العالم غاضب وواشنطن ملتزمة بإسرائيل المرتبكة.. وتركيا تحذر من “اختبار صبرها”
عواصم – خاص “صدى الوطن”
لف الغضب شوارع العالم مطلع الأسبوع الماضي بعد أن سالت دماء ٩ نشطاء على الأقل كانوا على متن “أسطول الحرية” في البحر المتوسط. عدد القتلى بمعايير أيامنا هذه، ليس جديداً ولا مفاجئاً، ولكن الوقاحة الإسرائيلية المتمادية هذه المرة هي التي استفزت عواصم الأرض من سيدني الى واشنطن، ووحدها حكومة الأخيرة حاولت تبرير همجية إسرائيل في مشهد ليس بجديد أيضاً.
هب العالم غاضباً بعد أن وضعت إسرائيل نهاية دموية لرحلة “أسطول الحرية” قبيل وصولها إلى سواحل قطاع غزة المحاصر في أكبر معتقل في العالم بحراسة “الشاويشين” الإسرائيلي والمصري. فكان لا بد لطاولات السياسة أن تتحرك من مجلس الأمن الى مجلس حقوق الإنسان وصولاً الى الجامعة العربية ومروراً بحكومات وبرلمانات كثيرة حيث دعت معظم الدول إلى ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة المنكوب، كما طالبت منظمات بضروة إنزال العقوبات بإسرائيل جراء ما اقترفته بحق المتضامنين الأجانب.
ولكن إدارة الرئيس باراك أوباما لعبت دوراً نشطاً في كبح المشاعر الدولية .
الاعتداء الإسرائيلي، فضلاً عن دمويته، خالف أبسط القوانين والأعراف الدموية بعد اقتحمت قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية فجر الاثنين الماضي كبرى سفن القافلة “مافي مرمرة” التي تحمل 581 متضامنا، معظمهم من الأتراك، في عملية قرصنة وحشية داخل المياه الدولية، مخلفة ٩ قتلى كلهم من الأتراك (أحدهم أميركي تركي) وعشرات الجرحى وقادت حوالي ٦٠٠ ناشط سلام دولي من السفن الست المشاركة في “أسطول الحرية” الى ميناء أسدود ولم تفرج عنهم إلا بعد ثلاثة أيام.
أردوغان
تركيا التي استشهد ٩ من أبنائها برصاص الإسرائيليين تحركت بسرعة وكان موقفها الأكثر دويا وبلغ حد التلويح بقلب الصفحة مع إسرائيل.
فقد حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إسرائيل من اختبار صبر تركيا. ونصح الجانب الإسرائيلي بعدم ارتكاب “مثل هذه الأخطاء مع تركيا لان الثمن سيكون باهظا جدا”. وأكد في خطاب ساخن أمام البرلمان أن ما ارتكبته إسرائيل من سفك لدماء الأبرياء المشاركين في “أسطول الحرية” عمل دنيء، مشيرا الى أنه يتعين على الجانب الإسرائيلي إدراك العواقب وألا يواصل ارتكاب “مثل هذه الحماقات”.
وحذر أردوغان من تحدي تركيا أو اختبار صبرها أو فقدان صداقتها، وقال إنه إذا “أردتم تركيا عدوة فإنها ستكون عنيفة وقاسية”.
وأوضح اردوغان أن إسرائيل بهجومها على “أسطول الحرية” انتهكت القوانين والأعراف الدولية والإنسانية. وقال إن هذه السفن كانت تحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين المحاصرين في غزة، وكانت تقل أناسا من جنسيات وأديان مختلفة “أتوا لنصرة الضعفاء والمظلومين”. وأضاف أردوغان أن تركيا ليست دولة فتية أو دولة عديمة الجذور بل هي دولة لها تاريخ وحضارة، ولن تمر هذه الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل ضد الضمير الإنساني بسلام.
وأوضح أن أنقرة قامت باتخاذ عدة إجراءات عقب الهجوم على “أسطول الحرية” حيث تم استدعاء السفير التركي من تل أبيب، وتم إلغاء مناورات عسكرية كان من المقرر إجراؤها مع إسرائيل. وأضاف أن من يتغاضى عما تفعله إسرائيل من عنف سيكون متواطئاً، وشدد على أن تركيا لن تتجاهل فلسطين ولن تتوقف عن دعم غزة.
