تواجهنا في حياتنا اليومية العديد من المآسي؛ ننسى البعض تخلصا من ذكرى أليمة، كرحيل الأحبة مثلاً، أو هروباً من ألم عشق أو حتى من وجع غربة.
ونتناسى البعض الاخر لانها تذكرنا بذاك الجانب الهش من انفسنا الذي حملناه معنا لقرون طويلة؛ حيث رضخنا لحاكمنا (إلهنا) ولإمامنا (نائب الإله ومفسر كتابه)؛ وان كنا نؤمن في اغلب الاحيان بعكس ما يقولون.
ولكننا نرضخ في النهاية؛ بعضنا من يخاف على لقمة عيش وبعضنا من يخاف على أطفاله ومستقبلهم؛ أما البعض الاخر ممن اصبح “معتدل” (لقناعات فكرية او لمنافع شخصية) فتراه يحمل في يده ميزان العدالة وبدأ بالحساب.
فمن كان بجانب الحكم فقد رجح ميزانه فتكون الجنة (اي منزله الخالي من كسرة خبز)؛ وأما الآخرون فإلى جهنم وبئس المصير (أي الموت في احسن الأحوال).
وهناك البعض منا ممن عمّد مأساته بالدم طالبا كرامة في الحياة، فهم صنّاع الحرية.
هم من خلعوا أقنعتهم وجاؤوا من كل حدب وصوب؛ كفروا باَلهتهم ومن ينوب عنهم؛ لا يتقسامون سوى همّ تخفيف القيد عن إخوانهم؛ إخوانهم في الانسانية في الحدود الدنيا.
والمضحك المبكي أن تصبح مأساتنا تلك؛ المعمدة بالدم؛ في غاية الروعة والجمال وفي قمة البذل والعطاء،
فلولاها لما ثارت ثائرة الشعوب تقول كفى. كفى تجويعاً واذلالا، دعونا نعبد إلهنا السماوي.
وجاء النصر هزيلاً “كالعادة”، وفتح المعبر جزئياً، وشجب إله العالم ما حصل؛ ولكنه يبقى جميلاً.
والأجمل منه أن تُوجه التحية والشكر من الامة المسلمة الى زميلتها “في المأساة” العلمانية.
ربنا الذي أنت في السماء طهرنا من الخطيئة والشر.
Leave a Reply