ديربورن – خاص “صدى الوطن”
قلة هم من آثروا على أنفسهم الخدمة العامة في زمن عزت فيه الخدمات والتقديمات في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي انسحبت على كل ما عداها، وهؤلاء القلة وضعوا نصب أعينهم خدمة الجالية في شتى المجالات وأهمها الرياضية.
فقد اختار خليل سعد صاحب متاجر “بابايا فروت ماركت” كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى في العالم، هذه اللعبة التي شوقته في شبابه وكان لها تأثير على حياته. سعد هو أبرز داعمي وممولي “سبورتنغ ميشيغن”، وإضافة الى جهوده المادية تراه لا يهدأ ابداً فهو يواكب الفرق اللبنانية والعربية من ملعب لملعب ليقف على احتياجاتها ليفرح لفرحها مع كل هدف وبعد كل مباراة. “صدى الوطن” كانت لها هذا اللقاء مع سعد:
– كونك من أبرز داعمي الرياضة في مدينة ديربورن وتحصر اهتمامك في كرة القدم وتحديدا “سبورتنغ ميشيغن”، أخبرنا عن تجربتك؟
في احدى المرات كنت أمر بجانب أحد الملاعب حين لفت نظري مجموعة من الشباب تلبس اللباس الموحد وتتمرن بشكل منظم وبالتزام تام فعرفت انه فريق لكرة القدم وسألت عنه فعرفت انه “سبورتنغ ميشيغن”، وبما انني منذ صغري شغوف بكرة القدم فقد قررت التواصل مع المسؤولين عنه ووضعنا اليد باليد لانجاح النادي ولما له من نجاح للجالية فكان الدعم الذي نتمنى ان يتطور بالتوازي مع مجهودات الشباب في الفريق للتطلع الى الانجازات الموعودة.
– ما هي الاهداف التي تنشدونها من دعمكم للفريق؟
بالدرجة الاولى نهدف لجمع الشباب اللبناني من كل المناطق. والأهم أيضاً هو رفع اسم الجالية حيث ان هناك مواهب كثيرة مختبئة لظروف معينة ولا يمكن ابدا ان تظهر الا من خلال الفرق الرياضية. وكذلك نهدف من خلال تنمية الفرق الرياضية الى التواصل مع باقي اعضاء الجالية للمساهمة في رفع مستوى الاهتمام بالرياضة في اماكن تواجدنا للرقي بالرياضة الى اعلى المستويات حيث من شأن ذلك ان تتم رعاية الشباب وابعادهم بطريقة أو بأخرى عن الموبقات والفساد الموجود في المجتمع عبر تشجيعهم على ممارسة الرياضة، ولا أخفي عليك انه رغم وجود المراكز الدينية والمدراس والمعاهد والمراكز الاجتماعية، فإن المسؤولين أو وجهاء الجالية لم يستطيعوا ان يستثمروها لجذب الشباب اليها، فكانت اتجاهاتنا مع بعض الداعمين للرياضة بشكل عام، أبلغ الاثر في جذب الشباب اللبناني وابعاده عن شبح التخلف الاخلاقي وصهرهم في بوتقة واحدة عمادها الرياضة والروح الرياضية.
– هل هناك اهداف أخرى غير الرياضية؟
نعم من تلك الاهداف هو التقارب فيما بين الجاليات العربية كافة وخلق أجواء محبة حيث اصبحنا نرى خليطا عربيا يشكل صداقات حقيقية وتشغلهم الرياضة والكلام عنها فنرى العراقي والفلسطيني واليمني واللبناني وباقي ابناء الجاليات الاخرى يتسامرون ويشاهدون المباريات والضحكات تعلو وجوههم ما يعني اننا امام صداقات حقيقية بين الابناء التي تجمعهم هوية واحدة ودين ولغة وأرض واحدة.
– كيف ترى الجالية اللبنانية بشكل عام؟
بشكل عام هذه الجالية تعتبر من اهم الجاليات العربية في ميشيغن واكبرها وفيها الدكتور والتاجر ورجل الاعمال والمثقف والاستاذ والرياضي ولكن ينقصنا التعاون لنصل الى ذروة العطاء في المجال العام حيث ان هناك تقديمات لابناء الجالية ولكن ضمن اطار جمعيات مدعومة من اشخاص ورجال اعمال ولكن ينقصنا التنسيق فيما بيننا لنتطور أكثر وأكثر وان نضع ايدينا ببعضنا البعض والعمل المشترك للصالح العام.
