تساءل الكاتب الأميركي ديفيد جيبسون عما إذا كان البابا بنديكت السادس عشر مستاء ومتعكر المزاج بالفعل إزاء الفضائح الجنسية المتعلقة بتحرش أساقفة من الكنيسية الكاثوليكية بالأطفال والقصر؟ وقال إن ثمة أقاويل مختلفة بشأن تلك الأفعال. وأضاف جيبسون، وهو مؤلف كتاب “دور بنديكت” الذي يناقش فيه دور البابا الحالي ومعركته مع العالم الحديث، أن البابا احتفل بالذكرى الخامسة لانتخابه وهو محاط بتقارير سيئة ومدمرة لسمعة الكنيسة بشأن الفضائح الجنسية وبشأن دوره شخصيا في الأزمة. ومضى الكاتب في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إلى أن هناك أقاويل متعددة بشأن تلك الفضائح تتمثل في كون البابا نفسه متورط في التستر عليها، مشيرا إلى أن البابا قبل أن يغير اسمه القديم وهو جوزيف راتزينغر إلى بنديكت السادس عشر كان يعمل برتبة كاردينال ويرأس مكتب الإرشاد في الكنيسة الكاثوليكية, وأنه رفض دعوات لعزل قس كاثوليكي أميركي من منصبه رغم ثبوت تحرشه الجنسي بأطفال. وبينما ألقى البابا باللائمة على وسائل الإعلام بدعوى تضخيمها أخبار الفضائح الجنسية للكنيسة، تحرك بشكل أكثر حزما لمعاقبة المذنبين من القساوسة بالمقارنة مع الدور الذي قام به البابا السابق بولص الثاني إزاء تلك الفضائح. ويرى بعض المدافعين عن الكنيسة الكاثوليكية أن اللوم إزاء الفضائح الجنسية يقع على بعض القساوسة الشاذين جنسيا وأنهم المسؤولون عن معظم تلك الجرائم، في ظل كون أكثر من 80 بالمئة من الضحايا من الأطفال والقصر الذكور. وأشار وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال تارسيسيو بيرتوني الأربعاء الماضي إلى القساوسة الشاذين، مما يذكر بقرار الفاتيكان عام 2005 بحظر تعيينهم في المعاهد اللاهوتية حيث يتواجد الصغار. ويدحض الكاتب مقولة كون القساوسة الشاذين هم السبب في الفضائح، ويقول إن معظم الشاذين يرغبون في التحرش بكبار الذكور وليس بالأطفال، وإن معظم الجناة تحرشوا بأطفال من الجنسين. وبينما يرى بعض المنتقدين أن الفضائح الجنسية منتشرة في أروقة الكنيسة الكاثوليكية بنسبة أكبر منها في المؤسسات الدينية المسيحية الأخرى، يقول الكاتب إن 4 بالمئة فقط من القساوسة اقترفوا جرائم جنسية ضد الصغار في الفترة بين عامي 1950 و2002. وأشار إلى أن تحقيقات شاملة أجرتها وكالة أسوشيتد برس للأنباء عام 2007 كشفت أن التحرش الجنسي بالأطفال في المدارس الأميركية منتشر بشكل كبير، وأن معظمها يتم التستر عليه ولا يتم الإبلاغ عنه أو معاقبة المذنبين. ومضى يقول إن الكنيسة الكاثوليكية لا تختلف عن غيرها من المؤسسات الدينية الأخرى بشأن جرائم التحرش الجنسي بالأطفال. وأما بشأن اتهامات أنصار البابا للصحافة ووسائل الإعلام بأنها متحيزة ضد الكنيسة الكاثوليكية وأنها ضخمت أنباء الفضائح الجنسية، فيرى جيبسون أن الحقيقة هي العكس تماما. وأوضح الكاتب أن الصحافة ووسائل الإعلام تحركت بمنطقية وخدمت البابا والكنيسة الكاثوليكية بأن بينت لهم العيوب التي تدور في أروقة الكنيسة في ظل كون البابا يقود العالم المسيحي، وأن عدد المسيحيين الكاثوليك يزيد عن 1.1 مليار إنسان على وجه الأرض، وأن عددهم في الولايات المتحدة يقترب من 65 مليونا.
Leave a Reply