قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن قوات الأمن العراقية التي اشتهرت بكونها وكرا لفرق الموت، وبكون العديد من أفرادها يفرون من ساحة المعركة، برهنت من خلال الانتخابات الأخيرة على أنها غدت مؤهلة للاضطلاع بمهامها، بعد تمكنها دون مساعدة أميركية تذكر من تأمين البلاد خلال عملية التصويت. لكن بعد انتهاء التصويت وعودة الجنود إلى ثكناتهم لم تعد المشكلة هي سد الثغرات الأمنية المتبقية فحسب, وإنما أيضا تحديد الولاء في فترة لم تتضح أبعادها بعد. فبعد شهر من إجراء الانتخابات, لم تشكل حتى الآن حكومة جديدة ولم يتضح بعد من هو القائد الحقيقي الذي يمكن للقوات المسلحة أن تربط نفسها به, والأهم من ذلك أن البلاد لا تعرف سوابق كثيرة في الانتقال السلمي للسلطة. ويقول المحلل السياسي والإستراتيجي أنتوني كوردسمان إن “المشكلة تكمن في الصراع على تشكيل حكومة جديدة”، وما يواجه قوات الأمن العراقية هو “لمن يكون ولاؤها، لرئيس الوزراء أم للدستور؟”. وقد أصبحت الإجابة على مثل هذه الأسئلة أكثر إلحاحا بعد موجة العنف التي عصفت بالعراق في الفترة الأخيرة، والتي شملت الألغام الأرضية والسيارات المفخخة، وقتل عائلات برمتها، الأمر الذي يذكر بأسوأ أيام التمرد والعنف الطائفي في العراق. ومن بين ضباط الجيش العراقي من يرى أن قوات الأمن العراقية ليست مؤهلة بما فيه الكفاية للتصدي لمتطلبات المرحلة الانتقالية دون مساعدة من القوات الأجنبية. وهذا ما عبر عنه الضابط بالجيش العراقي الملازم أحمد عبود في بغداد إذ يقول “نحتاج مساعدة قوات التحالف والقوات الأميركية خاصة في الأيام القادمة، فنحن نخشى أن تواجه قواتنا مشاكل ولاء داخلية”. وعلى كل حال فإن المقدم الأميركي جيم ماكسويل -وهو من اللواء الأول فرقة المشاة الثالثة بالعراق- يقول وهو يتحدث عن زملائه العراقيين إنهم “جد حذرين، فهذه أول مرة يعيشون فيها انتقالا سلميا ناجحا للسلطة، وهذا أمر لم يروه أبدا”.
Leave a Reply