– بالعودة الى “سبورتنغ”، الى أين تنوون الذهاب به؟
الى النهاية والقمة.. وهذا الهدف اجتماعي بالإضافة الى كونه رياضي، حيث بدأت الفكرة من لا شيء واصبحت كل شيء، وكلما شاهدنا تقدما وانجازا وشاهدنا شبابا ودماء جديدة سنفتح آفاقا جديدة أمامهم للمضي قدما نحو مجتمع خال من الشوائب وطالما هناك حوافز جديدة للتقدم سنبقى باذن الله وسنتابع.
– أين ترى سبورتنغ ميشيغن الآن؟
فريق ينبئ بالمستقبل الواعد وما أراه يشجع على المتابعة واتوجه بالدعوة من ابناء الجالية اللبنانية لدعم النادي أقله بالحضور الجماهيري خصوصا عندما يلعب في ديربورن حيث ان ثانوية فوردسون التي يعتمدها الفريق ارضا له، تقع في وسط ديربورن ولا تكلف الاهالي اية مصاريف تنقل وعبء قيادة.
– ماذا ينقص الفريق ليصل الى ما تراه؟
لا شك ان الفريق يمر بصعوبات للوصول ولكنه يمتلك المقومات وكل ما يلزم ليكون بطلا ولكن لا بد من صعوبات وعلينا تجاوزها واولها ايجاد ادارة تعرف كيف تدير شؤون الفريق لانه لا يمكن ان ينحصر العمل الاداري بشخص او اثنين، والتزام اللاعبين بالتمارين أقله مرة او مرتين اسبوعيا ويمكن ان يقول قائل ان ظروف العمل لا تساعد اللاعبين وانا هنا أسالهم كيف تستطيعون التواجد في المباريات فقط دون التواجد في التمارين، والتركيز على العوامل الاخلاقية واحترام المنافس قبل الصديق والتركيز على العوامل المساعدة التي تعطي انطباعا ايجابيا عن الجالية العربية في المجتمع الاميركي، خصوصا وإننا نقابل فرقا اميركية ومن إثنيات أخرى، وايجاد جهاز فني مساعد ولن أقول بديل، ومعرفة كل شخص لدوره في الفريق والاضطلاع به من لاعبين واداريين.
– في الجالية اللبنانية فريقان، برأيك هل هو عامل ايجابي او سلبي؟
هو عامل ايجابي من الناحية الاجتماعية حيث يتم استيعاب الشباب لابعادهم عن سلبيات المجتمع التي تسيء للشباب وتدمجهم فيها، وهو عامل إيجابي رياضي لما يولده من روح للمنافسة الرياضية، إضافة الى عامل ايجابي آخر وهو ظهور الخامات والمواهب. اما العامل السلبي فهو ان المواهب قد تتشتت بين الفريقين بحيث انك لا يمكن ان تجمع الموهوبين في فريق واحد ليمثل اللبنانيين خير تمثيل، فكل فريق يريد ان يحتفظ بأوراقه الرابحة. وهنا استغل الفرصة لأتوجه الى الاخوان داعمي فريق “ديربورن ستارز” بأن يكملوا ما بدأوه من دعم للفريق لما لهذا الدعم من ايجابيات تنسحب على باقي كافة شرائح المجتمع اللبناني في ميشيغن.
– كلمة أخيرة لمن توجهها؟
اتوجه بالشكر لجميع الداعمين وأبرزهم: طارق شرارة، عباس بيضون، علي سعد، محمد عثمان، راني وسامي بطشون، د. علي صبح، نمر رحال، أبو علي أبو دراع، “نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي” مع الاعتذار عن السهو اذا نسيت البعض، كما اخص بالشكر كل من ماجد صعب المدرب والاداري الفذ حيدر بزي، وحسن بيضون على جهودهم الجبارة لخلق فريق متكامل قطع شوطا كبيرا في وقت قياسي للوصول الى القمة التي نتمنى ان يتوجها باللقب هذا الموسم واتوجه الى الأهالي أولياء امور الشباب لاقول لهم ان النهوض بالجالية لتحقيق الاهداف الاجتماعية والرياضية والمختلفة والتي تعود بالفائدة على أولادهم تبدأ منهم من خلال اصطحاب اولادهم الى الملاعب وتشجيعهم على ممارسة الرياضة للتعارف وابعادهم عن موبقات المجتمع الفاسدة. كما اتوجه الى اللاعبين والجهاز الفني ان المسيرة طويلة ويدا بيد لنرتفع من خلال خيارنا الرياضي للارتفاع بالجالية الى اعلى المراتب دون اغفال الاخلاق الرياضية واحترام الذات والغير والالتزام بها واعتماد التمارين الجدية اللازمة للوصول للقمة.
Leave a Reply