وأعلن أردوغان في وقت لاحق من الخميس الماضي عزمه ملاحقة المسؤولين عن الهجوم الإسرائيلي وقال “لن ندع الأمر يمر مرور الكرام”.
وكان البرلمان التركي قد طالب إسرائيل بالاعتذار رسميا عن الهجوم, وتقديم تعويضات لعائلات الضحايا الأتراك الذي سقطوا خلاله.
العرب ورفح
عربياً، وبعد ثلاث سنوات من التواطؤ المصري مع إسرائيل في حصار قطاع غزة ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الثلاثاء الماضي أن الرئيس المصري حسني مبارك قرر فتح معبر رفح الحدودي أمام المعونات الانسانية. وقالت إن القرار صدر “في إطار تحرك مصر لرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
القرار المصري جاء عشية اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهر ة الأربعاء الماضي قرر كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع عزة بـ”شتى الوسائل”، بحسب ما اعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.وقال موسى في مؤتمر صحفي عقده بعد الاجتماع الذي استغرق اكثر من خمس ساعات انه “يجب المطالبة برفع الحصار وعدم قبوله وضرورة تحديه وكسره بشتى السبل”.
وكان هذا الاجتماع الطارئ تقرر لبحث الاجراءات “الجماعية” التي ستتخذها الدول العربية بعد الهجوم الاسرائيلي الدامي على “اسطول الحرية”.
واكد موسى ان الوزراء قرروا كذلك “تكليف المجموعة العربية في الامم المتحدة، ولبنان باعتباره العضو العربي الحالي في مجلس الامن، بطلب عقد اجتماع لمجلس الامن لاصدار قرار يلزم اسرائيل برفع الحصار فورا عن قطاع غزة”.
كما قرر الوزراء، حسب الامين العام للجامعة، اتخاذ مجموعة من الاجراءات القانونية والقضائية لملاحقة المسؤولين في اسرائيل عن هذا الهجوم امام هيئات قضائية دولية.
واكد الوزراء “الالتزام” بالقرار الصادر عن القمة العربية التي عقدت في سرت في اذار (مارس) الماضي والذي ينص على “وقف كافة اشكال التطبيع بين الدول العربية واسرائيل”.
كما اوضح موسى ان الوزراء العرب قرروا رفع توصية الى القادة العرب بـ”تنفيذ” ما جاء في كلمة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز امام القمة العربية الاقتصادية في الكويت عندما حذر من ان بشان “المبادرة العربية للسلام لن تبقى على الطاولة الى الابد”.
وقال ديبلوماسيون عرب ان اجتماع الوزراء العرب والاجتماعات التحضيرية التي عقدت على مستوى المندوبين شهدت جدلا ساخنا بين سوريا من جهة وكل من مصر والاردن والسلطة الفلسطينية من جهة اخرى.
وكانت سوريا طالبت الوزراء العرب بـ”رفع الغطاء العربي” عن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وبوقف كافة الاتصالات السياسية بين الدول العربية واسرائيل.
غير ان موسى اكد مجددا “اننا لا نشعر ان اسرائيل تتعاون او لديها النية للتعاون مع جهود السلام”، مضيفا ان العرب يستعدون “لرفع النزاع برمته الى مجلس الامن”.
تنديد دولي
وتوالت طوال أيام الأسبوع الماضي ردود الفعل على الجريمة الإسرائيلية من مختلف أصقاع العالم وذلك بعد بيان بارد اتخذه مجلس الأمن الدولي بعد تلويح واشنطن بـ”فيتو”. فقد ادان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بعد ظهر الاربعاء الماضي “الهجوم الاسرائيلي المشين” واصدر قرارا يوصي بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لكشف ملابسات الهجوم.
وتبنت القرار 32 دولة من اصل 47 عضوا في المجلس وبمعارضة ثلاث دول بينها الولايات المتحدة بينما امتنعت كل من فرنسا وبريطانيا عن التصويت.
وينص القرار على “ارسال لجنة دولية تحقق بخرق القوانين الدولية”.
