أعدت جانين زكريا تقريراً نشرته صحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان “الانشاءات الاسرائيلية في القدس الشرقية تضيف صعوبات أمام المفاوضين”، قالت فيه انه مع بدء ادارة أوباما محادثات السلام غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ستواجه صعوبات أكثر تعقيدا مما واجهته ادارتا كلينتون وبوش السابقتان، لاسيما في القدس. ويوضح التقرير أنه في الفترة من عام 2000 وحتى الآن تغير وجه القدس بشكل كبير بسبب أعمال البناء الاسرائيلية التي تشوه الحدود بين الأحياء العربية والاسرائيلية، وتجعل من أي محاولة لتقسيم المدينة شبه مستحيلة. اذ تدور معركة شرسة للسيادة والشرعية الدولية في جميع أنحاء القدس، في الوقت الذي تهدد فيه خطط الوحدات الاستيطانية الجديدة بالقدس الشرقية باعاقة محادثات السلام الجديدة. ويؤكد ذلك دانييل سايدمان، الخبير بالقدس والذي قدم ارشادات غير رسمية الى المفاوضين الأميركيين ويدير منظمة غير حكومية تتعقب تأثير المستوطنات على احتمالات السلام، بقوله “في غضون عامين أو ثلاثة سيحدث بالقدس ما يجعل من حل الدولتين أمراً مستحيلا”. ويوضح التقرير أن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون اقترح عام 2000 أن تظل القدس عاصمة للدولتين الفلسطينية والاسرائيلية. ولكن ادارة أوباما تواجه الآن موقفاً صعباً، لاسيما بعد الخطة الاسرائيلية لاقامة 1600 وحدة استيطانية جديدة بالقدس الشرقية، وهو ما أثار التوتر في العلاقات الأميركية- الاسرائيلية. ويوضح التقرير أن لجنة التخطيط بالقدس لم تجتمع منذ شهرين الا مؤخراً، ولم تتطرق الى المستوطنات الجديدة، رغم اعلان نتانياهو أن البناء في القدس لن يتوقف. ويوضح التقرير أن القدس بالنسبة لاسرائيل لا تتعلق بالادعاءات التاريخية لليهود فحسب، وانما بالحقائق السكانية أيضاً. اذ يخشى الاسرائيليون من تضاؤل الأغلبية اليهودية في المدينة مقابل زيادة معدلات المواليد العرب في المدينة. حيث تشير الاحصاءات الى أن معدل السكان العرب في القدس الآن 35 بالمئة تقريباً، ولكنه قد يوازي تعداد اليهود عام 2030.
Leave a Reply