نيويورك – خاص “صدى الوطن”
بدأت مطلع الشهر الجاري رئاسة لبنان لمجلس الأمن الدولي حيث ألقى المندوب اللبناني السفير نواف سلام باسم المجموعة العربية في الأمم المتحدة كلمة تمحورت حول نزع السلاح النووي ومعاهدة الحد من انتشاره.
وقال سلام “تذكّر الدول العربية المجتمع الدولي بأن قرار الشرق الأوسط الصادر عن مؤتمر الأطراف لمراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 1993، يشكل أحد نتائج المؤتمر، ويعتبر الركيزة الأساسية التي جرى على اساسها قبول تمديد المعاهدة الى أجل غير مسمى”. وأعرب سلام عن قلق الدول العربية البالغ من عدم تنفيذ القرار الذي مضى على اصداره خمسة عشر عاما، وتعتبر المجموعة هذا الأمر يخل بمصداقية المعاهدة.
وأضاف سلام “تؤكد الدول العربية ان استمرار اسرائيل باصرارها على رفض الانضمام الى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتحديها للقرارات الدولية ذات الصلة، يشكل تهديدا لأمن واستقرار الدول العربية التي أصبحت جميعها أطرافا في المعاهدة ويشكك في قدرة المعاهدة على تحقيق الأمن، وهذا ما قد يدفع الدول العربية مستقبلا الى اعادة النظر في منهجيتها تجاه هذه المسألة”.
وتابع المندوب اللبناني “لقد أثبتت تجارب السنوات الماضية مدى التزام كافة الدول العربية بمعاهدة عدم الانتشار وباتفاقات الضمانات الشاملة التي وقعتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولذا تأسف المجموعة العربية للكلام الذي ورد على لسان المدير العام للوكالة بحق سوريا والذي قد يصار تفسيره على أنه اتهام لها بالتنكر لالتزاماتها القانونية بموجب معاهدة عدم الانتشار واتفاقية الضمانات الشاملة التي وقعتها مع الوكالة ونفذت التزاماتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولديها اتفاق ضمانات شاملة منذ العام 1992، علما أن الموضوعية كانت تفترض الاشارة الى خطورة رفض اسرائيل الانضمام الى معاهدة عدم الانتشار عام 1968”.
وكان لافتاً تكرار هذه النقطة التي وردت في خطاب سلام في كلمة المندوب السوري في الامم المتحدة مما يدل بوضوح على دور دمشق في إدراجها في كلمة المجموعة العربية.
وقد طالبت المجموعة العربية بالضغط على اسرائيل للانضمام دون ابطاء الى معاهدة عدم الانتشار النووي كطرف غير نووي واخضاع كافة منشآتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقا لعالمية المعاهدة. وطالبت المجموعة العربية الوكالة الدولية للطاقة بضرورة تنفيذ قراراتها ذات الصلة ومنها قرار القدرات النووية الاسرائيلية الصادر في ايلول 2008.
متكي
وفي سياق آخر، القى وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الأربعاء الماضي محاضرة مغلقة أمام أعضاء منظمة دول عدم الانحياز برئاسة مصر (استلمت مصر الرئاسة مطلع العام الماضي) قدم فيها مطالعة شاملة جامعة لما أنجزته ايران مع وكالة الطاقة الذرية منذ بدء مفاوضاتها واستعرض بشكل مفصل مراحل تلك المفاوضات وما جرى خلالها. وقال متكي، حسب مصادر عربية خاصة لـ”صدى الوطن” “إن دراسة معاهدة عدم الانتشار واحدة من أبرز الاهتمامات والمشاغل لدى الدول الأعضاء منذ سنوات كثيرة، فان الدول المسماة بالأعضاء المؤسسين لهذه المنظمة كانوا يفكرون بقلوبهم وبعقولهم”. وأضاف “إن كل الدعائم لهذه المعاهدة ستعكس الهدف منها المتمثل في تفادي الانتشار ونزع أسلحة الدمار الشامل والتشجيع على الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. وبحساب بسيط لتكلفة استخدام الكهرباء في السنة لمدينة طهران حيث تحتاج الى 7 ملايين برميل من النفط بتكلفة 80 دولارا للبرميل أي إنفاق 560 مليون دولار سنويا، فيما نفس الكمية من الكهرباء يمكن الحصول عليها من خلال المحطات النووية بمبلغ 60 مليون دولار”.
وأضاف الوزير متكي، حسب المصدر، “نتفهم قلق كل الأطراف ونعتقد أن المجتمع الدولي حكيم للتوصل الى حلول وسطية لهذه المشكلة ويتعين على الجميع العمل للوصول الى ذلك. نحن لا نتكلم عن العرقلة ولا على فرض وجهة نظر طرف بعينها على الأطراف ولكن بطريقة ديمقراطية. واليوم نجد أن الوضع العالمي يحدثنا عن نزع أسلحة الدمار الشامل بصفة عامة والاسلحة النووية بصفة خاصة والتوصل الى عالم خال من اسلحة الدمار الشامل هو نظرة مشتركة”.
