الفعاليات تسارع الى اعتماد سلسلة تدابير للحد من موجة العنف وتلتقي قائد شرطة المدينة
ايفانز: تخصيص رقم هاتفي للمصالح التجارية ونداءات النجدة
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
بعد سلسلة جرائم مروعة أودت بحياة شبان عرب أميركيين في الآونة الأخيرة في مدينة ديترويت، ارتفعت الأصوات في الجالية مطالبة بضرورة اتخاذ خطوات ومواقف حازمة لمعالجة الانفلات الأمني الذي يهدد حياة العاملين العرب الأميركيين في المصالح التجارية في المدينة. وبعد سلسلة اجتماعات واتصالات بين فعاليات والجالية، تكللت بلقاء قائد شرطة ديترويت، نتج عنها اعتماد عدة تدابير عملية، منها وضع مبلغ ٢٥ ألف دولار كمكافأة لمن يدلي بمعلومات حول الجرائم التي اقترفت، في خطوة يرجى منها التصدي لأعمال العنف المتزايدة في المدينة التي تعاني من الفقر وارتفاع البطالة.
فقد شهدت ديترويت خلال الأيام الماضية العديد من الجرائم المروعة ذهب ضحيتها بضعة أشخاص، وجرح فيها آخرون. ففي صباح يوم الخميس (25 آذار) أودت جريمة قتل، بدافع السرقة، بحياة اللبناني الأميركي علي بيضون (28 سنة) حين أقدم مسلحان ملثمان على مهاجمة كاراج تصليح السيارات الذي يديره المجني عليه على تقاطع شارعي جوي وشايفر. وأدى الاعتداء إلى جرح عامل آخر.
وفي مساء يوم الثلاثاء قبل الماضي، لقي كريس واليس (33 سنة) وشريكه مصرعهما في حادثة إطلاق نار جرت بعد مشادة كلامية جرت بين زبون وأصحاب ورشة إصلاح للسيارات، في منطقة الميل الثامن في ديترويت. وأسفر الاعتداء عن إصابة عامل آخر بجروح تم نقله على أثرها الى المستشفى.
وتعرض اللبناني الأميركي محمد جمعة الذي يعمل سائقاً على ناقلة شحن لإطلاق الرصاص من قبل مجهولين، ولأسباب غير معروفة، أدوت بحياته، في محطة لقاطرات الشحن على شارع شايفر في المنطقة الواقعة بين الميلين الخامس والسادس، في ديترويت.
وسقطت ضحية أخرى مساء يوم الخميس قبل الماضي، إثر مهاجمة أحد المجرمين لصاحب محطة وقود في ديترويت. وفي تسجيل كاميرات المراقبة، يوضح شريط الفيديو محاولة أحد المجرمين السطو على اللبناني الأميركي عادل قبيسي وسلبه أمواله بعد مغادرته المحطة ليلا. وبعد فشل الجاني في سلب قبيسي أمواله، يعمد إلى إطلاق النار على رأسه ويرديه قتيلاً، ثم يقوم بسلبه. والغريب أن بعض اللقطات المسجلة تصور بعض الناس الحاضرين في مسرح الجريمة والذين لم يقوموا بأي مبادرة أيا كان نوعها، سواء لجهة استدعاء الشرطة أو لجهة استدعاء سيارة الإسعاف. ويظهر الشريط تغيب المجرم بضعة دقائق عن مكان الجريمة، ثم العودة اليه والقيام بسلب بعض محتويات سيارة القتيل. الأمر الذي يثير الكثير من الأسئلة عن طبيعة تلك الجرائم حيث “يعمل” المجرمون بكل “راحة” و”أمان”، فيما يسيطر الرعب والخوف على قلوب المواطنين.
ردود أفعال في مجتمع الجالية العربية
وشهدت مدينة ديربورن مجالس عزاء تقاطر إليها المئات من أبناء الجالية العربية لتقديم العزاء لأهالي الضحيتين بيضون وقبيسي الذين قضيا بحادثتي إطلاق نار أثناء مزاولة عملهما في ديترويت. واختلطت مشاعر الحزن والتعاطف بالغضب والاستياء مما تؤول إليه الأمور، وإطلاق التساؤلات حول دور السلطات الأمنية في التعاطي مع تلك الجرائم، وعن الأسباب العنفية التي تصبغ الكثير منها.