وجاء التصويت اثر جلسة طارئة حددت استجابة لدعوة المندوب الفلسطيني وكذلك مندوبي السودان وباكستان باسم جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي. اما المشروع القرار الذي جرى التصويت عليه فتقدمت به باكستان.
من جهته، اعتبر الاتحاد الاوروبي “انه يتوجب الاكتفاء بقرار مجلس الامن الدولي الذي طالب باجراء تحقيق محايد فورا”.
ويكمن الفارق بين التحقيقين يكمن في الطابع الدولي وليس في الآلية، حسب دبلوماسيين في الأمم المتحدة.
كما حذرت السفيرة الاميركية ايلين دوناهيو قبل التصويت في مجلس حقوق الإنسان من ان القرار “ينشىء لجنة دولية قبل اعطاء الامكانية لحكومة مسؤولة بالتحقيق بنفسها في هذا الحادث”، معتبرة ان ذلك يعتبر “مجازفة باتجاه تسييس وضع حساس وهش”.
ويعطي القرار كذلك لرئيس مجلس حقوق الانسان صلاحية تعيين الاعضاء الموكلين باجراء التحقيق.
وعلى الرغم من نتيجة التصويت الكبيرة الداعمة للقرار، اسفت فرنسا لعدم التوصل الى اجماع كما حصل في مجلس الامن الذي صدر عنه القرار الهزيل.
وبالاضافة الى ادانة “الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية”، دعت ايضا الدول المشاركة الى رفع الحصار الصارم الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ 2007.
لكن السفير الاسرائيلي أهارون ليشنو يار الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس حقوق الانسان دافع عن موقف بلاده قائلا: “اود تذكير المجلس بان قطاع غزة يخضع في الواقع لسيطرة مجموعة ارهابية هي حماس”، مشيرا الى ان “هذا الاسطول المزعوم بانه ينقل مساعدة انسانية هو بطبيعته سياسي واستفزازي”، ومشددا على ان “الخطر على الامن الاسرائيلي دائم وحقيقي”.
مجلس الأمن وواشنطن
وكان مجلس الامن قد أصدر بيانا من 24 سطراً تلاه المندوب المكسيكي الدائم لدى الامم المتحدة السفير كلود هيلر الذي بدأت بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن لهذا الشهر (بعد لبنان)، وجاء فيه ان المجلس “يشعر بأسف بالغ للخسارة في الارواح والاصابات الناجمة عن استخدام القوة خلال العملية العسكرية الاسرائيلية في المياه الدولية ضد القافلة التي كانت تبحر الى غزة. وفي هذا الاطار يندد المجلس بهذه الاعمال التي اسفرت عن فقد ارواح عشرة مدنيين على الاقل وكثير من المصابين”. كما دعا الى اجراء “تحقيق عاجل وحيادي وذي صدقية وشفاف يتفق والمعايير الدولية”.
وافاد دبلوماسيون ان كلمة “مستقل” في وصف التحقيق اسقطت من مسودات سابقة نتيجة لاصرار الولايات المتحدة على ذلك لانها توحي بأن التحقيق يجب الا تجريه اسرائيل نفسها.
لكن هيلر قال بعد المصادقة على البيان ان كلمة “حيادي” تعني الشيء عينه ككلمة “مستقل”، وان على الامم المتحدة ان تحدد الجهة التي ستتولى التحقيق.
لكن نائب رئيس البعثة الاميركية لدى الامم المتحدة اليخاندرو وولف قال: “نحن نؤيد تحقيقا اسرائيليا… ونثق كل الثقة بان في وسع اسرائيل اجراء تحقيق داخلي ذي صدقية حيادي وشفاف وعاجل”.
واختبأ المسؤولون الاميركيون، من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس، وراء بيان مجلس الامن تفاديا لاي موقف نقدي لاسرائيل.
وكشف غيبس ان الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تحادثا ثلاث مرات الاثنين الماضي لمناقشة الاجراء الاسرائيلي وتداعياته. وقالت مصادر مطلعة ان الاتصال الاول كان من نتنياهو لاعلام اوباما بقراره تأجيل زيارته لواشنطن، وان الاتصال الثاني تضمن شرحاً وتبريراً من نتنياهو لاجراءات العسكريين الاسرائيليين وممارساتهم. اما الاتصال الثالث، فكان هدفه تنسيق مواقف الطرفين في مجلس الامن، حيث اضطلعت واشنطن بدور رئيسي في تخفيف لهجة البيان الذي ندد بـ”الاعمال” التي ادت الى الخسائر البشرية، وهي اعمال تشمل نظريا فكرة تنظيم عملية الاغاثة البحرية.
