المشاركون ابدوا احتجاجهم على ممارسات الحكومة الفدرالية “الفاشية”
واشنطن – خاص “صدى الوطن”
احتشد الإثنين الماضي اكثر من الفين من المدافعين عن حقوق المواطنين في حمل السلاح,في العاصمة الاميركية بالقرب من النصب التذكاري لأول رئيس أميركي جورج واشنطن، وأخذوا يرددون هتافات تندد باجراءات الحكومة الفدرالية في التعدي على هذه الحقوق، وكانوا يحملون مكبرات صوت ويافطات كتب عليها “لا تهدروا حقوقنا”.
وقال بروس جاكسون القادم من ولاية فرجينيا ضمن ثلاث حافلات أتت من هناك للمشاركة في التظاهرة “اعتقد انه من المناسب اخبار الحكومة باهمية التعديل الثاني في الدستور”.
وتأتي هذه التظاهرة التي يطلق عليها “مسيرة التعديل الثاني” احتفاء بذكرى اطلاق الرصاصات الأولى في حرب التحرير في كل من مدينتي ليكسينغتون وكونكورد في 19 نيسان (ابريل) 1775، والتي جاءت متزامنة مع الذكرى 15 لتفجيرات أوكلاهوما التي كان نفذها عنصر ميليشيا اسمه تيموثي ماكفي، حيث رفعت على مسافة قريبة من النصب التذكاري للمجزرة أعلام اميركية.
وكان متحدثون القوا خطابات في الجموع المحتشدة على بعد ميل من البيت الابيض، نبهوا فيها الى أن حقوقهم يتم انتهاكها ولا بد من الدفاع عنها عبر صناديق الاقتراع. وقال لاري برات وهو رئيس جماعة “أصحاب السلاح في اميركا” ومقرها مدينة سبرينغفيلد (عاصمة إلينوي) “اننا في حرب (مع الحكومة)، والجهة الأخرى تعرف انها في حرب لانها هي البادئة”، واضاف “انهم يعتدون على حريتنا ومالنا واطفالنا وممتلكاتنا، لقد أتوا على كل شيء لانهم حفنة من الاشتراكيين والفاشيين”.
ولم يحمل المشاركون في هذه التظاهرة أسلحة ملقمة، لأن قانون مقاطعة كولومبيا عُدّل مؤخراً ليمنع ذلك، ولكن في نفس الوقت وفي مقاطعة آرلنغتون على طول شاطيء نهر بوتوماك في ولاية فيرجينيا نُظمت مسيرة أخرى بعدد أقل من الناشطين حملوا فيها اسلحتهم الملقمة بالذخائر وهتفوا ضد حظر حمل السلاح في مقاطعة كولومبيا التي تقع فيها العاصمة.
وبالعودة الى تظاهرة واشنطن، قال أحد المتظاهرين ويدعى تيريل برود انه يشعر كما لو انه عار من ملابسه، وكان قبل ذلك معتاداً على حمل مسدس من طراز “ماغنوم 357”، فيما رفع آخرون اعلاما عليها صور اسلحة، وعبارات تقول “تعالوا وخذوها” و”انتم منافقون لا تستطيعون حماية عائلتي”، وكان بعض المشاركين في التظاهرة ارتدوا قمصانا لبعض الميليشيات، كما حضر المسيرة نجوم سينما من منطقة ريتشموند قاموا بالقاء خطابات في الجماهير المحتشدة.
رئيس رابطة الدفاع لمواطني فرجينيا فيليب فان قال انه لأمر غير مريح ان تكون في مكان مثل واشنطن ولا تحمل سلاحا، وكانت كلمته في المسيرة لاقت استحسان الحضور وتصفيقهم حين طلب الغاء قانون سن مؤخرا في فيرجينيا يمنع حمل السلاح داخل المطاعم والحانات.
فيما قالت باربرا وزوجها انهما ضد تحديد المناطق المسموح فيها بحمل السلاح “السلاح يمكن ان يحمي حياتك”، وضربت باربرا مثالا على ذلك مجمعات الاسواق التجارية المحظور حمل السلاح فيها، وقالت “ان هاجمك أحد هناك يمكنك لو كان معك سلاح ان تشهره في وجهه وتوقفه عند حده”.