وكانت أخبار تلك الجرائم قد أصابت مجتمع الجالية العربية في مدينة ديربورن بالغليان والغضب، ناهيك عن أجواء الذعر والشعور بالغبن لدى شريحة واسعة ممن يعملون ويديرون أعمالا تجارية في منطقة ديترويت. واستدعت الجرائم الأخيرة إلى أحاديث الناس وذاكرتهم جرائم أخرى جرت في أوقات سابقة وذهب ضحيتها العديد من العرب الأميركيين الذين يتعرضون باستمرار لاعتداءات بدافع السرقة والسطو، والتي غالباً ما تنتهي بالقتل، أو بتعرضهم للإيذاء الجسدي، حتى في حال استسلامهم وعدم إبدائهم أي نوع من المقاومة تجاه المعتدين، الأمر الذي يثير بعض الأسئلة عن السلوكيات الإجرامية في الكثير من تلك الحوادث التي ليس آخرها الجريمة التي أودت بحياة الشاب اليمني محمد الماوري إثر تعرضه للضرب حتى الموت على يد مجموعة من الشبان المجهولي الهوية.
ومما يثير مشاعر الاستياء لدى الجالية، فشل سلطات الأمن المختصة في القبض على الجناة والمعتدين وتقديمهم إلى العدالة، في ظل أحاديث عديدة وتجارب شخصية كثيرة تبدي عدم ثقتها بعمل شرطة ديترويت التي يصفها الكثيرون باللامبالاة والتقاعس. وتسرد عشرات القصص عن عدم استجابة شرطة ديترويت لنداء واستغاثة العاملين أثناء تعرضهم لاعتداءات تضع حياتهم في دائرة الموت أو الخطرالمحتم. وتجمع معظم المرويات عن قدوم الشرطة إلى أماكن الحوادث ومسارح الجرائم بعد ساعات طويلة من حصول الكارثة، بعد أن يكون “اللي ضرب ضرب، واللي هرب هرب”، كما يقول المثل الشعبي.
وتشي طبيعة الحلول التي يقترحها المواطنون في أحاديثهم عن عمق المشكلة التي أصبحت تقلق حياة أبناء الجالية، وحجم الأسى ومقدار الأذى الذي يلحق بهم وينغص حياتهم. وتترواح تلك الحلول بين حلول عاطفية ترى أن الحل الأفضل لحسم المسألة هو في انسحاب “الأعمال التجارية” التي يديرها العرب من منطقة ديترويت، ويلخص هذا النوع من الاقتراحات الى ضرورة القيام بعمل يعكس حجم الكارثة، ليس اقله إغلاق “الأعمال الصغيرة” العربية لمدة يوم كامل حدادا واحتجاجاً على ما يصيب بعض أبناء الجالية، الأمر الذي من شأنه أن يوصل مواقف الجالية بشكل حاسم إلى جميع من يهمهم الأمر في مواقع المسؤولية المتعددة.
وفي الوقت نفسه، يرى البعض ضرورة التصرف بشكل عملي يؤدي إلى حماية حياة العاملين العرب الأميركيين وأعمالهم التي يجنون منها أرزاقهم اليومية. ويرى أصحاب هذا الرأي اعتماد بعض الحلول المنطقية مثل الاستعانة بـ”شركات الأمن” الخاصة، أو توظيف حراس شخصيين يقومون بحماية العاملين، إضافة إلى أخذ الحيطة والحذر من قبل العاملين أنفسهم.
فعاليات الجالية تجتمع في صالة “بيبلوس”
وبدعوة من مؤسسة “تراي كاونتي بيزنس كوميتي” و”كونغرس المؤسسات العربية الأميركية” في ميشيغن، التئم اجتماع ضم فعاليات ونشطاء وممثلي مؤسسات اجتماعية وسياسية ودينية، مساء يوم الثلاثاء الماضي في صالة “بيبلوس” في ديربورن، بحضور قنصل لبنان العام بالوكالة بشير طوق.
وكان الاجتماع بمثابة لقاء تحضيري لطرح المسألة من مختلف جوانبها مع قائد شرطة ديترويت وورن ايفانز، لإيجاد السبل الكفيلة بحماية العاملين العرب في مدينة ديترويت، وضمان سلامتهم.
وتمخض اللقاء بالإجماع حول عدد من النقاط لمناقشتها مع قائد الشرطة ايفانز، ومنها الإعلان عن تقديم جائزة نقدية لمن يدلي أو يقدم معلومات تفيد في عمليات التحقيق والوصول إلى المجرمين. والعمل على تثقيف العاملين العرب على حماية أنفسهم وإعدادهم لمواجهة الأخطار بأقل الخسائر الممكنة، من خلال استشارة خبراء أمنيين، أو توظيف حراس شخصيين يداومون على التواجد في أماكن العمل.
