“أي دي سي” تعقد ندوات ثقافية وتجارية وسياسية وإعلامية حاشدة في مؤتمرها السنوي
واشنطن – خاص “صدى الوطن”
تعهد وزير العدل الأميركي، أريك هولدر، بأن تقوم السلطات القضائية في الولايات المتحدة بملاحقة جرائم الكراهية الموجهة ضد العرب والمسلمين والسيخ، ودفع مكتب التحقيقات الفدرالي “أف بي آي” إلى التركيز على ملاحقة تلك الأفعال غير القانونية والتصدي لها.
هولدر كان المتحدث الرئيسي أمام المؤتمر السنوي للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (أي دي سي) الذي عقد على مدى ثلاثة أيام في العاصمة الأميركية واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وقال هولدر إن الشرطة تولي حالياً أهمية قصوى للتحقيق في انفجار استهدف أحد المساجد في ولاية فلوريدا.
وذكر هولدر الذي تحدث مساء الجمعة الماضي أن الانفجار الذي لم يسفر عن سقوط خسائر بشرية بين 60 شخصاً كانوا يؤدون الصلاة داخل المسجد بات حالياً: “على رأس قائمة الاهتمامات”.
ولم ينف هولدر وجود تباعد بين الجاليات الإسلامية والحكومة الأميركية، قائلاً إنه يسمع دائماً احتجاجات من عرب ومسلمين يستخدمون في خطاباتهم مصطلحات تميّز بينهم وبين النظام الأميركي الرسمي، داعياً إلى ضرورة الانتقال إلى مرحلة ينتهي معها استخدام تعابير “نحن وهم”.
وتجنب هولدر بشكل كامل استخدام كلمة “الإرهاب” في كلمته، بل تطرق إلى دور المسلمين في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها الولايات المتحدة عبر الإشارة إلى أن أحد المسلمين هو من نبه الشركة في مدينة نيويورك إلى الدخان المنبعث من سيارة اتضح لاحقاً أنها مفخخة من قبل الباكستاني فيصل شاهزاد، الذي يعتقد أنه على صلة بحركة طالبان.
مؤتمر “أي دي سي” تخللته ندوات نقاشية في ظل حضور رسمي وإعلامي واسع، تطرقت الى عدة مجالات تجارية وإعلامية وثقافية وصولاً الى السياسة الخارجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط والتمييز الذي يتعرض اليه العرب والمسلمين الأميركيين في الولايات المتحدة.
ونظمت “أي دي سي” ندوة واسعة حول العلاقات التجارية بين العالم العربي وأميركا كان المتحدث الأبرز فيها المستشار الأول لوزارة التجارة الأميركية ريك وايد الذي تحدث عن المجالالت الواسعة القابلة للاستثمار في العلاقة بين الكيانين.
كما شهد المؤتمر ندوة نقاشية حول القضية الفلسطينية ووضع الفلسطينيين بعد ١٧ عاما على توقيع اتفاقية أوسلو وتشكيل سلطة الحكم الذاتي. وشارك في هذه الندوة مديرة “الأونروا” الأميركية كارين أبوزيد وممثل منظمة التحرير في أميركا معن رشيد عريقات والبروفيسور في جامعة “حيفا” أسعد غانم، وأدارت الندوة المحامية عن حقوق اللاجئين اليزابيت كامبل.
وأقيمت ندوة حول الحقوق المدنية تحت عنوان “مهمة لم تنته؟” شارك فيها مسؤولون رفيعون من عدة دوائر حكومية وممثلون عن “أي دي سي”.
وشارك في المؤتمر السفير السابق لجامعة الدول العربية في الأمم المتحدة د. كلوفيس مقصود الذي ألقى كلمة في حفل عشاء رئيسي أقيم تحت عنوان “فلسطين” وشدد مقصود على ضرورة مواجهة موجة الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية، كما قدم مقصود “جائزة راشيل كوري الأولى” للناشط والكاتب الصحافي رمزي قيسية في دوره في حركة “غزة حرة” فيما نال الجائزة الثانية جنيفر لوينستاين لدورها الفاعل في إطلاق حركة مدنية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في أميركا
ونالت حنان وفرح منيّر “جائزة هلا مقصود” (زوجة د. كلوفيس مقصود الراحلة) لدورهما في حفظ مجموعة واسعة من التراث الفلسطيني في متحف.
وشهد المؤتمر السنوي للـ”أي دي سي” ندوة إعلامية كانت نجمتها الإعلامية الشهيرة آيمي غودمان صاحبة برنامج “الديمقراطية الآن” التي يبث عبر التلفزيون والراديو والانترنت. وشددت غودمان على ضرورة تمسك الصحافيين بالمهنية والأمانة في نقل الأخبار.
كما طلبت غودمان التي قدمها المخرج الهوليوودي العربي الأميركي جاك شاهين من متابعي الإعلام الأميركي ان يتنبهوا من عملية الخداع والكذب التي تمارسها كبريات وسائل الإعلام الأميركية وأضافت “رغم أننا نعيش في زمن العولمة إلا أننا بالكاد يمكننا معرفة أكثر مما يدور حولنا بسبب التعتيم الإعلامي”.
وركزت غودمان في كلمتها التي لاقت ترحيباً واسعا من الحضور الكثيف على أن مسؤولية الصحافيين مسؤولية مقدسة يقع عليها عاتق إظهار الحقيقة كما هي، وأنه يجب أن لا يتم إسكات الصحافيين ليقوموا بمهمتهم على أكمل وجه.
Leave a Reply