لقاء شعبي في ديترويت حول ظاهرة العنف الشبيبي
ديترويت – خاص “صدى الوطن”
عقدت الرابطة الأميركية للمحاماة حول العدالة العنصرية والاثنية لقاء شعبيا في “مجمع يوثفيل ديترويت” يوم الاثنين الماضي، دعت اليه قيادات وفعاليات شعبية وحكومية متنوعة لبحث سبل الحد من ظاهرة العنف الشبابي، المتفشي بصورة خاصة في صفوف المراهقين.
وكان المتحدث الرئيس في اللقاء الذي عقد تحت عنوان “اوقفوا عنف المراهقين.. حان وقت العمل” رئيس بلدية ديترويت الأسبق دنيس آرتشر.
وشاركت في اللقاء كل من منى مكي وجوانا لادقي عن المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية (أكسس) وشملت مواضيع البحث قضايا التعليم وتربية الأطفال والتوجيه والانخراط الحكومي في مكافحة مشكلة العنف الشبابي. وتم خلال النقاش طرح مجموعة من وجهات النظر حول سبل معالجة هذه المشكلة.
وتركز الطرح الأساسي في اللقاء حول الأهمية البالغة لمسألتي التواصل والتعاون لأجل تحقيق تقدم في الحد من ظاهرة العنف لدى المراهقين، خصوصا على ضوء التحديات والصعوبات الاقتصادية الراهنة.
وقال الدكتور غريغوري برنس من “منظمة المسالك الى الجامعة” التي تقدم لطلاب الثانويات المساعدات والتوجيهات للدخول الى الجامعة “إننا كمنظمات نحتاج الى ايجاد طريقة للتعاون بعضنا مع البعض الآخر عوضا عن التنافس” أضاف “علينا أن نعتمد مبدأ التعاون بحيث نتجنب الوصول الى تبديد الأموال” وأبدت ممثلتا “أكسس” اللادقي ومكي استعداد المركز العربي للعمل والتعاون مع المجموعات الأخرى العاملة في ميدان مكافحة العنف الشبابي. ولفتت مكي الى مشكلة ممارسة الاستفزاز والتعدي من الطلاب على بعض أقرانهم وما ينجم عنها من ردات فعل عنيفة أحيانا. وشددت على الحاجة الى تعلم وسائل التعبير عن الانفعال بدون اللجوء الى العنف.
وأوضحت أن الاحصائيات تشير الى أن معالجة السلوك العنفي تكون أيسر في المراحل الأولى منه.
وقالت لادقي ان مشكلة التسلط والاستفزاز بين طلبة المدارس سواء بصورة شخصية أو عبر الوسائل الالكترونية ينجم عنها تداعيات كارثية ويتحتم وضع حد لها لأنها تقود الى أوضاع يعتقد معها الأطفال أن العنف هو وسيلتهم الوحيدة لحل مشاكلهم.
وقالت ريتا كلارك الناطقة باسم “مؤسسة يوثفيل ديترويت” التي تقع على مساحة 750 ألف قدم مربع إن مؤسسات من هذا النوع لتعليم الصغار يمكنها أن تكون جزءا كبيرا من حل مشكلة عنف الشبيبة، من خلال بناء مهارات حياتية لتطوير مدينة ديترويت. اضافت “إن هدفنا هو بناء أرصدة والعمل على إيجاد شريحة من الشبيبة بامكانهم مساعدتنا على تحقيق تقدم مضطرد”.
ويفتح المركز من بعد أوقات الدوام المدرسي ولغاية 8 مساء خلال فصول الربيع والشتاء والخريف، ومن 9 صباحا حتى 5 عصرا في خلال فصل الصيف ويهدف الى توفير أنشطة ايجابية وتعبئة فراغ الأطفال ودعمهم للبقاء بعيدين عن المشاكل وحضهم على الابتعاد عن العنف وباقي أنواع السلوكيات المدمرة.
وتشتمل البرامج على صفوف لتعليم الشعر والخطابة والموسيقى والانتاج التلفزيوني ووسائل انتاج الموضة وعروض الأزياء والتمثيل والعمل التطوعي، الى جانب المساندة في عملية التعلم، وتدريب القوى العاملة والخدمات الوقائية.
وأضافت كلارك “نحن نعتمد المقاربة الفردية التي تراعي خصوصيات الطلبة من خلال العمل معهم والتحدث اليهم، والأكثر أهمية من خلال احتضانهم، ونعبر لهم عن توقعات عالية في أدائهم لزيادة تشجيعهم”.
ورأت كلاك أن توفير الدعم للطلبة هو العنصر الأساس في هذه العملية. وأوضحت أن حقيقة كون الولايات المتحدة مصنفة حاليا كأول دولة من حيث ارتفاع معدلات جرائم الشبيبة من بين الدول الـ 26 الأكثر غنى في العالم، فان منظمات مثل منظمة “يوثفيل ديترويت” والمركز العربي (أكسس) ومنظمات أخرى تستمر في لعب دور هام في الحد من ظاهرة العنف لدى الشبيبة.
والى جانب المنظمات المشاركة يبرز دور رجل الأعمال اللبناني الأميركي رئيس جمعية أصحاب الأعمال الصغيرة في ميشيغن إد ديب، والمجلس العربي الأميركي والكلداني (أي سي سي) في مدينة ديترويت اللذين قدما نموذجا عن روح التعاون التعامل في جهود مكافحة عنف الشبيبة.
ويمتلك المجلس العربي الأميركي والكلداني خبرة متخصصة في جهود البناء المجتمعي في مدينة ديترويت، للعرب الأميركيين ولغيرهم، من خلال خدمات التدريب والارشاد، علما أن رجل الأعمال ديب هو المؤسس لمشروع “يوم شبيبة مترو ديترويت” الذائع الصيت، والذي سيعقد مهرجانه السنوي الـ 28 هذا العام، في الرابع عشر من تموز في منتزه بيل آيل في مدينة ديترويت.
وفي العام الماضي شهد المهرجان تجمعا لـ 35 ألف طفل بين أعمار 8 سنوات و15 سنة تخلله تقديم الطعام والترفيه والتثقيف حول سلوك الوحدة والتفاهم في مناطق سكنهم.
وفيما يخشى البعض استمرار تنامي مشكلة العنف لدى الشبيبة بسبب الأوضاع الاقتصادية الحرجة، التي تواجهها العديد من العائلات على المستوى المحلي فان جهودهم بالتضافر مع مجموعات وقيادات أخرى تبقى مسألة حيوية. وعلقت كلارك بالقول: “طالما لدينا أطفال مهتمون بالتعلم فهنالك فرصة لإحداث تغيير ونحن هنا اليوم لهذه الغاية”.
Leave a Reply