واستعبد المجتمعون إرجاع أسباب الاعتداءات إلى دوافع عنصرية، مع التأكيد على إقامة أفضل الصلات مع مكونات مدينة ديترويت بالتواصل مع المؤسسات المدنية والاجتماعية لتقوية أواصر العلاقات الإنسانية في هذا المجال.
بيان صحفي
وأسفر اللقاء عن بيان صحفي أبدى قلقه من ارتفاع وتيرة العنف الموجه ضد المصالح التجارية في ديترويت التي يملكها ويديرها العرب وغير العرب.
ودعا البيان السلطات الأمنية الى مضاعفة جهودها للكشف عن المجرمين.
وحذر البيان من أن استمرار العنف قد يدفع العرب والكلدان الأميركيين من الانسحاب من المدينة، مثلما حصل حين انسحب أصحاب المصالح التجارية من المدينة وغادروها إثر موجات الشغب والتخريب في العام 1967.
وشدد البيان على دور العرب في خدمة المدينة الذين ملأوا الفراغ الذي تركته هجرة الأعمال الصغيرة من ديترويت إبان تلك الفترة، آملاً ألا يدفع العنف العرب من الانسحاب من المدينة.
وطالب البيان بضرورة الاجتماع مع المسؤولين المعنيين للوقوف على حلول عملية ناجعة، لإعادة الأمن وتمكينه، الأمر الذي من شأنه مساعدة المدينة التي تعاني أصلا من أوضاع اقتصادية ضاغطة.
ونوه البيان إلى أهمية التواصل مع مكونات مدينة ديترويت من خلال المؤسسات والجمعيات المدينة والدينية والاجتماعية لبحث سبل مواجهة موجة العنف الجديدة المترافقة مع أزمة اقتصادية وارتفاع في نسبة البطالة.
الاجتماع مع قائد الشرطة
وعقد يوم الخميس اجتماع مطول، على جلستين بين الساعتين الرابعة والسابعة مساء، في صالة “بيبلوس”، وضم الاجتماع عددا من فعاليات الجالية وممثلي مؤسسات اجتماعية وسياسية ورجال أعمال، بحضور رئيس شرطة ديترويت وورن ايفانز ومساعده لورنس ماير.
وقدم الناطق باسم “كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن” الزميل أسامة السبلاني عرضاً للمستجدات الأخيرة في ضوء الواقع الذي تعيشه الجالية العربية على خلفية تعرض ابنائها العاملين في ديترويت لاعتداءات سطو وسرقة وقتل، ومنها الجرائم التي وقعت في الآونة الأخيرة بشكل خاص.
وأخطر السبلاني قائد الشرطة ايفانز، بأن “الجالية العربية مستعدة لجميع أنواع التعاون والتواصل مع السلطات الأمنية والفعاليات المدنية للحد من تلك الجرائم”. وناشده باتخاذ تدابير عملية لحماية الأعمال الصغيرة والعمل على مكافحة الجريمة التي لا تفرق بين أبيض وأسود، وبين عربي وغيره.
وكان من بين المقترحات التي تقدم بها السبلاني، أن يقوم قائد الشرطة بالإشراف على عقد حلقات تثقيفية لأصحاب الأعمال الصغيرة والعاملين فيها لإرشادهم إلى أفضل الطرق والوسائل التي تمكنهم من حماية أنفسهم وأعمالهم من المخاطر المحتملة.
وطالب السبلاني ايفانز بمضاعفة جهود المسؤولين والضباط والعناصر في قسم شرطة ديترويت وخاصة لجهة الاستجابة لنداءات واتصالات النجدة، مستغربا بطء استجابة الشرطة للاتصالات الهاتفية، وتأخرها بشكل ملفت للنظر عن الوصول إلى أمكنة الحوادث لفترات زمنية تصل إلى بضعة ساعات في كثير من الأحيان.
ونوه السبلاني الى ضرورة قيام الجالية العربية ببناء أفضل العلاقات مع مختلف المجتمعات التي تشكل نسيج مدينة ديترويت ومجتمع الإفريقيين الأميركيين بصورة خاصة من خلال الجمعيات والمؤسسات المدنية ذات الصلة، ومد جسور الثقة بينها على أسس الاحترام والعدالة.
