وتوجد أسباب كثيرة، منطقية، تجعلني “أشيل السلّم” بالعرض. وأحدها، إن لم يكن أكثرها إقناعا.. أن الأدراج قديمة قدم البيوت الطينية والحجرية على السواء. ولديّ اعتقاد راسخ لا أستطيع البرهان عليه أن السلالم انوجدت أصلاً من أجل الهبوط (إلى قاع بئر مثلاً) لا من أجل الصعود. مع أن ورقة بردي شهيرة تدحض هذا الزعم، وتصوّر غراباً يصعد سلّماً، وكان عليه استخدام جناحيه لا أن يصعد الدرج القريب بالطبع، كما قد يعتقد بعض من تستلبهم الكتابة عموماً، أو هذه المقدمة على الأقل..
وليس عندي أي تفسير لوجود أي سلم مسنود على أي حائط، سوى أنه كمين لطفل يخطر بباله أن يتسلقه، فيسقط وتنكسر يده. مرتين على الأقل كما حدث لي عندما كنت في الرابعة.
ومع أن أي طفل يعرف الملك ولا يجرؤ على افتضاح عريه، أسوة بأبائه وأجداده، سيعرف الإجابة البسيطة في سبب وجود أي سلم مسنود على أي حائط، ولأن الأمر ليس حكاية ساذجة يراد منها استنباط الحكمة، فالجواب لن يكون بأي حال: كي يأتي أحد ويشيله بالعرض!
كذلك لا معنى لأي سؤال آخر يريد إحراجي، أو محاججتي، خاصة من أولئك الذين تستلبهم الكتابة، فاستاؤوا من إشارتي إليهم، ليبعدوا الشبهة عنهم، مع أن “الشبهة” في الكتابة قائمة دوماً، وهي الأصل. ولا معنى لاستفسارهم عن كيفية الصعود إلى سقيفة حمّام يعود إلى 5000 عام قبل الميلاد، لأن الحمامات لا تزيد أعمارها عن قرنين من الزمان في أحسن الأحوال.
ولا داعي للتفكير بأن أسلافنا الذين أنجزوا كل تلك الحضارات وحققوا كل تلك الانتصارات، واخترعوا السلم أيضاً، كانوا يتغوطون في العراء.
وكما ترون، فلكل تساؤل مخرج أو إجابة لا يعوزها التحذلق لتحريف بعض الحقائق، أو الإقلال من شأنها، مع أن طبعي ليس كذلك.. أقسم بشرفي. ومن أجل إثبات حسن نيتي، سأسند هذا السلّم الذي “أشيله بالعرض” على حائط بيتنا القديم، وأصعد إلى السطح، لا لأطيّر الحمام، بل لأنهي هذه القصيدة..
Leave a Reply