المنظمون للمسيرة اعربوا عن خيبة أملهم لقلة عدد المشاركين، لكنهم ابتهجوا بمدى الحماسة التي أبداها المشاركون. وقال سكيب كوريل وهو مؤسس منظمة “مسيرة التعديل الثاني”، ومقرها ميشيغن، “هؤلاء الناس سيرجعون الى منازلهم وهم مندهشون، سيطالبون بحقوقهم داخل ولاياتهم”، وقال “انت تفعل هذا على مستوى محلي وسرعان ما يتطور الأمر ليصل الى مستوى فدرالي”.
مسيرة آرلنغتون: لاتهدروا حقوقنا
آرلنغتون – تظاهر عشرات من المدافعين عن حقوق حمل السلاح في مقاطعة آرلنغتون في ولاية فرجينيا يوم الاثنين الماضي، ووصلوا الى اقرب نقطة من حدود العاصمة واشنطن وهم يمتشقون اسلحة ملقمة بالذخائر، أرادوا توصيل رسالة مفادها: لا تهدروا حقوقنا.
وكان هؤلاء نظموا مسيرتهم الاحتجاجية على ارض منتزه وطني حيث قال المنظمون انها المرة الاولى التي يجري فيها تنظيم مسيرة مسلحة في منتزه وطني.
وقال دانيال ألموند أحد منظمي مسيرة فيرجينيا تحت شعار “استعيدوا الدستور” أن هدفه من وراء المسيرة كان “جمع الناس في مكان نستطيع فيه ممارسة حقوقنا”، واشار بيده الى واشنطن قائلا “هناك تم اختراق الدستور وبذلك لم يعد بامكاننا حمل السلاح”.
ومن بين المتحدثين في مسيرة فرجينيا مايك فاندربوغ، الذي انصبت عليه في الآونة الاخيرة موجة هجمات في اعقاب دعوته المواطنين الى القاء الحجارة على نوافذ مقرات الحزب الديمقراطي في ارجاء اميركا وتحطيمها حيث هوجمت عدة مقرات للحزب ومن بينها مقر في ميشيغن.
وقال فاندربوغ ان دعوته تلك تشير الى ان النوافذ المحطمة سبيل للفت نظر المواطنين الى ان “الحكومة الفدرالية آخذة في السيطرة على مناحي حياتنا”.
وكان فاندربوغ قال في احدى مقابلاته انه يبرر استخدام العنف المسلح ضد الحكومة الفدرالية فقط حين يرسلون اشخاصا الى منازلنا ليقتلونا، لكنه اعتبر ان القاء الشرطة الفدرالية القبض على احد منا يعد بمثابة حكم بالاعدام يجب مقاومته، ضاربا على ذلك مثلا في حالة رفض البعض شراء بوليصة تأمين صحية وفق قانون نظام الرعاية الصحية الجديد، حينها سيعرض الشخص نفسه للاعتقال وقد يؤدي ذلك الى ردود فعل عنيفة.
واضاف “حين أعلم أنني لن اتلقى محاكمة عادلة في محكمة فدرالية، فأنا ساعتها يكون لدي الحق في الدفاع واستخدام سلاحي الناري”.
وكانت المسيرة انطلقت من منتزه “فورت هانت بارك”، مرورا بـ “غرافلي بوينت” في آرلنغتون بالقرب من مطار ريغان الوطني الى الجنوب من العاصمة واشنطن.
أحد المشاركين في التظاهرة ويدعى كين غارفين من بنسلفانيا قال انها المرة الاولى التي يشارك فيها بتظاهرة كهذه والسبب ان الحكومة الفدرالية فلت عقالها. واضاف “انا لا اكره اليساريين، سؤالي هو من اين هؤلاء جاءوا؟”. فيما اعتبر متظاهر قدم من ولاية ماريلاند ان الناس هنا لا ينوون الزحف الى واشنطن وانما جاؤوا كونهم سئموا من ممارسات الحكومة.
Leave a Reply