وعرض رجل الأعمال شاكر عون لمبادرة تقوم بها الجالية العربية وذلك بالإعلان عن جائزة نقدية ووضعها في تصرف قسم شرطة ديترويت لتشجيع كل من لديه معلومات عن أية جريمة للتقدم بها الى الجهات المختصة، أسوة بما تقوم به جمعية “إيقاف الجريمة”، وهي مؤسسة غير ربحية تقدم جوائز نقدية بقيمة 2500 دولار لكل من يدلي بمعلومات مفيدة حول كل جريمة.
وشكر عون قائد الشرطة على تعاونه مع مؤسسة “تراي كاونتي بيزنس كوميتي” خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث أظهر ايفانز تفهما كبيرا وقام بجهود ملموسة لمساعدة أصحاب محطات الوقود التي يملكها عرب أميركيون، لجهة تحرير المخالفات بحق تلك المحطات، والتي تجاوز عددها الـ 400 مخالفة بقيمة وسطية قدرها 1500 دولار لكل مخالفة.
وأشاد عون بعلاقة ايفانز مع الجالية العربية آملا أن تستمر تلك الجهود في حماية العرب العاملين في مدينة ديترويت وحماية مصالحهم وأعمالهم من الأخطار التي تهدد أرزاقهم وحياتهم بشكل يومي.
وورن إيفانز
وأبدى قائد شرطة ديترويت وورن إيفانز قلقه من الجرائم الأخيرة ومن جميع الجرائم الأخرى، وقال “أنا لا تزعجني شكواكم، ولكن أتمنى أن تتفهموا أوضاعنا”.
وأعرب ايفانز عن خشيته من ارتفاع معدل الجريمة بكل أشكالها على خلفية الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تمر بها البلاد عموما، وديترويت خاصة، وقال: “إنني أقرأ في وسائل الإعلام بشكل يومي عن الجرائم في مدن مثل نيويورك وشيكاغو وغيرها، ولكن ذلك لا يمنعنا من القيام بواجبنا”..
وشدد ايفانز أن قسم شرطة ديترويت يبذل كل طاقاته في مستوى الإمكانات المتاحة لديه للحد من مستوى الجريمة، والقبض على المجرمين، وتحسين أداء عناصر الشرطة لجهة سرعة الاستجابة لنداءات وطلبات النجدة، علما أن قسم الشرطة يعاني من نقص كبير في أعداد العناصر المطلوبة.
وقال ايفانز أنه بالرغم من جميع الصعوبات، فإنه ومنذ توليه المنصب في قيادة الشرطة منذ 9 أشهر ارتفعت نسبة الكشف عن الجرائم من 29 بالمئة الى 65 بالمئة، كما تم تحقيق تقدم كبير في تقليص فترة الاستجابة.
وأضاف ايفانز “اعترف بأنه لدينا الكثير من المشاكل، فنحن ليس لدينا الإمكانيات الكافية، ولذلك أطلب مساعدتكم، فبدون تضافر جميع الجهود ومن جميع الأطراف، لا يمكننا تحقيق المستوى المطلوب والمرضي من الأمن”.
ولفت إيفانز الانتباه الى شكاوى المواطنين واستيائهم مما يعتبرونه تقاعسا وتلكؤا في أداء عناصر الشرطة، إنما مرده الى كثافة الاتصالات الهاتفية الطالبة للنجدة والاستغاثة. وقال إيفانز “إننا نستجيب لتلك النداءات حسب الأهمية والإلحاح، والأولوية للاتصالات ذات العلاقة بالجرائم، وبسبب كثرة الجرائم والتزام الشرطة بالتواجد في تلك الأماكن، يصبح من الصعب الاستجابة للنداءات الأخرى، بالسرعة التي نطمح اليها”.
وأكد إيفانز “إننا سنقوم بحلول عملية، وسوف أقوم بتعيين رقم هاتفي خاص في قسم الشرطة، بإشراف عناصر معينة، وسوف نضع ذلك الرقم في حوزة أصحاب المصالح التجارية والعاملين فيها، ليتصلوا بالشرطة عن طريق ذلك الرقم، ففي هذه الحال يمكننا تحديد المسؤوليات بدقة”.
ونوه ايفانز: “إن هذا الإجراء من شأنه أن يساعدنا في تحديد مسؤوليات التقاعس في حال حصولها، لأن الاستغاثات تصلنا عن طريق رقم النجدة 911، ولا نعرف بالضبط من يتلقى تلك المكالمة أو من يجيب عليها، وكم من الوقت تأخذ حتى يتم تحويلها الينا”.