ومن خلال شرحه لما كانت عليه العلاقات الايرانية–الأوروبية نقل المصدر عن متكي قوله “قبل عشرين عاما كنت نائبا لوزير الخارجية واذكر أن رئيس دولة أوروبية بعث لنا برسالة في الساعة الثانية صباحا بتوقيت طهران يقول فيها بأن بعض المشاكل ظهرت بين الدول الأعضاء وطلب منا المساعدة والتدخل لحل هذه المشاكل”.
وعن أنشطة ايران السلمية المتصلة بالطاقة النووية قال متكي ان “جنوب افريقيا وماليزيا وكوبا كانوا رؤساء لمنظمة دول عدم الانحياز واليوم ترأس مصر المنظمة وخلال تلك الفترات دعمت المنظمة الأنشطة النووية السلمية لايران”.
وأما فيما يتعلق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية قال متكي “لقد عانينا من مشاكل عديدة فيما يتعلق بمسالة الثقة وأنتم تعلمون بأننا طبقنا كل القوانين والشروط أمام البرادعي وتوصلنا الى الحصول على رسائل تأكيد من الوكالة أن ايران ردت على كل الاسئلة وبعد سنتين وجدنا أن الوكالة تقول بأن لديها اسئلة جديدة من دون أن تقدم أي دليل على شكوكها، ونحن قدمنا الاجابات على كل الاسئلة التي طرحوها وقدمنا ما بحوزتنا من ادلة تجزم بسلمية برنامجنا النووي، ودائما كانوا يطالبوننا بتقديم ادلة عن اشياء لا نمتلكها”. وأضاف “طرحنا مسألة توفير الوقود النووي الذي تحتاجه ايران في مجال المستشفيات وفقا للقوانين الدولية وقد اعلنا عن حاجياتنا للدكتور البرادعي وقالوا إنهم مستعدون لتوفير حاجات ايران في مجال الوقود النووي”.
وتابع وزير الخارجية الإيراني حديثه في الجلسة بالقول “لقد توصلنا الى نقطة عملية كأساس لهذا التعاون: كيف قاموا بحملة ضدنا؟ قالوا بأننا كنا نحاول الحصول على اليورانيوم لتصنيع قنبلة. الهم الأساسي يجب أن يكون مبنيا على التعاون وليس المواجهة، بسبب هذه الحملة لم يتم تزويدنا بالوقود اللازم، ومفاعل طهران يغطي حاجيات نحو 800 ألف شخص طبيا، ثم اتهمونا بتضييع الوقت وهذه كانت مسألة خاطئة”، وخلال اجابته عن أسئلة تقدمت بها دول أعضاء في منظمة عدم الانحياز ومن ضمنها اندونيسيا وأوغندا والفيليبين والعراق قال الوزير متكي، حسب المصدر، “تاريخنا يؤكد بأننا لم نعتد على دولة جارة وتاريخنا يرجع الى سبعة آلاف عام واذا خضنا حروبا في السابق فذلك كان من اجل الدفاع عن أنفسنا، وكل بيانات الامام الخميني كانت تقول بأن استخدام السلاح النووي هو أمر محظور شرعا. فنحن نعتقد أن الأسلحة النووية مصيرها التدمير لأنها تساوي بل تفوق الدمار الشامل”.
العلاقات الأميركية الإيرانية
وفي شأن العلاقات الإيرانية–الأميركية قال متكي إن ايران وأميركا دولتان مهمتان لناحية سياستهما الخارجية والعلاقة بين الدولتين، يجب أن تكون خاصة جدا وهناك قضايا اساسية يجب مناقشتها كالأمن العراقي وتقدم العملية السياسية والانسحاب من العراق إضافة الى موضوع افغانستان،” واضاف متكي، حسب المصدر نفسه، بأن شعوب المنطقة تقول بان السياسات التي اتبعها الرئيس جورج بوش قد فشلت، “نحن لا نتدخل في السياسات الداخلية لأميركا ولكن في السياسات الخارجية نقول انها سياسات فاشلة. فكل السيسات التي طبقت في افغانستان قد فشلت من موضوع احلال السلام الى محاربة الارهاب الى توقيف زراعة وتجارة المخدرات، فقلنا إنه بامكاننا احتواء الأزمة في أفغانستان فالرئيس أوباما في موقف حرج يحتاج للمساعدة ونحن مستعدون لمساعدته”.
وأقام متكي الخميس الماضي حفل استقبال في مركز اقامته في نيويورك لاعضاء مجلس الأمن حضره المندوبان الفرنسي والأميركي، إضافة الى المندوب اللبناني.
Leave a Reply