كتب ارنستو لوندونو تقريراً نشرته صحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان “السفير الأميركي: لابد وأن يتحرك العراق في سرعة لتشكيل الحكومة الجديدة”، نقل فيه تصريح السفير الأميركي في بغداد كريستوفر هيل باهتمامه بمدى بطء المسؤولين العراقيين في اختيار الحكومة الجديدة. اذ يرى المسؤولون الأميركيون أن تشكيل الحكومة الجديدة والانتقال السلس للسلطة مؤشرات هامة للانسحاب الأميركي المقرر نهاية آب (أغسطس) القادم. ويوضح التقرير أن تصريحات السفير هيل تعكس مدى القلق الأميركي المتزايد حول العملية التي تعطلت بسبب عدة عوامل، منها تقارب النتائج بين المتنافسين والاحصاء اليدوي لأكثر من مليوني صوت انتخابي في بغداد والمحاولات المستمرة لتجريد مرشحين فائزين من الأصوات بدعوى تعاطفهم مع حزب البعث المحظور. حيث لفت السفير هيل في تصريحاته للصحفيين بالسفارة الأميركية الى مرور سبعة أسابيع منذ التصويت، لم يتم خلالها احراز أي تقدم بشأن الحكومة الجديدة. وأضاف السفير هيل قائلاً “انها انتخابات مغلقة تسببت في توتر كبير وتحديات ضخمة أمام ديمقراطية العراق الوليدة”، وان النظام القضائي المكلف بالفصل في بعض النزاعات لا يزال يفتقر الى الحصانة المطلوبة. ويشير التقرير الى أن أكبر تحالفين فائزين، تحالف رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وتحالف رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، يصران على حدوث تجاوزات أثرت على نتيجة الانتخابات، ولهذا طالب المالكي باعادة احصاء الأصوات. بينما يؤكد علاوي أن منافسيه الشيعة استغلوا، بموافقة المالكي، سلطتهم في اللجنة المنوطة باجتثاث البعثيين، وذلك لاضعاف تحالفه. جدير بالذكر أن تشكيل الحكومة العراقية في أعقاب انتخابات 2005 استغرق ستة أشهر تقريباً. غير أن شعور السنة بتهميشهم حينها كان سبباً في اندلاع الحرب الطائفية بين السنة والشيعة في 2006 و2007، وهو ما يثير المخاوف من تكرار الموقف هذا العام، لاسيما اذا لم يشكل علاوي الذي انتخبه السنة الحكومة الجديدة. الا أن المسؤولين الأميركيين والعراقيين يستبعدون اندلاع العنف السياسي مثل عام 2006 لأن النزاعات السياسية هذا العام تتسم بالشكل السلمي واللجوء الى القانون لحلها، كما أن قوات الأمن العراقية الآن أكثر قوة وأقل تأثراً بالسياسة عن ذي قبل، وان كان طول فترة الشلل الحكومي يثير احتمالات تولد العنف.
Leave a Reply