أناربر – خاص “صدى الوطن”
ألقى الرئيس الاميركي باراك اوباما كلمة في حفل تخرج دفعة من طلبة جامعة ميشيغن-أناربر الاسبوع الماضي ردّ فيها على موجة إنتقادات عنيفة تسري في الولايات المتحدة، على الطريقة التي يدير بها الامور في واشنطن والتي صورت ادارته “كما لو انها حكومة قمعية”.
وتشكل مشاركة أوباما في حفل آناربر زيارته الأولى لولاية ميشيغن منذ توليه الرئاسة مطلع العام الماضي.
وقال أوباما في حشد حضره اكثر من ثمانين الف شخص تجمعوا في “ميشيغن ستاديوم” لسماع خطاب الرئيس “لا يمكننا التوقع بحل مشاكلنا عن طريق تمزيق بعضنا إربا”، في إشارة الى منتقدي سياساته وطالب بمزيد من التفاعل المدني في عملية صنع السياسة الاميركية، برغم ان التاريخ-بحسب رأيه- “علّمنا بان العمل السياسي لم يكن يوما يحظى بالاجلال، حتى في زمن التحولات الكبرى”. واضاف “برغم مايعتري ديمقراطيتنا من شوائب. إلا انها أثبتت انها الافضل في اشكال الحكم على وجه الكرة الارضية”، وطرح اوباما على دفعة الخريجين سؤالا فيه نوع من التحدي قال: كيف لكم أن تحافظوا على استمرار ديمقراطيتنا؟
وكان أوباما بدت عليه علامات الارتياح وهو يلقي كلمته، وهو ثالث رئيس اميركي يجلس على هذا المنبر، تحدث في السياسة وكيف ان الولايات المتحدة تخطت دوما تحدياتها الكبرى، برغم الصخب والمهاترات السياسية. وقال “هناك أشياء لا يسعنا إلا ان نفعلها معا، وهي أن نتقدم ركب الحضارة في جميع الأوقات”.
وقال اوباما انه سعيد بزيارته الى ميشيغن واشار الى ان صخب السياسة في واشنطن يمكن أن يطمس صوت الاميركيين المعبر عن همومهم اليومية، وقال انه لذلك يطلع يوميا على عشرة رسائل من الاميركين اكثر من ثلثها تصفه بـ”المخبول”، ولكنني بذلك أطلع على نماذج من رأي الناس.
وكان اوباما اثناء الزيارة منحته “جامعة ميشيغن” شهادة دكتوراة فخرية في القانون، واستقتبلته على المنصة حاكمة الولاية جينفر غرانهولم ليجلس بينها وبين رئيسة الجامعة ماري سو كولمان، قبيل القاء كلمته.
وقالت كولمان في كلمتها مخاطبة الرئيس، ان آلافاً من طلاب ميشيغن نزلوا الى الشوارع للاحتفاء بفوزه حين انتخب رئيسا للولايات المتحدة.
ومن ناحيتها اشادت غرانهولم بمبادارات اوباما السياسية والاقتصادية تجاه ميشيغن، مشيرة الى منحة بـ1,35 مليار دولار قدمتها وزارة الطاقة الاميركية للولاية لدعم قطاع تكنولوجيا انتاج بطاريات كهربائية للسيارات، اضافة الى برنامج الرئيس لدعم شركات صناعة السيارات الاميركي “جنرال موتورز” و”فورد” و”كرايسلر” حيث امكن لهذه الشركات التطلع لمستقبل مشرق، بعد ان كادت تنهار أمام عاصفة أزمات مالية كانت تمر بها.
وشهدت مدينة آناربر بعض التجمعات المناوئة لسياسات أوباما إضافة الى عشرات الالاف الذين حضروا لرؤيته. ومن بين ثمانين الفا حضروا لسماع كلمته قالت اليت لي (22 عاما) من مدينة تروي “لقد رفع الرئيس معنوياتنا، واعطى حضوره لحفل التخريج رونقا، وهو تحدث الى الخريجين مباشرة والى الامة بكاملها.. كادت دموعي تفر من عيني”، في حين اعتبر مايك جونز (49 عاما) من ماونت موريس كلمة اوباما بانها كانت عادية، وقال “كلمته لم تكن هي الافضل، فقد سمعت له خطابات أفضل من قبل، ولكنني كنت اتوق لمشاهدته عن قرب”.
وكان اوباما حظي باستقبال حار ساعة وصوله الى مطار ديترويت، حيث كان في استقباله السيناتور دوبي ستابنياو (ديمقراطية) ورئيس بلدية ديترويت ديف بينغ، وما ان وصل الى جامعة ميشيغن حتى استقبله مجلس الأمناء والادارة فيها ليباشر بسؤال عضوة مجلس الأمناء دنيس لينش عن حال فريق “ديترويت ريد وينغز” وهو المعروف عنه بتشجيعه له.
وأثار وصول أوباما بطائرة هليوكوبتر تحرسها طائرة اخرى تابعة لسلاح المارينز”، حماسة الجماهير المحتشدة في “ميشيغن ستاديوم”، وما ان انفض الاحتفال ظهرا (الأحد الماضي) حتى غادر الرئيس متوجها الى مطار ديترويت، حيث كان في وداعه محافظ مقاطعة وين روبرت فيكانو، لينطلق بطائرة تابعة لسلاح الجو الاميركي عائدا الى واشنطن.
Leave a Reply