وقال غيبس ان الرئيس اوباما لا يؤيد انهاء الحصار “لانه يهدف الى منع وصول الاسلحة الى أيدي حماس”، وان يكن كرر ان حكومته قلقة من الوضع الانساني في غزة.
وعن مضاعفات الحادث على علاقات اميركا بالعالم الاسلامي، قال الناطق انه لا يتوقع ان يكون لذلك “تأثير كبير”. كما رفض اعتبار الهجوم الاسرائيلي انتهاكا للقانون الدولي قائلاً: “لست خبيرا في القانون الدولي”. وسئل هل للولايات المتحدة موقف من هذا الامر، فأجاب: “لا اعرف الجواب على ذلك”.
وأكد ان دعوة اوباما نتنياهو لزيارة واشنطن لا تزال مطروحة، مشيراً الى ان زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لواشنطن في 9 حزيران (يونيو) الجاري لا تزال في موعدها.
ارتباك إسرائيلي
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد من الزيارة التي اختصرها لكندا بسبب الازمة والغائه اجتماعه الذي كان مقررا مع أوباما، وعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية برئاسته،
وابدى الوزراء في بيان اسفهم لازهاق ارواح في الهجوم، لكنهم حملوا الناشطين تبعة سقوط اي قتلى، قائلين انهم هاجموا الجنود الذين صعدوا الى سطح السفينة التركية التي كانت تقود “اسطول الحرية”.
وقالوا: “قرر مجلس الوزراء ان وضع قيود على حركة السفن الى غزة التي تحكمها جماعة حماس الارهابية عمل واضح من اعمال الدفاع عن النفس.. وكان هذا هو الحال بالنسبة الى تحرك جيش الدفاع الاسرائيلي ضد الاستفزاز العنيف في البحر”. واضافوا ان المجلس الوزاري “يأسف لسقوط قتلى في الحادث، لكنه يحمل المسؤولية الكاملة لمن قاموا باعمال عنيفة تعرض ارواح الجنود الاسرائيليين للخطر بشكل ملموس”. واكد ان “اسرائيل ستواصل الدفاع عن مواطنيها ضد قاعدة حماس الارهابية”.
وتبادل الزعماء الاسرائيليون على المستويين السياسي والعسكري الاتهامات في ما يتعلق بالانزال الدموي. وطالب البعض باستقالة وزير الدفاع ايهود باراك باعتباره المسؤول اولا واخيرا عن الهجوم الفاشل والسيطرة الدموية على السفينة التركية، وانه كان ممكنا السيطرة عليها بصورة اخرى.
الناجون
بعدما تعرضت لغضب دولي واسع النطاق، أطلقت إسرائيل نشطاء “أسطول الحرية” الناجين من عملية القرصنة يوم الاثنين الماضي في البحر الأبيض المتوسط، وباشرت ترحيلهم براً عبر جسر الملك حسين على نهر الأردن و”مطار بن غوريون” قُرب تل أبيب وعبر الحدود اللبنانية. وفي الوقت نفسه أخذ متضامنون يروون تفاصيل الوحشية التي تعرضوا لها، خصوصاً إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على ركاب السفينة التركية “مافي مرمرة” من دون أي تحذير مسبق.
وقال المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية إيرون زاميز لصحفيين في القدس المحتلة “لا يوجد أي معتقلين في السجن” وأضاف أنه تم نقل جميع الناشطين المرحلين إلى مركز احتجاز في “مطار بن غوريون”، حيث تم ترحيلهم، وإلى الحدود الأردنية.
