ديربورن – خاص “صدى الوطن”
لبى حشد كبير من أبناء الجالية العربية دعوة “المركز الإسلامي في أميركا” للاحتفال نصف السنوي الدوري الذي أقامه المركز مساء السبت الماضي في مدينة ديربورن بحضور نشطاء وفعاليات ومسؤولين حكوميين ومرشحين لمناصب سياسية ورسمية عديدة.
وابتدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ محمد دبوق.
واستذكر عريف الاحتفال الدكتور وجيه سعد “أبطال السنوات الماضية، الذين بذلوا أفضل ما لديهم لخدمة الجالية العربية والإسلامية من خلال العمل الدؤوب والمستمر”. وأثنى سعد على العزيمة التي يتمتع بها الكثير من أبناء الجالية الذين واجهوا العوائق بعزيمة وصبر كبيرين، واستمروا في دعم الفعاليات المجتمعية، من خلال التطوع والتبرع، وحصدوا أفضل النتائج من دون أن يؤثر ذلك، أو يعيق، مسيرة أعمالهم أو شؤون حياتهم الأخرى، بل على العكس زادها دفعاً ونجاحا.
ورحب رئيس “المركز الإسلامي” الحاج عفيف جواد بالحضور، وشكرهم على دعمهم المادي والمعنوي، مشدداً على المركز سيظل في خدمة أبناء الجالية وعند حسن ظنهم. ودعا جواد على رجال الدين والمؤسسات الإسلامية أن “تعمل على استقطاب الشرائح المتعلمة من أبناء الجالية، من مهندسين وأطباء ومحامين وغيرهم، لإن من شأن ذلك أن يزيد من وتيرة العمل ويرسخها ويمدها بالقوة”.
وقدّم جواد “جائزة الإمام محمد جواد شري للامتياز في الخدمة” للحاج موسى قدوح تكريما لجهوده “وجاهزيته الدائمة لتقديم المساعدة .. هو الذي عمل بشرف وجهد من أجل مصلحة الجالية” على حد وصف جواد.
واعتبر قدوح ذلك التكريم “عربون محبة ووفاء، وتكريما لجميع العاملين السابقين في دروب الخير”.
وأضاف “نستذكر في هذه المناسبة مؤسس المركز الإسلامي الشيخ الراحل محمد جواد شري صاحب الأيادي البيضاء في دفع مسيرة العمل الإسلامي في أميركا”.
وشدد إمام المركز السيد حسن القزويني في كلمته على دور القيادة في حياة الأمم والشعوب واستشهد بقول شائع “قطيع من الأغنام يقوده أسد خير من قطيع من الأسود تقوده غنمة”. وأعطى مثلا عن اليهود والاضطهاد التاريخي الذي لاقوه منذ عهد النبي موسى. وقال “إنهم بقوا لقرون ينتظرون الخلاص حتى جاء النبي موسى الذي قادهم إلى السيطرة على القدس وأصبحوا أمة لها اعتبار”.
وتحدث القزويني عن حال العرب قبل البعثة النبوية، حين جاء النبي محمد (ص) وخلال 10 سنوات من هجرته من مكة إلى المدينة أخضع الجزيرة العربية بأكملها.. حين انتصر المسلمون على المشركين بفضل حكمة القائد.. الذي صمد وقاتل وعبأ الجيوش والأنصار.
من جهة أخرى، رأى القزويني أن القادة السيئين يقودون شعوبهم إلى الدمار، واستشهد بمثال الامبراطورية الفارسية التي كان يقودها فاسد انتصر المسلمون عليه وحولوها إلى الإسلام.
ونوه القزوين بالدور الحضاري الذي لعبه المسلمون عبر التاريخ، وساق قولا لأحد العلماء الألمان الذي قال “إنه لولا إبداع العلماء المسلمين لكانت أوروبا لاتزال غارقة في الظلام”.
وأضاف: “يتم اليوم تسليط الأضواء على الإسلام لكن لأسباب مختلفة، وذلك بسبب السلوك غير المسؤول لبعض أدعياء الإسلام”، وتابع “لكن المسلمين في هذه الآونة عرضة لكل أنواع الاتهامات وحين يرتكب أي عمل إرهابي يقوم به مسيحي مثل العمل الذي قام به تيموثي ماكفري فإنهم لا يصفون ذلك بالعمل الإرهابي، وعندما يهاجم مسيحيون عيادات الإجهاض ويفجرونها فلا أحد يعتبر ذلك إرهابا أيضا”.
وشدد القزويني إلى “أننا بحاجة لإفهام الأميركيين من هم المسلمون، ونحن بحاجة إلى إنتاج جيل من المسلمين الذين يمثلون حقيقة الاسلام ليكونوا سفراء لنا ويعطوا الصورة الحقيقية والمشرقة عن الإسلام”.
وأدان القزويني الأعمال التي يقوم بها متطرفون باسم الإسلام، وآخرها العمل الذي به عمر عبد المطلب، ومفخخة نيويورك التي كان وراءها الطالب الباكستاني فيصل شاه زاده.
وتم في الحفل تكريم المتطوعة المساعدة الحاجة واندا فايز التي تعمل مع فريق من النساء وتقدم التبرعات العائدة من خلال بيع الأطعمة للمركز.
وشكرت الحاجة فايز القائمين على إدارة المركز والعاملين فيه، وجميع الذين شاركوا في إنجاح مسيرته. كما شكرت اللجنة النسائية التي هيأت طعام الحفل، وأعلنت عن تقديم شيك بقيمة 100 ألف دولار قدمته اللجنة النسائية كحصيلة للتبرعات التي جمعتها خلال الأشهر الستة الماضية من بيع الأطعمة.
وكانت الكلمة الأخيرة في الحفل للحاج طارق بزي رئيس “جمعية الشباب المسلم” استعرض فيها بعض المحطات الهامة في تاريخ الجمعية ومنوها “بالمساعدات التي تقدمها الجمعية من خلال المناسبات الدينية، وإسهامها في تثقيف الشباب المسلم سواء في المجال الديني أو في المجال العملي من خلال دعم بعض البرامج العلمية وتقديمها المنح الدراسية للمتفوقين”.
وفي نهاية الحفل تم جمع التبرعات.
Leave a Reply