في قندهار، فإلى متى يظل عباس ورجاله في رام الله عاجزين عن قراءة التاريخ والجغرافيا؟.
Leave a Reply