ووصل إلى عمان 30 أردنياً، والمطران المقدسي المطرود إلى سوريا هيلاريان كابوتشي و4 بحرينيين و18 كويتياً و7 مغاربة و3 سورييين 32 جزائرياً بينهم 8 نواب، وعماني واحد و4 يمنيين و3 موريتانيين و12 إندونيسياً و3 باكستانيين و11 ماليزياً و20 آذربيجانياً. ورافق السفير الأردني في تل أبيب علي العايد الناشطين حتى وصولهم الى عمان حيث استقبلهم سفراء الكويت والجزائر والبحرين والمغرب وإندونيسيا وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الأردن، وسافر غير الأردنيين إلى دولهم فيما عاد كابوتشي إلى سوريا.
وقال كابوتشي “إن جريمة إسرائيل ضد أسطول الحرية كشفت عنصريتها وفاشيتها للعالم”. وأضاف “كانت رحلتنا الى غزة رحلة حب والرب كان معنا. إسرائيل بتصرفاتها أثارت غضب العالم بسبب وحشيتها ضد أشخاص عزل يحملون رسالة حب لشعب بريء محتل تحت الحصار”.
وقال النائب المغربي عبد القادر عمارة “ماحدث أمر لا يصدق. لا أصدق حتى الآن كيف اطلق هؤلاء الجنود المجرمون الرصاص الحي على الناس وكأنه فيلم سينمائي، أحد المشاركين الاتراك كان قريبا مني عندما اصيب وسقط جثة هامدة”.
وأضاف “لقد استخدم الجنود الإسرائيليون كل العنجهية والوحشية والاجرام ضدنا. رأينا بعض المشاركين يسقطون قتلى فطلبنا من الجميع الهبوط الى الطابق السفلي من السفينة”.
وتابع “انها كانت عملية عسكرية منظمة شاركت بها قوات خاصة وقوات من البحرية الإسرائيلية وقُتل الاتراك بدم بارد وكان بالامكان احتجازهم أو أسرهم، فهم كانوا غير مسلحين. كما ضربوا بعض المشاركين باعقاب البنادق وثم اطلق النار عليهم”. وأضاف “المطران كابوتشي تعرض للضرب هو الآخر كما تعرضنا لإهانة وتهكم وحرمونا حتى من حاجاتنا الأساسية، حيث لم نستطع حتى دخول الحمام، قيدونا واركعونا على ركبنا وآذونا نفسيا ولم يقيموا لنا اعتبارا إنسانيا وكانت نظرتهم لنا دونية”.
وقالت الناشطة الجزائرية صالحة نويصرية “لقد تعرضنا للإهانة والضرب بعد الإنزال مباشرة، تم اعتقالنا وتكبيلنا بالأصفاد ووضعونا على ظهر السفينة ثمان ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة”.
وأضافت “عانينا من معاملة غير إنسانية وإهانة، كانوا يصوبون البنادق نحو صدورنا ويهينوننا بكلام بذيء، عاملونا بقسوة مفرطة حتى أن أحد أعضاء البرلمان الجزائري أصيب في عينه. لقد منعونا حتى من قضاء الحاجة وصادروا جميع أغراضنا”.
وقالت الناشطة الجزائرية نجوى سلطان “لقد جردونا من كل شيء حتى ملابسنا الداخلية، لم ننم منذ الإنزال ولم نعرف كم مضى من الوقت، حققوا معنا وعاملونا بسوء وكأننا إرهابيون ونحن أناس مسالمون لانحمل أي سلاح أو ذخيرة”. وأضافت “هدفنا وصلنا اليه والحصار انكسر والحمد لله تم فضح إسرائيل أمام العالم، دولة إسرائيل ستزول فهي قد بدأت تتخبط”.
وقال الناشط الماليزي نور عظمة عبد الله “لقد هاجمنا الإسرائيليون من دون تحذير بعد صلاة الفجر وأطلقوا رصاصات مطاطية ثم استخدموا الذخيرة الحية، فقتل خمسة منا على الفور وبعد ذلك استسلمنا”.
وقال الناشط الكويتي عبد الرحمن الفيلكاوي “إن الهجوم كان همجيا، حيث استخدم الإسرائيليون أسلحة مشروعة وربما غير مشروعة وطلقات مطاطية وذخيرة حية وقنابل صوت وقنابل غاز مسيل للدموع، كما استخدم هراوات حين هبطوا لضرب من كانوا على متن السفينة للسيطرة عليها”.
Leave a Reply