معتقلون داخل الحديث الذي فسره إمامنا.
نزار قباني
جزيل الشكر و التقدير لك إمامنا؛ أنت الذي أفنيت زهرة شبابك لتفسر لنا ما تظنه قد خفي عنا، لتأخذ وقتك في التشريع والتحليل والتحريم.
و لكننا “كبشر” صادقون بفطرتنا مع أنفسنا، فصدقناك لعلمك بخفايا الأمور؛ تلك التي أخفيتها أنت عنا؛ ليس لخوفك علينا، بل لخوفك منا.
ولكنك إمامنا حفظت شيئاً و غابت عنك أشياء.
غاب عنك أننا قد نخرج عن النص بهدف إعادة اكتشافه واكتشاف أن الجمال ليس بخطيـئة. وأنك لست المنظر الوحيد لتأخذ نصك هذا لتقبِّح الجميل فينا.
فها أنت تخرج علينا من خلال أروع ما كتب في تراثنا الثقافي لتحدد لنا ما الذي يخدش حياءنا. و لكن إمامنا، نعلم أنك لم تقرأ ذلك الكتاب، لأنه “لا وقت لديك”.
ولهذا دعنا من ثقافة الأجداد؛ التي انحنى لها القاصي والداني؛ ولننتقل إلى ثقافتك اليوم.
إن درجة الحشمة “العالية” في هواءنا العربي؛ والتي تتماشى مع حرصك؛ تسمح بكل أنواع الإبتذال الجسدي اللاضروري.
وأما حرصك على آذاننا فمنعك من الحديث عن “إغتصاب” بغداد وبيروت بعد القدس؛ حيث أنك ترى هذه الكلمة (اغتصاب) خدشاً للحياء العام.
ولكن دعنا من الإغتصاب؛ وماذا عن الإحتلال والقتل والتجويع؛ ماذا عن الفولاذي و .. وما سيأتي؛ أم إنها كلمات ليست من إختصاصك، حيث أنها تحرك مشاعر الثورة فينا على المحتل و… عليك.
أنا لا أكتب هذه السطور من أجل أن أبث الرعب في قلبك “وأنت من لم يخطئ قط”؛ فأنت الامام المبجل، بيدك طريق الجنة، ومن خلالك، لا من خلال القرآن أو أقوال النبي، نصل إلى الله.
ولا تقلق علينا أيضاً، فشهرذاد ستطل علينا لألف ألف ليلة قادمة، وستظل تقص علينا جميل القصص في بغداد وبيروت والقدس، وحتى القاهرة: ولنا وحدنا؛ نحن من رأينا جمال الله الكامن فينا؛ أن نحدد جيد هذه القصص من رديـئها.
Leave a Reply