وأبدى ايفانز استعداده عن مساعدة العاملين من خلال دورات تثقيفية ليتعلموا حماية أنفسهم والطرق المثلى للتصرف في حال تعرضهم للخطر، وطالب ايفانز “أصحاب الأعمال الصغيرة بضرورة تركيب كاميرات مراقبة ذات تقنية متطورة قادرة على التقاط صور بدقة أعلى فهذا من شأنه أن يساعد”.
حضور لذوي الفقيد عادل قبيسي
وكان حاضرا في الاجتماع وسام قبيسي ابن الفقيد عادل قبيسي الذي قضى بحادث إطلاق نار في ديترويت، وابن اخته هيثم رحال. وأعرب كل من قبيسي ورحال عن أسفهما وتعازيهما لأهالي جميع الضحايا. واشتكى قبيسي من صعوبة الاتصال مع المكلفين بمتابعة قضية والده وعدم الرد على اتصالاته، ومستفسرا عن آخر نتائج التحقيق في قضية والده التي تحتوي على الكثير من العوامل المساعدة التي يمكن الاستفادة منها في كشف الجاني، على نحو ما يظهره شريط الفيديو المسجل الذي بث عبر الوسائل الإعلامية.
وفي الرد عن تلك الاستفسارات، قال ايفانز “انه سيتابع الموضوع”. واضاف “نحن الذين زودنا وسائل الإعلام بذلك الشريط ليشاهده الناس وليقوموا بالإدلاء بشهادتهم أو بتقديم أية معلومات تتصل بتلك الواقعة”.
وقال ماير مساعد قائد الشرطة “إن المسؤولين في قسم الشرطة قاموا بمشاهدة شريط الفيديو مرات ومرات، وقاموا باستدعاء خبراء ومحللين مختصين لدراسة كل التفاصيل بغية الحصول على أية معلومات أو أدلة يكون من شأنها المساعدة في التحقيق والوصول الى القاتل”.
وأضاف ماير: “أيضا نستعين بتقنيين ومخابر لتحسين تظهير صورة القاتل، وجميع الذين كانوا في مسرح الجريمة بما في ذلك السيارات لجهة موديلاتها وأرقام لوحاتها”.
وعلق إيفانز “في حال الحاجة فإننا قد نطلب مساعدة مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) من أجل المساعدة واستقصاء كل الشواهد والأدلة”.
وأعلن إيفانز عن استعداده لتلبية رغبة أبناء الجالية في إقامة مؤتمر صحفي، تدعى إليه جميع الإعلام، في المحطة التي قتل فيها قيبسي للإعلان عن الجائزة النقدية التي ستقدمها الجالية، في إشارة رمزية على تضامن الجالية مع ضحايا الجرائم وتعاونهم مع السلطات الأمنية لتحقيق مستوى أفضل من الأمن يساعد على خدمة مدينة ديترويت.
وقال ايفانز أنه سيقوم بتعيين ضابط ارتباط لتأمين التواصل المستمر بين قسم شرطة ديترويت والجالية العربية وستكون مهمته متابعة جميع التطورات والقضايا المتعلقة بمصالح الجالية العربية.
وبعد مغادرة قائد الشرطة تداعى أبناء الجالية إلى جمع الأموال ليتم تقديمها كجائزة. وكان الاهتمام أن يكون مقدار حجم الجائزة لائقا بحجم الجالية ودورها، ويعكس مدى تضامنها وتأثرها بارتفاع موجة العنف والاعتداءات.
وأسفرت التبرعات عن جمع مبلغ 25 ألف دولار.
وفي كلمة لـ”صدى الوطن” قال هيثم ابن الفقيد عادل قبيسي: “إنه متفائل بسير الأمور، خاصة وأن شريط الفيديو يحتوي على الكثير من التفاصيل والإشارات التي ستساعد على كشف هذه الجريمة البشعة”.
واضاف قيبسي “لقد كان والدي رجلا طيبا، ولم يؤذ أحدا في حياته، وكان حريصا على مساعدة الآخرين”.
وشكر كل من قبيسي ورحال الجالية وفعالياتها ونشطاءها على ما قاموا به، وأجمعا على أن ذلك “يشكل الكثير من العزاء لعائلتنا”.
وختم قبيسي “إننا حزينون على رحيل والدي، وفي نفس الوقت نحن فخورون بما قامت به الجالية”.
Leave a Reply